الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          صفحة جزء
                                                                          3857 - (خ م د سي ق) : عثمان بن محمد بن إبراهيم بن عثمان بن خواستي العبسي ، مولاهم ، أبو الحسن بن أبي شيبة الكوفي ، أخو أبي بكر بن أبي شيبة والقاسم بن أبي شيبة ، وكان أكبر من أبي بكر .

                                                                          وقال يعقوب بن شيبة : عثمان بن أبي شيبة من ولد أبي سعدة [ ص: 479 ] الذي دعا عليه سعد بن أبي وقاص .

                                                                          رحل إلى مكة والري ، وكتب الكثير ، وصنف المسند والتفسير ونزل بغداد .

                                                                          روى عن : أبي إسماعيل إبراهيم بن سليمان المؤدب (ق) ، وأحمد بن إسحاق الحضرمي (د) ، وأحمد بن المفضل الحفري (د) ، وإسحاق بن منصور السلولي (د) ، وإسماعيل بن أبان الوراق (صد) ، وإسماعيل ابن علية (د ق) ، وإسماعيل بن عياش (د ق) ، والأسود بن عامر شاذان (د) ، وبشر بن المفضل (م) ، وجرير بن عبد الحميد (خ م د سي) ، وحاتم بن إسماعيل المدني (د) ، والحسين بن عيسى الحنفي (د ق) ، والحسين بن محمد المروزي (د) ، وأبي أسامة حماد بن أسامة (د) ، وحميد بن عبد الرحمن الرؤاسي (خ م) ، وزياد بن الربيع اليحمدي ، وزيد بن الحباب (د) ، وسفيان بن عيينة (د) ، وأبي خالد سليمان بن حيان الأحمر (م د ق) ، وأبي الأحوص سلام بن سليم (د) ، وشبابة بن سوار (د) ، وشريك بن عبد الله ، وطلحة بن يحيى الزرقي الأنصاري (خ م ق) ، وطلق بن غنام النخعي (د) ، وعبد الله بن إدريس (د) ، وعبد الله بن المبارك (د ق) ، وعبد الله بن نمير (د ص) ، وعبد الحميد بن عبد الرحمن الحماني (د) ، وعبد الرحمن بن مهدي (ق) ، وعبد السلام بن حرب (د) ، وعبدة بن سليمان (خ م د ق) ، وعبيد الله بن موسى (د) ، وعبيد الله الأشجعي (م) ، وعبيدة بن حميد (د) ، وعفان بن مسلم (د) ، وعلي بن ظبيان (ق) ، وعلي بن مسهر (م) ، وعمر بن سعد أبي داود الحفري (د ق) ، وأبي حفص عمر بن عبد الرحمن الأبار (عخ د ق) ، وعمر بن عبيد الطنافسي ، وعمران بن عيينة (د) ، وغسان بن مضر [ ص: 480 ] الأزدي ، والقاسم بن مالك المزني (خ) ، وقبيصة بن عقبة (قد) ، وكثير بن هشام (د) ، ومحمد بن بشر العبدي (سي) ، وأبي معاوية محمد بن خازم الضرير (د) ، ومحمد بن عبيد الطنافسي (مد) ، ومحمد بن أبي عبيدة بن معن المسعودي (د) ، ومحمد بن يزيد الواسطي (د) ، ومخلد بن يزيد الحراني (د) ، والمطلب بن زياد (عس) ، ومعاوية بن هشام (د ق) ، وهشيم بن بشير (خ م د) ، ووكيع بن الجراح (م د) ، والوليد بن عقبة الشيباني (د) ، ويحيى بن آدم (د) ، ويحيى بن أبي بكير (د) ، ويحيى بن زكريا بن أبي زائدة (م د) ، ويحيى بن الضريس الرازي ، ويحيى بن يعلى المحاربي (د) ، ويحيى بن يمان (بخ) ، ويزيد بن هارون (د) ، ويعلى بن عبيد الطنافسي (د) ،ويونس بن محمد المؤدب (د) ، ويونس بن أبي يعفور العبدي (م) .

                                                                          روى عنه : البخاري ، ومسلم ، وأبو داود ، وابن ماجه ، وإبراهيم بن أسباط بن السكن البغدادي ، وإبراهيم بن إسحاق الحربي ، وإبراهيم بن أبي طالب النيسابوري ، وأحمد بن إبراهيم بن أيوب الحوراني ، وأحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي ، وأبو بكر أحمد بن علي بن سعيد المروزي القاضي (عس) ، وأبو يعلى أحمد بن علي بن المثنى الموصلي ، وإسحاق بن موسى بن عمران الإسفراييني الشافعي ، وتميم بن محمد الفارسي ، وجعفر بن محمد بن الحسن الفريابي ، وحامد بن محمد بن شعيب البلخي ، والحسن بن علي بن شبيب المعمري ، والحسين بن إدريس الأنصاري الهروي ، والحسين بن إسحاق التستري ، والحسين بن حميد بن الربيع اللخمي ، وحمدان بن علي الوراق ، وزكريا بن يحيى السجزي (سي) ، وزياد بن أيوب الطوسي دلويه ، والضحاك بن الحسين الأزدي الأستراباذي ، وعبد الله بن [ ص: 481 ] أحمد بن حنبل ، وأبو بكر عبد الله بن محمد بن أبي الدنيا ، وأبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي ، وأبو زرعة عبيد الله بن عبد الكريم الرازي ، وعثمان بن خرزاذ الأنطاكي ، وعثمان بن يحيى الأدمي ، وعلي بن أحمد بن النضر الأزدي ، وعلي بن سهل بن المغيرة البزاز ، وأبو الحسن محمد بن أحمد بن البراء العبدي وأبو حاتم محمد بن إدريس الرازي ومحمد بن إسحاق الثقفي السراج ، ومحمد بن سعد كاتب الواقدي ومات قبله ، وابنه محمد بن عثمان بن أبي شيبة ، ومحمد بن غالب بن حرب تمتام ، ومحمد بن محمد بن سليمان الباغندي ، ومحمد بن يحيى الدهلي .

                                                                          قال محمد بن مسلم بن وارة : قيل لأحمد بن حنبل : مات عثمان بن أبي شيبة ، فقال : مات محمد بن مهران الجمال ، فكرر عليه ، فكرر مات محمد بن مهران ، ثلاثا ، ولا يزيد هو على أن يقول : مات محمد بن مهران .

                                                                          قال ابن مسلم : لأنه كم من حي هو ميت .

                                                                          وقال أبو بكر الأثرم : قلت لأبي عبد الله - يعني أحمد بن حنبل - : ابن أبي شيبة ، ما تقول فيه أعني أبا بكر ؟ فقال : ما علمت إلا خيرا .

                                                                          وكأنه أنكر المسألة عنه .

                                                                          قلت لأبي عبد الله : فأخوه عثمان ؟ فقال : وأخوه عثمان ما علمت إلا خيرا وأثنى عليه ، وقال : عثمان رجل سليم .

                                                                          وقال فضلك الرازي : سألت يحيى بن معين عن محمد بن [ ص: 482 ] حميد الرازي ، فقال : ثقة ، وسألته عن عثمان بن أبي شيبة ، فقال : ثقة ، فقلت : من أحب إليك ابن حميد أو عثمان ؟ فقال : ثقتين أمينين مأمونين .

                                                                          وقال علي بن الحسين بن حبان : وجدت في كتاب أبي بخط يده عن يحيى بن معين ، قال : ابني أبي شيبة : عثمان وعبد الله ثقتين صدوقين ليس فيهما شك .

                                                                          وقال عبد الله بن محمد بن جعفر القزويني : سمعت أبا حاتم يقول : سمعت رجلا يسأل محمد بن عبد الله بن نمير عن عثمان بن أبي شيبة قال : فقال محمد بن عبد الله : سبحان الله ومثله يسأل عنه ، إنما يسأل هو عنا .

                                                                          وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم : سئل أبي عن عثمان بن أبي شيبة ، فقال : كان أكبر من أبي بكر إلا أن أبا بكر صنف ما كان يطلب ، وعثمان لم يصنف . قال ، وقال أبي : هو صدوق .

                                                                          وقال أحمد بن عبد الله العجلي : عبد الله بن محمد بن أبي [ ص: 483 ] شيبة ، كوفي ثقة ، وأخوه عثمان كوفي ثقة .

                                                                          وقال الحافظ أبو بكر الخطيب فيما أخبرنا به أبو العز الشيباني عن أبي اليمن الكندي ، عن أبي منصور القزاز عنه : نقلت من أصل أبي الحسن بن رزقويه ، قال : أخبرنا محمد بن أحمد بن الحسن الصواف ، قال : حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، قال : عرضت على أبي حديث عثمان - يعني : ابن أبي شيبة - عن جرير ، عن شيبة بن نعامة ، عن فاطمة بنت حسين ، عن فاطمة الكبرى ، عن النبي صلى الله عليه وسلم في العصبة ، وحديث جرير ، عن الثوري ، عن ابن عقيل ، عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم شهد عيدا للمشركين ، وعدة أحاديث من هذا النحو ، فأنكرها جدا ، وقال : هذه أحاديث موضوعة ، أو كأنها موضوعة ، ثم قال : ما كان أخوه - يعني عبد الله بن أبي شيبة - تتطنف نفسه بشيء من هذه الأحاديث ، ثم قال : نسأل الله السلامة في الدين والدنيا نراه يتوهم هذه الأحاديث ، نسأل الله السلامة .

                                                                          قال الحافظ أبو بكر : أما حديث شيبة فقد رواه عن جرير غير عثمان ، أخبرناه الحسن بن أبي بكر ، قال : أخبرنا عبد الله بن إسحاق البغوي ، قال : حدثنا ابن أبي العوام يعني محمد بن أحمد بن يزيد ، قال : حدثنا أبي ، قال : حدثنا جرير بن عبد الحميد عن شيبة ، عن فاطمة بنت الحسين ، عن فاطمة قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : كل بني أم ينتمون إلى عصبتهم إلا ولد فاطمة فإني أنا أبوهم وأنا عصبتهم .

                                                                          [ ص: 484 ] قال : وأخبرناه علي بن محمد بن عبد الله المعدل ، قال : أخبرنا عثمان بن أحمد بن عبد الله الدقاق ، قال : حدثنا جعفر بن محمد الزعفراني ، قال : حدثنا محمد بن حميد ، قال : حدثنا محمد بن عمرو الرازي عن حسين الأشقر ، عن جرير بن عبد الحميد الضبي ، عن شيبة بن نعامة ، عن فاطمة بنت الحسين ، عن فاطمة الكبرى ، قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : كل بني أم ينتمون إلى عصبة ، غير ولد فاطمة فأنا أبوهم وأنا عصبتهم .

                                                                          قال : وأما حديث الثوري فلا أعلم رواه عن جرير غير عثمان ، أخبرناه علي بن محمد بن عبد الله المعدل ، قال : أخبرنا علي بن محمد بن أحمد المصري ، قال : حدثنا علي بن سعيد الرازي ، قال : حدثنا زياد بن أيوب دلويه ، قال : حدثنا عثمان بن أبي شيبة ، قال : حدثنا جرير عن سفيان الثوري عن عبد الله بن محمد بن عقيل ، عن جابر ، قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم في أول الأمر يشهد مع المشركين أعيادهم حتى نهى عنه .

                                                                          وبه ، قال : أخبرناه الحسن بن أبي بكر ، قال : أخبرنا أبو سهل أحمد بن محمد بن عبد الله بن زياد القطان ، قال : حدثنا محمد بن غالب .

                                                                          (ح) : قال : وأخبرناه علي بن يحيى بن جعفر الإمام ، قال : أخبرنا سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني ، قال : حدثنا الحسن بن علي المعمري .

                                                                          [ ص: 485 ] (ح) : قال : وأخبرناه البرقاني ، قال : أخبرنا أبو علي ابن الصواف ، قال : حدثنا إبراهيم بن أسباط .

                                                                          (ح) : قال : وأخبرناه البرقاني ، قال : أخبرنا محمد بن عبد الله بن خميرويه الهروي ، قال : أخبرنا الحسين بن إدريس .

                                                                          (ح) قال : وأخبرنا عبد الغفار بن محمد بن جعفر المؤدب ، قال : حدثنا أبو الفتح محمد بن الحسين الأزدي ، قال : أخبرنا أبو يعلى الموصلي ، قال : حدثنا عثمان بن أبي شيبة ، قال : حدثنا جرير عن سفيان الثوري عن عبد الله بن محمد بن عقيل ، عن جابر ، قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يشهد مع المشركين مشاهدهم فسمع ملكين من خلفه وأحدهما يقول لصاحبه : اذهب بنا حتى نقوم خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : كيف نقوم خلفه وإنما عهده باستلام الأصنام قبل ، فلم يعد يشهد مع المشركين مشاهدهم .

                                                                          هذا لفظ حديث الطبراني .

                                                                          وقال سفيان : قول جابر : وإنما عهده باستلام الأصنام يعني أنه شهد مع من استلم الأصنام ، وذلك قبل أن يوحى إليه .

                                                                          وقال أبو الفتح الأزدي : تفرد به جرير الرازي إن كان عثمان بن أبي شيبة حفظه ، فإنه لم يتابع عليه .

                                                                          قال الحافظ أبو بكر : قد رواه أبو زرعة الرازي عن عثمان ، فخالف الجماعة في إسناده .

                                                                          [ ص: 486 ] أخبرنيه أبو الحسن محمد بن عبد الواحد ، قال : حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن الحسين الرازي ، قال : حدثنا محمد بن قارن ، قال : حدثنا أبو زرعة عبيد الله بن عبد الكريم ، قال : حدثنا عثمان بن أبي شيبة ، قال : حدثنا جرير عن سفيان بن عبد الله بن زياد بن حدير ، عن ابن عقيل ، عن جابر قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يشهد مع المشركين مشاهدهم ، فشهد ملكين خلفه وأحدهما يقول لصاحبه : ألا نقوم خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال : فلم يعد أن يشهد مع المشركين مشاهدهم .

                                                                          كذا قال ، عن سفيان بن عبد الله بن زياد بن حدير بدل سفيان الثوري . قال : وعندي أن هذا أشبه بالصواب ، والله أعلم .

                                                                          وقال أبو الحسن الدارقطني في كتاب التصحيف وأخبار المصحفين : حدثنا أبو القاسم علي بن محمد بن كاس النخعي القاضي ، قال : حدثنا إبراهيم بن عبد الله الخصاف ، قال : قرأ علينا عثمان بن أبي شيبة في التفسير ، فلما جهزهم بجهازهم جعل السفينة في رحل أخيه ، فقيل له : إنما هو جعل السقاية في رجل أخيه ، قال : أنا وأخي أبو بكر لا نقرأ لعاصم .

                                                                          قال أبو الحسن : وقيل : إنه قرأ عليهم في التفسير : واتبعوا الشياطين بكسر الباء .

                                                                          وقال أيضا : حدثنا أحمد بن كامل القاضي ، قال : حدثني الحسن بن الحسن بن الحباب المقرئ أن عثمان بن أبي شيبة قرأ عليهم [ ص: 487 ] في التفسير : ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل ، قالها : ا ل م .

                                                                          قال محمد بن عبد الله الحضرمي ، وعبيد بن محمد بن خلف البزار : مات سنة تسع وثلاثين ومائتين .

                                                                          زاد الحضرمي : لثلاث مضين من المحرم ، لا يخضب .

                                                                          وروى له النسائي في اليوم والليلة وغيره .

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية