الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          معلومات الكتاب

                                                                          تهذيب الكمال في أسماء الرجال

                                                                          المزي - جمال الدين أبو الحجاج المزي

                                                                          صفحة جزء
                                                                          4317 - (ت ق) : عمر بن هارون بن يزيد بن جابر بن [ ص: 521 ] سلمة الثقفي ، مولاهم ، أبو حفص البلخي .

                                                                          روى عن : أسامة بن زيد الليثي (ت) ، وإسماعيل بن رافع المدني ، وإسماعيل بن عياش ، وأيمن بن نابل المكي ، وثور بن يزيد الحمصي ، وجعفر بن محمد الصادق ، وحريز بن عثمان الرحبي ، والحسن بن دينار ، وحمزة الزيات ، وسعيد بن أبي عروبة ، وسفيان الثوري ، وسلمة بن وردان ، وسيف بن أبي سليمان المكي ، وشعبة بن الحجاج ، وصالح المري ، وصفوان بن عمرو السكسكي ، والصلت بن دينار ، وعبد ربه بن أبي راشد ، وعبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي ، وعبد الملك بن جريج ، وعبد الملك بن عيسى الثقفي ، وعثمان بن الأسود ، وعثمان بن عطاء الخراساني ، وعيسى بن أبي عيسى الحناط ، والقاسم بن مبرور ، وقرة بن خالد السدوسي ، ومالك بن أنس ، ومعروف بن خربوذ المكي ، والمغيرة بن زياد الموصلي ، والمنكدر بن محمد بن المنكدر ، وأبي مصلح نصر بن مشارس ، وهمام بن يحيى (ق) ، ويونس بن يزيد الأيلي ، وأبي بكر بن عبد الله بن أبي مريم الغساني .

                                                                          روى عنه : إبراهيم بن الأشعث البخاري خادم الفضيل بن عياض وإبراهيم بن عيسى ، وإبراهيم بن هارون البلخي البزاز ، [ ص: 522 ] وأحمد بن حاتم الطويل ، وأحمد بن حنبل ، وأبو الطاهر أحمد بن عمرو بن السرح المصري ، وأبو بكر أحمد بن محمد بن سهل البلخي ، وأحمد بن ناصح المصيصي ، وأبو الحسن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة الجعفي والد البخاري ، والجارود بن معاذ الترمذي ، وجمعة بن عبد الله البلخي ، والحسن بن عيسى بن ماسرجس مولى ابن المبارك ، والحسين بن منصور بن جعفر السلمي ، وسريج بن يونس ، وسعيد بن يعقوب الطالقاني ، وأبو داود سليمان بن سلم البلخي المصاحفي ، وصالح بن عبد الله الترمذي ،

                                                                          وعامر بن خداش ، وأبو سعيد عبد الله بن سعيد الأشج ، وعبد الرحمن بن عبد الله بن سعيد الدشتكي ، وعبد الرحمن بن عمرو البجلي ، وعثمان بن محمد بن أبي شيبة ، وعفان بن محمد البلخي ، وعفان بن مسلم الصفار ، وعلي بن الحسن الذهلي ، وعمار بن هارون أبو ياسر المستملي ، وعمرو بن رافع القزويني (ق) ، وعمرو بن محمد الناقد ، وأبو كامل فضيل بن حسين الجحدري ، وقتيبة بن سعيد ، وكامل بن طلحة الجحدري ، والليث بن مساور البلخي ، ومحمد بن أبي بكر المقدمي ، ومحمد بن حميد الرازي ، ومحمد بن خالد الحنظلي الرازي ، ومحمد بن سعيد ابن الأصبهاني ، ومحمد بن عمرو زنيج الرازي ، ومحمد بن القاسم الطايكاني ، ومحمد بن معاوية النيسابوري ، وأبو صالح مسلم بن عبد الرحمن النيسابوري ، ونصر بن علي الجهضمي ، وأبو الليث نصر بن الليث البلخي ، وأبو طالب هاشم بن الوليد الهروي ، وهشام بن عبيد الله الرازي ، وهناد بن السري (ت) ، [ ص: 523 ] ويحيى بن موسى البلخي ، وأبو يعقوب يوسف بن واقد الرازي الصيقل .

                                                                          ذكره خليفة بن خياط في الطبقة الخامسة من أهل خراسان .

                                                                          وقال محمد بن سعد : كتب الناس عنه كتابا كبيرا وتركوا حديثه .

                                                                          وقال البخاري : تكلم فيه يحيى بن معين .

                                                                          وقال أحمد بن علي الأبار : عن أبي غسان محمد بن عمرو . قال عمر بن هارون : ألقيت من حديثي سبعين ألفا لأبي جزء عشرين ألفا ولعثمان البري كذا وكذا . قال : فقلت له : يا أبا غسان ، ما كان حاله ؟ قال : قال بهز : أرى يحيى بن سعيد حسده . قال : أكثر عن ابن جريج ، من لزم رجلا اثنتي عشرة سنة لا يريد أن يكثر عنه .

                                                                          قال أبو غسان : وبلغني أن أمه كانت تعينه على الكتاب .

                                                                          [ ص: 524 ] قال أبو بكر الخطيب : وذكر مسلم بن عبد الرحمن البلخي أن ابن جريج تزوج أم عمر بن هارون فمن هناك أكثر السماع منه .

                                                                          وقال أبو أحمد بن عدي : يقال : إنه لقي ابن جريج بمكة ، وكان حسن الوجه ، فسأله ابن جريج : ألك أخت ؟ قال : نعم . فتزوج بأخته ، فقال : لعل هذا الحسن يكون في أخته كما هو في أخيها ، فتفرد عن ابن جريج ، وروى عنه أشياء لم يروها غيره .

                                                                          وقال أبو بكر بن أبي داود ، عن سعيد بن زنجل : سمعت صاحبا لنا يقال له : بور بن الفضل . قال : سمعت أبا عاصم ذكر عمر بن هارون . قال : كان عمر عندنا أحسن أخذا للحديث من ابن المبارك .

                                                                          وقال أحمد بن سيار المروزي : عمر بن هارون البلخي كان كثير السماع ، روى عنه عفان بن مسلم ، وقتيبة بن سعيد ، وغير واحد من أهل الحديث ويقال : إن مرجئة بلخ كانوا يقعون فيه ، [ ص: 525 ] وكان أبو رجاء - يعني قتيبة - يطريه ويوثقه .

                                                                          وذكر عن وكيع أنه قال : عمر بن هارون مر بنا وبات عندنا وكان يزن بالحفظ ، وسمعت أبا رجاء يقول : كان عمر بن هارون شديدا على المرجئة ، وكان يذكر مساوئهم وبلاياهم .

                                                                          قال : وإنما كانت العداوة فيما بينه وبينهم من هذا السبب .

                                                                          قال : وكان من أعلم الناس بالقراءات ، وكان القراء يقرؤون عليه ويختلفون إليه في حروف القرآن .

                                                                          وسمعت أبا رجاء يقول : سألت عبد الرحمن بن مهدي ، فقلت : إن عمر بن هارون قد أكثرنا عنه ، وبلغنا أنك تذكره . فقال : أعوذ بالله ، ما قلت فيه إلا خيرا .

                                                                          قال : وسمعت أبا رجاء يقول : قلت لعبد الرحمن : بلغنا أنك قلت أنه روى عن فلان ولم يسمع منه .

                                                                          فقال : يا سبحان الله! ما قلت أنا ذا قط ، ولو روى ما كان عندنا بمتهم .

                                                                          وقال علي بن الحسن الهسنجاني ، عن يحيى بن المغيرة الرازي : سمعت ابن المبارك يغمز عمر بن هارون في سماعه من جعفر بن محمد ، وكان عمر يروي عنه ستين حديثا أو نحو ذلك .

                                                                          وقال علي بن الحسين بن الجنيد الرازي : سمعت يحيى بن معين يقول : عمر بن هارون كذاب ، قدم مكة ، وقد مات جعفر بن محمد فحدث عنه .

                                                                          [ ص: 526 ] وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم : سألت أبي عنه ، فقال : تكلم فيه ابن المبارك فذهب حديثه .

                                                                          قلت لأبي : إن أبا سعيد الأشج حدثنا عن عمر بن هارون البلخي . فقال : هو ضعيف الحديث ، نخسه ابن المبارك نخسة ، فقال : إن عمر بن هارون يروي عن جعفر بن محمد ، وقد قدمت قبل قدومه وكان قد توفي جعفر بن محمد .

                                                                          وقال أبو جعفر العقيلي : حدثنا محمد بن زكريا البلخي ، قال : حدثنا قتيبة ، قال : قلت لجرير : حدثنا عمر بن هارون ، عن القاسم بن مبرور ، قال : نزل جبريل على النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال : " إن كاتبك هذا أمين " يعني معاوية ، فقال لي جرير : اذهب فقل له : كذبت .

                                                                          وقال أبو بكر المروذي : سئل أبو عبد الله أحمد بن حنبل عن عمر بن هارون البلخي ، فقال : ما أقدر أن أتعلق عليه بشيء ، كتبت عنه حديثا كثيرا . فقيل له : قد كانت له قصة مع ابن مهدي . فقال : بلغني أنه كان يحمل عليه ، ولا أدري ما كانت قصته .

                                                                          فقال له أبو جعفر : إني سمعت من يحكي عن ابن مهدي أنه قدم عليهم عمر بن هارون البصرة وهو شاب فذاكره عبد الرحمن فكتب عنه ثلاثة أحاديث منها حديث عن يحيى بن أبي عمرو السيباني ، عن [ ص: 527 ] عمرو بن عبد الله الحضرمي ، عن عبد الله بن عمرو في شرب العصير ، ومنها عن عبد الملك ، عن عطاء في الحفار ينسى الفأس في القبر بعد ما يفرغ منه ، وحديث آخر ، فلما كان بعد زمان قدم عليهم البصرة ، فأتى رجل عبد الرحمن ، فقال : إنك كتبت عن هذا أشياء فأعطاه الرقعة فذهب إليه ، فسأله عن حديث يحيى بن أبي عمرو ، فقال : لم أسمع من يحيى بن أبي عمرو شيئا ، إنما كان هذا شيء في الحداثة ، وسأله عن حديث عبد الملك ، فقال : لم أسمع من عبد الملك إنما حدثنيه فلان عن عبد الملك ، فأتى ابن مهدي فأخبره ، فنال منه وتكلم ، فقال أبو عبد الله : كان أكثر ما يحدثنا عن ابن جريج ، ويروي عن الأوزاعي .

                                                                          قيل له : فتروي عنه ؟ فقال : قد كنت رويت عنه شيئا .

                                                                          وقال أبو طالب : سمعت أحمد بن حنبل يقول : عمر بن هارون لا أروي عنه شيئا .

                                                                          قال : وهو من أهل بلخ ، وقد أكثرت عنه ، ولكن كان عبد الرحمن بن مهدي يقول : لم تكن له قيمة عندي ، وبلغني أنه قال : حدثني بأحاديث فلما قدم مرة أخرى حدث بها عن إسماعيل بن عياش عن أولئك ، فتركت حديثه .

                                                                          وقال علي بن الحسين بن حبان : وجدت في كتاب أبي بخط يده : قال أبو زكريا : عمر بن هارون البلخي كذاب خبيث ، [ ص: 528 ] ليس حديثه بشيء قد كتبت عنه وبت على بابه بباب الكوفة ، وذهبنا معه إلى النهروان ثم تبين لنا أمره بعد ذلك ، فخرقت حديثه كله ما عندي عنه كلمة إلا أحاديث على ظهر دفتر خرقتها كلها .

                                                                          قلت لأبي زكريا : ما تبين لكم من أمره ؟ قال : قال عبد الرحمن بن مهدي - ولم أسمعه منه ولكن هذا مشهور عن عبد الرحمن - قال : قدم علينا فحدثنا عن جعفر بن محمد فنظرنا إلى مولده وإلى خروجه إلى مكة فإذا جعفر قد مات قبل خروجه .

                                                                          وقال عباس الدوري وأبو بكر بن أبي خيثمة ، عن يحيى بن معين : ليس بشيء .

                                                                          وقال أحمد بن محمد بن القاسم بن محرز عن يحيى بن معين : ليس هو ثقة .

                                                                          وقال الغلابي عن يحيى : ليس بثقة ، ونصر بن باب مثله .

                                                                          وقال مرة أخرى : ضعيف .

                                                                          وقال أبو داود عن يحيى : هو غير ثقة .

                                                                          وقال جعفر بن أبي عثمان الطيالسي : سمعت يحيى بن معين يقول : يكذب .

                                                                          [ ص: 529 ] وقال عبد الله بن علي بن المديني : سألت أبي عنه فضعفه جدا .

                                                                          وقال أبو زرعة : سمعت إبراهيم بن موسى وقيل له : لم لا تحدث عن عمر بن هارون ؟ فقال : الناس تركوا حديثه .

                                                                          وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم : حدثنا شعيب بن رجاء الرازي المكتب ، قال : سمعت إبراهيم بن موسى يقول : كتبت عن عمر بن هارون مثل ذي - يعني حزمة - ولم أحدث عنه بشيء .

                                                                          وقال إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني : لم يقنع الناس بحديثه .

                                                                          وقال النسائي ، وصالح بن محمد الحافظ ، وأبو علي الحافظ : متروك الحديث .

                                                                          وقال زكريا بن يحيى الساجي : فيه ضعف .

                                                                          وقال الدارقطني : ضعيف .

                                                                          [ ص: 530 ] وقال أبو نعيم الحافظ : حدث عن ابن جريج ، والأوزاعي ، وشعبة بالمناكير لا شيء .

                                                                          وقال الترمذي : سمعت محمدا يقول : عمر بن هارون مقارب الحديث ، لا أعرف له حديثا ليس له أصل إلا هذا الحديث - يعني حديثه عن أسامة بن زيد (ت) ، عن عمرو بن شعيب ، عن أبيه ، عن جده كان النبي صلى الله عليه وسلم يأخذ من لحيته من عرضها وطولها - لا نعرفه إلا من حديث عمر بن هارون .

                                                                          قال : ورأيته حسن الرأي في عمر بن هارون .

                                                                          قال علي بن الفضل بن طاهر البلخي : مات ببلخ يوم الجمعة أول يوم من رمضان سنة أربع وتسعين ومائة ، وهو ابن ست وستين ، وكان يخضب ، هكذا أخبرني محمد بن محمد بن عبد العزيز ، عن مسلم بن عبد الرحمن السلمي ، قال : ورأيت في كتاب أنه توفي وهو ابن ثمانين سنة .

                                                                          [ ص: 531 ] روى له الترمذي ، وابن ماجه .

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية