الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          معلومات الكتاب

                                                                          تهذيب الكمال في أسماء الرجال

                                                                          المزي - جمال الدين أبو الحجاج المزي

                                                                          صفحة جزء
                                                                          4089 (ع) : علي بن أبي طالب ، واسمه عبد مناف بن عبد المطلب بن هاشم القرشي ، أبو الحسن الهاشمي أمير المؤمنين ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم .

                                                                          [ ص: 473 ] كناه رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا تراب ، والحديث في ذلك مشهور .

                                                                          وأمه فاطمة بنت أسد بن هاشم الهاشمية ، وهي أول هاشمية ولدت لهاشمي .

                                                                          أسلمت وهاجرت إلى المدينة ، وتوفيت في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وصلى عليها ونزل في قبرها ، وقيل : ماتت بمكة قبل الهجرة .

                                                                          شهد بدرا والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ما خلا تبوك .

                                                                          روى عن :النبي صلى الله عليه وسلم (ع) ، وعن أبي بكر الصديق عبد الله بن أبي قحافة (4) ، وعمر بن الخطاب ، والمقداد بن الأسود (م د س ق) ، وزوجته فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم .

                                                                          روى عنه : إبراهيم بن عبد الله بن حنين (س ق) ، مرسل ، وإبراهيم بن عبد الله بن عبد القاري (سي) كذلك ، وإبراهيم بن محمد (ت) ، من ولد علي بن أبي طالب ، كذلك ، والأحنف بن قيس التميمي (ص) ، وأسماء بن الحكم الفزاري (4) ، والأسود بن يزيد النخعي ، وأسيد بن صفوان (فق) ، والأصبغ بن نباتة الحنظلي (ق) ، وأوس بن أبي أوس الثقفي (عس) ، وإياس بن عامر الغافقي (عس) والبراء بن عازب الأنصاري (د س) ، وبريد بن أصرم (عس) ، وبشر بن سحيم الغفاري (س) ، وله صحبة ، وبلال بن يحيى العبسي (د) ، وثعلبة بن يزيد الحماني (عس) ، وجابر بن سمرة ، وجابر بن عبد الله ، وجارية بن قدامة السعدي (عس) ، وجرير الضبي (د) .

                                                                          [ ص: 474 ] والد غزوان بن جرير
                                                                          وجري بن كليب السدوسي (4) وابن أخته جعدة بن هبيرة المخزومي (عس) والحارث بن سويد التيمي (خ م س) والحارث بن عبد الله الأعور الهمداني (4) والحارث جد سليمان بن عبد الله بن الحارث (ص) على خلاف فيه وحارثة بن مضرب الكوفي (د س) وحبة بن جوين العرني (س) وحجر العدوي (ت) وحجية بن عبد الله الكندي (4) وحرملة (خ) مولى أسامة بن زيد وحسان بن كريب (بخ) وابنه الحسن بن علي بن أبي طالب والحسن البصري (ت س) وابنه الحسين بن علي بن أبي طالب (ع) وحصين بن صفوان (عس) وحصين بن قبيصة الفزاري (د س) ، وأبو ساسان حضين بن المنذر الرقاشي (م د عس ق) ، وأبو يحيى حكيم بن سعد الحنفي (بخ عس) وحنش بن عبد الله الصنعاني وحنش بن المعتمر (د ت ص) ويقال ابن ربيعة الكناني أبو المعتمر الكوفي وحنين والد عبد الله بن حنين (س) على خلاف فيه وخالد بن قثم بن العباس (ص) وخليفة بن حصين بن قيس بن عاصم المقرئ (ت) وجلاس بن عمرو الهجري (ت س) وخيثمة بن عبد الرحمن الجعفي (بخ) ورافع بن سلمة البجلي (عس) وربعي بن حراش (خ مق 4) وربيعة بن ناجد (فق) ورياح بن الحارث النخعي (عس) وزاذان أبو عمر الكندي (د ص ق) وزر بن حبيش الأسدي (م 4) وزياد بن جبير الأسدي (د) وزيد بن أرقم الأنصاري وزيد بن وهب الجهني (خ م د س) وزيد بن يثيع الهمداني (ت عس) وسالم بن أبي الجعد الغطفاني (د س فق) ولم يدركه والسائب (س ق) والد عطاء بن السائب الثقفي وسعد بن معبد (ق) والد الحسن بن سعد مولى الحسن بن علي وسعيد بن حيان (ت) والد أبي حيان التيمي [ ص: 475 ] وسعيد بن ذي حدان (عس) ، وسعيد بن المسيب (ت س ق) ، وسعيد بن وهب الهمداني (ص) ، وسفيان (عس) والد عمرو بن سفيان ، وسفينة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وسليم بن بلج الفزاري (ص) ، وسنان بن يزيد التميمي (فق) ، وسويد بن غفلة الجعفي (خ م ت س) ، وشبيب بن ربعي التميمي (د سي) .، وشتير بن شكل بن حميد العبسي (م س) وشريح بن الحارث القاضي (س) ، وشريح بن النعمان الصائدي (4) ، وشريح بن هانئ الحارثي (م س ق) وشريك بن حنبل العبسي (د ت) ، وأبو وائل شقيق بن سلمة الأسدي (ت عس) ، وشيبان بن محزم (عس) ، وصعصعة بن صوحان العبدي (س) ، وصهيب بن سنان الرومي ، وصهيب مولى العباس (بخ) وطارق بن أشيم والد أبي مالك الأشجعي ، وطارق بن زياد (ص) ، وطارق بن شهاب الأحمسي ، وعابس بن ربيعة النخعي (ق) ، وعاصم بن ضمرة السلولي (4) ، وعاصم بن عمر (ت س) ، ويقال : ابن عمرو المديني ، وعامر بن شراحيل الشعبي (خ د س) ، وأبو الطفيل عامر بن واثلة الليثي (خ م د س) ، ومؤذنه عامر بن النباح ، وعائش بن أنس البكري (س) ، وعباد بن عبد الله الأسدي (ص) وعباد بن أبي يزيد (ت) ، ويقال : ابن يزيد الكوفي ، وعبد الله بن أبي أحمد بن جحش الأسدي القرشي (د) ، وعبد الله بن ثعلبة بن صعير العذري ، وابن أخيه عبد الله بن جعفر بن أبي طالب (خ م ت س ق) ، وعبد الله بن الحارث بن نوفل (د س) ، وعبد الله بن حنين مولى بني هاشم (عخ م 4) ، وعبد الله بن الزبير ، وعبد الله بن زرير الغافقي (د س ق) ، وعبد الله بن سبع (عس) ، وعبد الله بن سلمة المرادي (4) ، وعبد الله بن شداد بن الهاد (خ م ت س ق) ، وعبد الله بن شقيق [ ص: 476 ] (م) وعبد الله بن عباس (خ م د س ق) ، وعبد الله بن عبد القاري (سي) ، وعبد الله بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (سي) مرسل ، وعبد الله بن عمر بن الخطاب ، وعبد الله بن عمرو بن هند الجملي (ت ص) ، وعبد الله بن مسعود ومات قبله ، وعبد الله بن معقل بن مقرن المزني (خ ل عس) ، وعبد الله بن نافع مولى بني هاشم (د عس) ، وعبد الله بن نجي الحضرمي (س ق) ، وعبد الله بن أبي الهذيل (س) ، وأبو همام عبد الله بن يسار (عس) ، وعبد الله بن يعلى النهدي (عس) ، وعبد خير بن يزيد الهمداني (4) ، وعبد الرحمن بن أبزى الخزاعي ، وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام (4) ، وعبد الرحمن بن عائذ الأزدي (د عس ق) ، وعبد الرحمن بن أبي ليلى (ع) ، وعبد المطلب بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب (عس) ، وعبد الملك بن المغيرة (ق) وعبيد الله بن أبي رافع (ع) وكان كاتبه وعبيد بن عمير الليثي (عس) وعبيد الكندي (بخ) والد محمد بن عبيد وعبيدة السلماني (ع) وعجير بن عبد يزيد المطلبي (د) وعروة بن الزبير (د س) وعكرمة مولى ابن عباس (س) وعلقمة بن قيس النخعي (عس) ، وعلي بن أعبد (د عس) وابن ابنه علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (ت س) مرسل ، وعلي بن ربيعة الوالبي (د ت س) ، وعلي بن علقمة الأنماري (ت ص) وعمارة بن رويبة الثقفي وعمارة بن عبد الكوفي (عس) وابنه عمر بن علي بن أبي طالب (4) وعمرو بن حبشي الزبيدي (ص) وعمرو بن حريث المخزومي وعمرو ذومر (ص) . وعمير بن سعيد النخعي (خ م د عس ق) وعميرة بن سعد الهمداني [ ص: 477 ] (ص) ، وعياض بن خليفة (بخ) ، والقاسم بن يزيد (ق) مرسل ، وقيس بن أبي حازم ، وقيس بن عباد البصري (خ د س) ، وقيس الخارقي (عس) ، وكرز التيمي (عس) ، وكليب بن شهاب الجرمي (ص) ، والد عاصم بن كليب ، ومالك بن أوس بن الحدثان النصري (م د ت س) ومالك بن الحارث الأشتر النخعي (س) ، وأبو موسى مالك بن الحارث الهمداني (عس) ، ومالك بن عمير الحنفي (د س) ، وأبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (عخ ت) ، مرسل ، وابنه محمد بن علي بن أبي طالب (ع) ، وهو ابن الحنفية ، وابن ابنه محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب (سي) ، وابن ابنه الآخر محمد بن عمرو بن علي بن أبي طالب (ت) ، إن كان محفوظا ، ومروان بن الحكم (خ س) ، ومسروق بن الأجدع (س) ، ومسعود بن الحكم الزرقي (م 4) ، وأبو الضحى مسلم بن صبيح (د) ، مرسل ، وأبو عياض مسلم بن نذير (عس) ، ومسلم (بخ) والد فضيل بن مسلم ، ومصفح العامري (عس) ، ومطرف بن عبد الله بن الشخير (م) ، ومعقل الخثعمي ، وميسرة أبو صالح الكوفي (قد) ، وميمون بن أبي شبيب (د ت عس ق) ، وناجية بن كعب (د ت س) ، ونافع بن جبير بن مطعم (ت عس) ، ونجي الحضرمي (س ق) ، والد عبد الله بن نجي ، ونذير الضبي (عس) ، والد إياس بن نذير ، والنزال بن سبرة الهلالي (خ د تم س ق) وله صحبة ، والنعمان بن سعد الأنصاري (ت) ، ونعيم بن دجاجة (عس) ، ونعيم بن يزيد (بخ عس) ، ونهيك بن عبد الله ، وهانئ بن هانئ الهمداني (بخ د ت ص ق) ، وهانئ مولاه (عس) ، وهبيرة بن يريم (4) ، وهلال بن عمرو (د) ، والوليد بن سفيان (عس) ، ووهب بن الأجدع (د س) ، ويحيى بن الجزار (م عس) ، ويحيى بن أبي كثير [ ص: 478 ] (س) مرسل ، ويحيى بن يعمر (فق) ويزيد بن بلال الفزاري (فق) ويزيد بن شريك (خ م د ت س) والد إبراهيم التيمي وبشير بن عمرو (قد) ويعلى بن مرة الثقفي (قد) ، وأبو إسحاق السبيعي (د) ، وأبو الأسود الدؤلي (د ت ص ق) ، وأبو أمامة الباهلي ، وأبو البختري الطائي (ت ص ق) مرسل ، وأبو بردة بن أبي موسى الأشعري (خت م 4) ، وأبو بصير العبدي (قد) ، وأبو بكر بن أبي موسى الأشعري (س) وهو وهم ، وأبو جحيفة السوائي (خ 4) ، وأبو جرو المازني (عس) ، وأبو جميلة الطهوي (د تم س ق) ، وأبو الجنوب اليشكري (ت) ، وأبو الجلاس (عس) ، وأبو حسان الأحرد (د س) ، وأبو حية بن قيس الوادعي (4) ، وأبو خليفة البصري ، وأبو الخليل الحضرمي (4) ، وأبو راشد الحبراني (ق) ، وأبو رافع مولى النبي صلى الله عليه وسلم ، وأبو رجاء العطاردي ، وأبو رزين الأسدي (عس) ، وأبو رزين (د س) وقيل بن زرير ، وأبو سخيلة (عس) ، وأبو سريحة الغفاري ، وأبو سعيد بن أبي المعلى المدني (ت) ، وأبو سعيد الخدري ، وأبو صالح الحنفي (م د س) ، وأبو صالح الغفاري (د) ، وأبو الصهباء (عس) مولى ابن عباس ، وأبو ظبيان الجنبي (د س) ، وأبو عبد الله الصنابحي (ت) ، وأبو عبد الرحمن السلمي (ع) ، وأبو عبيد (خ م س) مولى ابن أزهر ، وأبو عثمان النهدي (عس) ، وأبو عثمان الخراساني (عس) ، وأبو فاختة (ت) والد ثوير بن أبي فاختة ، وأبو ليلى الأنصاري والد عبد الرحمن بن أبي ليلى ، وأبو محمد (عس) ويقال أبو المورع البصري (عس) ، وأبو مريم الثقفي (ي ص د) ويقال الحنفي ، وأبو مسعود الزرقي (د) ، وأبو معمر الأزدي (س) ، وأبو موسى الأشعري ، وأبو المؤمن الوابلي (عس) ، وأبو ميسرة الهمداني (د س) وأبو [ ص: 479 ] نضرة العبدي (عس) ، وأبو هريرة ، وأبو الهياج الأسدي (م د ت س) ، وأبو الوضيء القيسي (د عس) ، وابنته فاطمة الصغرى بنت علي بن أبي طالب (د فق) ، ومعاذة العدوية (عس) ، وسريته أم موسى (بخ د عس ق) .

                                                                          وكان له من الولد الذكور أحد وعشرون : الحسن ، والحسين ، ومحمد الأكبر وهو ابن الحنفية ، وعمر الأطرف وهو الأكبر ، والعباس الأكبر أبو الفضل قتل بالطف ويقال له : السقاء أبو قربة أعقبوا ، والذين لم يعقبوا : محسن درج سقطا ، ومحمد الأصغر ، قتل بالطف ، والعباس الأصغر يقال : إنه قتل بالطف ، وعمر الأصغر درج ، وعثمان الأكبر قتل بالطف ، وعثمان الأصغر درج ، وجعفر الأكبر قتل بالطف ، وجعفر الأصغر درج ، وعبد الله الأكبر يكنى أبا محمد قتل بالطف ، وعبد الله الأصغر درج ، وعبيد الله يكنى أبا علي يقال إنه قتل بكربلاء ، وعبد الرحمن درج ، وحمزة درج ، وأبو بكر عتيق يقال : إنه قتل بالطف ، وعون درج ، ويحيى يكنى أبا الحسن توفي صغيرا في حياة أبيه ، وكان له من الولد الإناث ثماني عشرة : زينب الكبرى ، وزينب الصغرى ، وأم كلثوم الكبرى ، وأم كلثوم الصغرى ، ورقية الكبرى ، ورقية الصغرى ، وفاطمة الكبرى ، وفاطمة الصغرى ، وفاختة ، وأمة الله ، وجمانة تكنى أم جعفر ، ورملة ، وأم سلمة ، وأم الحسن ، وأم الكرام وهي نفيسة ، وميمونة ، وخديجة ، وأمامة على خلاف في بعض ذلك .

                                                                          قال غير واحد من العلماء : كان علي رضي الله عنه أصغر ولد أبي طالب ، كان أصغر من جعفر بعشر سنين ، وكان جعفر أصغر من عقيل بعشر سنين ، وكان عقيل أصغر من طالب بعشر سنين .

                                                                          [ ص: 480 ] وقال أبو عمر بن عبد البر سئل أبو جعفر محمد بن علي بن حسين عن صفة علي رحمه الله فقال كان رجلا آدم شديد الأدمة ثقيل العينين عظيمهما ذا بطن أصلع ربعة إلى القصر لا يخضب وقد روي أنه ربما خضب وصفر لحيته .

                                                                          وقال أيضا روي عن سلمان وأبي ذر والمقداد وخباب وجابر وأبي سعيد الخدري وزيد بن أرقم رضي الله عنهم أن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أول من أسلم وفضله هؤلاء على غيره .

                                                                          وقال ابن إسحاق أول من آمن بالله ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم من الرجال علي بن أبي طالب وهو قول ابن شهاب إلا أنه قال من الرجال بعد خديجة وهو قول الجميع في خديجة رضي الله عنها .

                                                                          قال وقد مضى في باب أبي بكر الصديق رضي الله عنه ذكر من قال إن أبا بكر أول من أسلم وروى بإسناده عن عكرمة عن ابن عباس قال لعلي أربع خصال ليست لأحد غيره هو أول عربي وعجمي صلى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الذي كان لواؤه معه في كل زحف وهو الذي صبر معه حين فر عنه غيره وهو الذي غسله وأدخله قبره .

                                                                          قال وروي عن سلمان الفارسي رضي الله عنه أنه قال أول هذه الأمة ورودا الحوض على نبيها صلى الله عليه وسلم أولها إسلاما [ ص: 481 ] علي بن أبي طالب ، قال : وقد روي هذا الحديث مرفوعا عن سلمان الفارسي عن النبي صلى الله عليه وسلم وروى بإسناده عن أبي عوانة عن أبي بلج عن عمرو بن ميمون عن ابن عباس ، قال : كان علي أول من آمن من الناس بعد خديجة ، وقال : هذا إسناد لا مطعن فيه لأحد لصحته وثقة نقلته وهو يعارض ما ذكرنا عن ابن عباس في باب أبي بكر ، والصحيح في أمر أبي بكر أنه أول من أظهر إسلامه .

                                                                          كذلك قال مجاهد وغيره ، قالوا : ومنعه قومه .

                                                                          قال ابن شهاب ، وعبد الله بن محمد بن عقيل ، وقتادة ، وابن إسحاق : أول من أسلم من الرجال علي ، واتفقوا أن خديجة أول من آمن بالله ورسوله ، وصدقه فيما جاء به ، ثم علي بعدها ، وروي في ذلك عن أبي رافع مثل ذلك .

                                                                          وروى بإسناده عن عبد السلام بن صالح عن الدراوردي ، عن عمر مولى غفرة ، قال : سئل محمد بن كعب القرظي عن أول من أسلم علي أو أبو بكر ؟ قال : سبحان الله أولهما إسلاما علي ، وإنما شبه على الناس لأن عليا أخفى إسلامه من أبي طالب ، وأسلم أبو بكر ، فأظهر إسلامه ، ولا شك عندنا أن عليا أولهما إسلاما .

                                                                          وقال الليث بن سعد ، عن أبي الأسود محمد بن عبد الرحمن بن نوفل : أسلم علي والزبير وهما ابنا ثماني سنين .

                                                                          وقال ابن إسحاق : أول ذكر آمن بالله ورسوله علي بن أبي طالب ، وهو ابن عشر سنين .

                                                                          وقال معمر عن قتادة ، عن الحسن : أسلم علي ، وهو ابن خمس عشرة سنة ، قاله الحسن بن علي الحلواني ، عن عبد الرزاق عن معمر .

                                                                          [ ص: 482 ] وقال غيره عن عبد الرزاق عن معمر عن قتادة عن الحسن وغيره أول من أسلم بعد خديجة علي بن أبي طالب وهو ابن ثماني عشرة سنة أو ست عشرة سنة .

                                                                          وذكر عمر بن شبة عن المدائني عن ابن جعدبة عن نافع عن ابن عمر قال أسلم علي وهو ابن ثلاث عشرة سنة .

                                                                          وعن سريج بن النعمان عن فرات بن السائب عن ميمون بن مهران عن ابن عمر مثله وزاد وتوفي وهو ابن ثلاث وستين .

                                                                          قال أبو عمر هذا أصح ما قيل في ذلك وقد روي عن ابن عمر من وجهين جيدين .

                                                                          وروى ابن فضيل عن الأجلح عن سلمة بن كهيل عن حبة بن جوين قال سمعت عليا يقول لقد عبدت الله قبل أن يعبده أحد من هذه الأمة خمس سنين .

                                                                          وروى شعبة عن سلمة بن كهيل عن حبة العرني قال سمعت عليا يقول أنا أول من صلى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم .

                                                                          وروى مسلم الملائي عن أنس بن مالك قال استنبئ النبي صلى الله عليه وسلم يوم الإثنين وصلى علي يوم الثلاثاء .

                                                                          وقال زيد بن أرقم أول من آمن بالله بعد رسوله صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب روي حديث زيد بن أرقم من وجوه ذكرها [ ص: 483 ] النسائي ، وأسد بن موسى ، وغيرهما وقد مضى حديث عفيف الكندي في ذكر صلاة النبي صلى الله عليه وسلم وخديجة وعلي عند الكعبة في ترجمته .

                                                                          قال أبو عمر : وقد أجمعوا أنه صلى القبلتين وهاجر وشهد بدرا وأحدا وسائر المشاهد ، وأنه أبلى ببدر وأحد والخندق وخيبر البلاء العظيم ، وأنه أغنى في تلك المشاهد ، وقام فيها المقام الكريم ، وكان لواء رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده في مواطن كثيرة ، وكان يوم بدر بيده على اختلاف في ذلك ولما قتل مصعب بن عمير يوم أحد ، وكان اللواء بيده دفعه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى علي .

                                                                          وقال محمد بن إسحاق : شهد علي بن أبي طالب بدرا وهو ابن خمس وعشرين سنة .

                                                                          وروى الحجاج بن أرطاة عن الحكم عن مقسم عن ابن عباس ، قال : دفع رسول الله صلى الله عليه وسلم الراية يوم بدر إلى علي وهو ابن عشرين سنة . ذكره السراج في تاريخه .

                                                                          ولم يتخلف عن مشهد شهده رسول الله صلى الله عليه وسلم منذ قدم المدينة إلا تبوك ، فإنه خلفه رسول الله صلى الله عليه وسلم على المدينة وعلى عياله بعده في غزوة تبوك ، وقال : " أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي " .

                                                                          وروى قوله عليه السلام : " أنت مني بمنزلة هارون من موسى " جماعة من الصحابة ، وهو من أثبت الآثار وأصحها ، رواه عن النبي صلى الله عليه وسلم : سعد بن أبي وقاص ، وابن عباس ، وأبو سعيد الخدري ، وجابر بن عبد الله ، وأم سلمة ، وأسماء بنت عميس ، [ ص: 484 ] وجماعة يطول ذكرهم قال وروينا من وجوه عن علي أنه كان يقول أنا عبد الله وأخو رسوله لا يقولها أحد غيري إلا كذاب .

                                                                          وقال أبو عمر آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين المهاجرين بمكة ثم آخى بين المهاجرين والأنصار بالمدينة وقال كل واحد منهما لعلي أنت أخي في الدنيا والآخرة وآخى بينه وبين نفسه فلذلك كان هذا القول وما أشبهه من علي وكان معه على حراء حين تحرك فقال له اثبت فما عليك إلا نبي أو صديق أو شهيد وكان عليه يومئذ العشرة المشهود لهم بالجنة .

                                                                          ومن كتاب ابن أبي خيثمة زوجه رسول الله صلى الله عليه وسلم في سنة ثنتين من الهجرة ابنته فاطمة سيدة نساء أهل الجنة ما خلا مريم بنت عمران وقال لها زوجتك سيدا في الدنيا والآخرة وأنه لأول أصحابي سلما وأكثرهم علما وأعظمهم حلما قالت أسماء بنت عميس فرمقت رسول الله صلى الله عليه وسلم حين اجتمعا جعل يدعو لهما لا يشركهما في دعائه أحد ودعا له كما دعا لها .

                                                                          قال وروى بريدة ، وأبو هريرة وجابر والبراء بن عازب وزيد بن أرقم كل واحد منهم عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال يوم غدير خم من كنت مولاه فعلي مولاه زاد بعضهم اللهم وال من والاه وعاد من عاداه .

                                                                          وروى سعد بن أبي وقاص ، وأبو هريرة وسهل بن سعد وبريدة الأسلمي ، وأبو سعيد الخدري ، وعبد الله بن عمر وعمران بن [ ص: 485 ] حصين ، وسلمة بن الأكوع كلهم بمعنى واحد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال يوم خيبر : " لأعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله ليس بفرار ، يفتح الله على يديه ، ثم دعا بعلي وهو أرمد فتفل في عينيه وأعطاه الراية ففتح الله عليه . وهي كلها آثار ثابتة .

                                                                          وبعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى اليمن وهو شاب ليقضي بينهم ، فقال : يا رسول الله إني لا أدري ما القضاء ، فضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم صدره بيده ، وقال : " اللهم اهد قلبه وسدد لسانه " قال علي : فوالله ما شككت بعدها في قضاء بين اثنين .

                                                                          وقال له صلى الله عليه وسلم : " يهلك فيك رجلان محب مفرط وكذاب مفتر " .

                                                                          وقال له : " تفترق فيك أمتي كما افترقت بنو إسرائيل في عيسى عليه السلام " .

                                                                          وروي عنه عليه السلام أنه قال : " أنا مدينة العلم وعلي بابها ، فمن أراد العلم فليأته من بابه " .

                                                                          وقال عمر رضي الله عنه : علي أقضانا وأبي أقرأنا .

                                                                          وقال يحيى بن سعيد ، عن سعيد بن المسيب : كان عمر يتعوذ من معضلة ليس لها أبو حسن .

                                                                          [ ص: 486 ] وقال سعيد بن جبير ، عن ابن عباس : كنا إذا أتانا الثبت عن علي لم نعدل به .

                                                                          وقال أبو بكر بن عياش ، عن عاصم ، عن زر بن حبيش : جلس رجلان يتغديان ، مع أحدهما خمسة أرغفة ومع الآخر ثلاثة أرغفة ، فلما وضعا الغداء بين أيديهما مر بهما رجل ، فسلم ، فقالا : اجلس للغداء ، فجلس وأكل معهما واستووا في أكلهم الأرغفة الثمانية فقام الرجل وطرح إليهما ثمانية دراهم ، وقال خذاها عوضا مما أكلت لكما ونلته من طعامكما فتنازعا ، فقال صاحب الخمسة الأرغفة : لي خمسة دراهم ولك ثلاثة وقال صاحب الأرغفة الثلاثة : لا أرضى إلا أن تكون الدراهم بيننا نصفين ، فارتفعا إلى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب فقصا عليه قصتهما ، فقال : لصاحب الثلاثة : قد عرض عليك صاحبك ما عرض وخبزه أكثر من خبزك ، فارض بالثلاثة ، فقال : والله لا رضيت منه إلا بمر الحق ، فقال علي رضي الله عنه : ليس لك في مر الحق إلا درهم واحد وله سبعة دراهم ، فقال الرجل : سبحان الله يا أمير المؤمنين هو يعرض علي ثلاثة ، فلم أرض ، وأشرت علي بأخذها ، فلم أرض ، وتقول الآن : إنه لا يجب لي في مر الحق إلا درهم ؟ ! فقال له علي : عرض عليك صاحبك أن تأخذ الثلاثة صلحا ، فقلت : لا أرضى إلا بمر الحق ، ولا يجب لك في مر الحق إلا درهم ، فقال له الرجل : فعرفني الوجه في مر الحق حتى أقبله ، فقال علي : أليس للثمانية أرغفة أربعة وعشرون ثلثا أكلتموها وأنتم ثلاثة أنفس ولا يعلم الأكثر منكم أكلا ولا الأقل ، فتحملون في أكلكم على السواء ؟ قال : بلى ، قال : فأكلت أنت الثمانية أثلاث وإنما لك تسعة أثلاث وأكل صاحبك ثمانية أثلاث وله خمسة عشر ثلثا أكل منها ثمانية وبقي له سبعة ، وأكل لك [ ص: 487 ] واحدا من تسعة فلك واحد بواحدك وله سبعة فقال الرجل رضيت الآن .

                                                                          وروى معمر عن وهب بن عبد الله عن أبي الطفيل قال شهدت عليا يخطب وهو يقول سلوني فوالله لا تسألوني عن شيء إلا أخبرتكم وسلوني عن كتاب الله فوالله ما من آية إلا وأنا أعلم أبليل نزلت أم بنهار أم في سهل أم في جبل .

                                                                          وقال سعيد بن عمرو بن سعيد بن العاص قلت لعبد الله بن عياش بن أبي ربيعة لم كان صفو الناس إلى علي فقال يا ابن أخي إن عليا كان له ما شئت من ضرس قاطع في العلم وكان له السلطة في العشيرة والقدم في الإسلام والصهر برسول الله صلى الله عليه وسلم والفقه في السنة والنجدة في الحرب والجود في الماعون .

                                                                          ومناقبه وفضائله كثيرة جدا رضي الله عنه وأرضاه .

                                                                          قال أبو عمر بويع لعلي رضي الله عنه بالخلافة يوم قتل عثمان فاجتمع على بيعته المهاجرون والأنصار وتخلف عن بيعته نفر منهم فلم يهجهم ولم يكرههم وسئل عنهم فقال أولئك قوم قعدوا عن الحق ولم يقوموا مع الباطل وفي رواية أخرى أولئك قوم خذلوا الحق ولم ينصروا الباطل وتخلف عن بيعته أيضا معاوية ومن معه في جماعة أهل الشام فكان منهم في صفين بعد الجمل ما قد كان تغمد الله جميعهم بالغفران ثم خرجت عليه الخوارج وكفروه وكل من معه إذ رضي بالتحكيم بينه وبين أهل الشام وقالوا له حكمت الرجال [ ص: 488 ] في دين الله والله يقول : إن الحكم إلا لله ثم اجتمعوا وشقوا عصا المسلمين ونصبوا راية الخلاف وسفكوا الدماء وقطعوا السبل ، فخرج إليهم بمن معه ورام رجعتهم ، فأبوا إلا القتال فقاتلهم بالنهروان فقتلهم واستأصل جمهورهم ولم ينج إلا اليسير منهم ، فانتدب له من بقاياهم عبد الرحمن بن ملجم المرادي حليف لهم وهو من السكون وقيل : من حمير ، وكان فاتكا ملعونا ، فقتله ليلة الجمعة لثلاث عشرة ، وقيل : لإحدى عشرة ليلة خلت وقيل بقيت ، من رمضان سنة أربعين .

                                                                          وقال أبو الطفيل ، وزيد بن وهب ، والشعبي : قتل علي لثماني عشرة ليلة مضت من رمضان وقبض في أول ليلة من العشر الأواخر .

                                                                          واختلف في موضع دفنه ، فقيل : دفن في قصر الإمارة بالكوفة ، وقيل : دفن في رحبة الكوفة ، وقيل : دفن بنجف الحيرة موضع بطريق الحيرة .

                                                                          وروي عن أبي جعفر أن قبر علي جهل موضعه .

                                                                          واختلف أيضا في مبلغ سنه يوم مات ، فقيل : سبع وخمسون ، وقيل : ثمان وخمسون ، وقيل : ثلاث وستون ، قاله أبو نعيم وغيره .

                                                                          واختلفت الرواية عن أبي جعفر محمد بن علي بن حسين ، فروي عنه أن عليا قتل وهو ابن ثلاث وستين ، وروي عنه : ابن خمس وستين ، وروي عنه : ابن ثمان وخمسين . وروى ابن جريج عن محمد بن علي أن عليا مات وهو ابن ثلاث أو أربع وستين .

                                                                          وكانت خلافته أربع سنين وتسعة أشهر وستة أيام ، وقيل : ثلاثة أيام ، وقيل : أربعة عشر يوما .

                                                                          قال : وأحسن ما رأيت في صفته رضي الله عنه أنه كان ربعة من [ ص: 489 ] الرجال إلى القصر ما هو أدعج العينين أحسن الوجه كأنه القمر ليلة البدر حسنا عظيم البطن عريض المنكبين شثن الكفين أغيد كأن عنقه إبريق فضة أصلع ليس في رأسه شعر إلا من خلفه كثير اللحية لمنكبه مشاش كمشاش السبع الضاري لا يتبين عضده من ساعده قد أدمجت إدماجا إذا مشى تكفأ وإذا أمسك بذراع رجل أمسك بنفسه فلم يستطع أن يتنفس وهو إلى السمن ما هو شديد الساعد واليد إذا مشى إلى الحرب هرول ثبت الجنان قوي شجاع منصور على من لاقاه .

                                                                          ومما رثي به رضي الله عنهما قاله أبو الأسود الديلي وأكثرهم يرويها لأم العريان بنت الهيثم النخعية :


                                                                          ألا يا عين ويحك أسعدينا ألا تبكي أمير المؤمنينا     تبكي أم كلثوم عليه
                                                                          بعبرتها وقد رأت اليقينا     ألا قل للخوارج حيث كانوا
                                                                          فلا قرت عيون الحاسدينا     أفي شهر الصيام فجعتمونا
                                                                          بخير الناس طرا أجمعينا     قتلتم خير من ركب المطايا
                                                                          وذللها ومن ركب السفينا     ومن لبس النعال ومن حذاها
                                                                          ومن قرأ المثاني والمئينا     وكل مناقب الخيرات فيه
                                                                          وحب رسول رب العالمينا     لقد علمت قريش حيث كانت
                                                                          بأنك خيرهم حسبا ودينا     وكنا قبل مقتله بخير
                                                                          نرى مولى رسول الله فينا     يقيم الحق لا يرتاب فيه
                                                                          ويعدل في العدى والأقربينا     وليس بكاتم علما لديه
                                                                          ولم يخلق من المتجبرينا     كأن الناس إذا فقدوا عليا
                                                                          نعام حار في بلد سنينا     فلا تشمت معاوية بن صخر
                                                                          فإن بقية الخلفاء فينا



                                                                          [ ص: 490 ] روى له الجماعة .

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية