الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          صفحة جزء


                                                                          3893 - (ع) : عراك بن مالك الغفاري الكناني المدني .

                                                                          [ ص: 546 ] روى عن : طلحة بن عبيد الله بن كريز الخزاعي ، وعبد الله بن عمر بن الخطاب (س) ، وعبد الملك بن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام (س) ، وعبيد بن عبد الله بن عتبة (خ م س) ، وعروة بن الزبير (خ م د س) ، ومحمد بن مسلم بن شهاب الزهري (س) ، وهو أصغر منه ، ونوفل بن معاوية الديلي (س) ، وأبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام (س) ، وأبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف (خ د) ، وأبي هريرة (ع) ، وحفصة بنت عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق (م) ، وزينب بنت أبي سلمة (س) ، وعائشة أم المؤمنين (م ق) .

                                                                          روى عنه : بكير بن الأشج (م) ، وأبو الغصن ثابت بن قيس المدني ، وجعفر بن ربيعة المصري (خ م د س) ، والحكم بن عتيبة الكوفي ، وخالد بن أبي الصلت (ق) ، وابنه خثيم بن عراك بن مالك (خ م س) ، وزياد بن أبي زياد مولى ابن عياش (م) ، وسليمان بن يسار (ع) ، وهو من أقرانه ، وعبد الله بن أبي سلمة الماجشون ، وابنه [ ص: 547 ] عبد الله بن عراك بن مالك ، وعبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز ، وعقيل بن خالد الأيلي ، ومكحول الشامي (د س) ، ويحيى بن سعيد الأنصاري (س) ، ويزيد بن أبي حبيب المصري (خ م د س) .

                                                                          ووفد على عمر بن عبد العزيز .

                                                                          قال خليفة بن خياط : عراك بن مالك من بني حماس بن مبشر بن غفار بن مليل بن ضمرة بن بكر بن عبد مناة بن علي بن كنانة بن خزيمة .

                                                                          وقال أحمد بن عبد الله العجلي : تابعي ثقة من خيار التابعين .

                                                                          وقال أبو زرعة ، وأبو حاتم : ثقة .

                                                                          وقال أيوب بن سويد الرملي ، عن عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز ، ما كان أبي يعدل بعراك بن مالك أحدا . وقال رجاء بن أبي سلمة : قال عمر بن عبد العزيز : ما أعلم أحدا من الناس أكثر صلاة من عراك بن مالك ، وذلك أنه يركع في كل عشر ويسجد ، وفي رواية : كان يقرأ في كل ركعة عشر آيات .

                                                                          وقال معن بن عيسى ، عن أبي الغصن ثابت بن قيس : رأيت عراك بن مالك يصوم الدهر .

                                                                          [ ص: 548 ] وقال محمد بن معن الغفاري ، عن أبيه ، عن أمه ، عن عمها معن بن نضلة : قالت : قال لي : واعجبا لبني مالك ما التفت إلى حلقة من حلق المسجد فيها مشيخة إلا رأيته مع ذوي الأسنان منهم .

                                                                          قال محمد بن معن : يعني : عراك بن مالك .

                                                                          وقال الزبير بن بكار ، عن محمد بن الضحاك ، عن المنذر بن عبد الله : إن عراك بن مالك كان من أشد أصحاب عمر بن عبد العزيز على بني مروان في انتزاع ما حازوا من الفيء والمظالم من أيديهم ، فلما ولي يزيد بن عبد الملك ولى عبد الواحد بن عبد الله النصري المدينة فقرب عراكا ، وقال : صاحب الرجل الصالح .

                                                                          وكان لا يقطع أمرا دونه ، وكان يجلس معه على سريره ، فبينا هو يوما معه إذ أتاه كتاب يزيد أن ابعث مع عراك حرسيا حتى ينزله دهلك وخذ من عراك حمولته ، فقال لحرسي - وعراك معه على السرير : خذ بيد عراك فابتغ من ماله راحلة ثم توجه إلى دهلك حتى تقره بها ، ففعل ذلك الحرسي ، وكان عراك يغدو بأمه إلى المسجد فيصلي فيه الصلوات ثم ينصرف بها ، فما تركه الحرسي يصل إليها ، وكان أبو بكر بن حزم نفى الأحوص إلى دهلك في إمرة سليمان بن عبد الملك ، فلما ولي يزيد أرسل إلى الأحوص فأقدمه إليه فمدحه الأحوص فأكرمه . قال : فأهل دهلك يؤثرون الشعر عن الأحوص ، والفقه عن عراك .

                                                                          وقال ضمام بن إسماعيل ، عن عقيل بن خالد : كنت بالمدينة في الحرس فلما صليت العصر إذا برجل يتخطى الناس يسأل عن عراك بن [ ص: 549 ] مالك حتى دل عليه ، فلما دنا منه لطمه حتى وقع ، وكان شيخا كبيرا ثم جر برجله ، ثم انطلق به حتى حصل في مركب في البحر في دهلك فنفي إليها ، وكان عمر بن عبد العزيز قد نفى الأحوص - رجلا كان شاعرا من الأنصار - إلى دهلك فأخرجه يزيد منها ، فكان أهل دهلك يقولون : جزى الله يزيد عنا خيرا ، كان عمر قد نفى إلينا رجلا علم أولادنا الباطل وأن يزيد أخرج إلينا رجلا علمنا الله على يديه الخير .

                                                                          قال محمد بن سعد ، والمفضل بن غسان الغلابي ، وغير واحد : مات في خلافة يزيد بن عبد الملك .

                                                                          زاد محمد بن سعد : بالمدينة .

                                                                          وقال غيره : كان استخلاف يزيد بن عبد الملك في سنة إحدى ومائة بعد موت عمر بن عبد العزيز ، ومكث في الخلافة أربع سنين وشيئا .

                                                                          روى له الجماعة .

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية