الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          معلومات الكتاب

                                                                          تهذيب الكمال في أسماء الرجال

                                                                          المزي - جمال الدين أبو الحجاج المزي

                                                                          صفحة جزء
                                                                          [ ص: 43 ] من اسمه عريان وعريب وعزرة وعسل .

                                                                          3916 - (بخ س) : عريان بن الهيثم بن الأسود بن أقيش بن معاوية بن سفيان بن هلال بن عمرو بن جشم بن عوف بن النخع النخعي الكوفي الأعور . استعمله مسلمة بن عبد الملك على شرط الكوفة ، ثم ولاه خالد بن عبد الله القسري الكوفة بعد ذلك .

                                                                          روى عن : عبد الله بن عمرو بن العاص (بخ) ، وقبيصة بن جابر الأسدي (س) ومعاوية بن أبي سفيان ، وأبيه الهيثم بن الأسود . (بخ) .

                                                                          روى عنه : عبد الله بن مضارب (بخ) ، وعبد الملك بن عمير (س) وعلي بن زيد بن جدعان ، ومحمد بن شبيب الزهراني ، وهلال بن خباب ، والوضي العوذي .

                                                                          [ ص: 44 ] قال محمد بن سعد : كان من رجال مذحج وأشرافهم المذكورين ، ولي الشرط لخالد بن عبد الله القسري بالكوفة .

                                                                          وقال ابن خراش : جليل من التابعين .

                                                                          وذكره ابن حبان في كتاب " الثقات " .

                                                                          وقال الأصمعي : بينما العريان يطوف ليلة بالكوفة إذ لقي شابا سكران وهو يتغنى ، فقال له : من أنت ؟ فقال : أصلح الله الأمير :


                                                                          أنا ابن الذي لا ينزل الدهر قدره وإن نزلت يوما فسوف تعود     ترى الناس أفواجا إلى ضوء ناره
                                                                          فمنهم قيام حولها وقعود



                                                                          فقال : خلوا سبيله ، وظن أنه شريف من أشراف الكوفة فلما أصبح ، حدث بحديثه في مجلسه ، فقال : وددت أني كنت عرفته . فقال له رجل من الشرط : أتحب أصلحك الله أن آتيك به . قال : وتعرفه ؟ . قال : نعم ، أصلحك الله ، أبوه يبيع الباقلاء في جبانة عرزم ! قال : علي به الساعة . قال : فمضى فأتاه به فأدخله عليه ، قال : فقال له :


                                                                          أنا ابن الذي لا ينزل الدهر قدره     وإن أنزلت يوما فسوف تعود



                                                                          فقال : أصلحك الله ما كذبتك إن أبي ليبيع الباقلاء فإذا أنزلت قدره فباع ما فيها أعادها . فضحك وضحك جلساؤه وعجبوا من ظرفه .

                                                                          أخبرنا عبد الواسع بن عبد الكافي الأبهري ، وإسماعيل ابن العسقلاني ، قالا : أنبأنا أبو الفتح ابن المندائي كتابة ، قال : أخبرنا أبو القاسم بن الحصين ، قال : أخبرنا أبو محمد الحسن بن عيسى بن [ ص: 45 ] المقتدر بالله ، قال : أخبرنا أبو العباس أحمد بن منصور اليشكري ، قال : حدثنا ابن دريد ، قال : حدثنا الرياشي ، قال : حدثنا العمري عن لقيط بن بكير ، قال : تقدم رجل من التجار إلى العريان بن الهيثم ، وكان التاجر فصيحا صاحب غريب ومعه خصم له ، فقال التاجر : أصلحك الله إني ابتعت من هذا عنجدا واستنسأته شهرا أوديه إليه مياومة ، ولم ينقض الأجل وقد لفأته بعض حقه فليس يلقاني في لقم إلا فثأني عن حاجتي وأنا مهيئ ماله إلى انقضاء الأجل ، فقال له العريان : من أنت ؟ قال : رجل من التجار . قال : أتكلم بهذا الكلام ؟ ! ضعوا ثيابه ، فأهوت الشرط إلى ثيابه ، فقال : أصلحك الله إن إزاري مرعبل ! فضحك العريان ، وقال : لو ترك الغريب في حال لتركه في هذا الموضع ، خلوا سبيله .

                                                                          روى له البخاري في " الأدب " ، والنسائي .

                                                                          أخبرنا أبو الحسن ابن البخاري ، قال : أنبأنا القاضي أبو المكارم اللبان ، وأبو جعفر الصيدلاني ، قالا : أخبرنا أبو علي الحداد ، قال : أخبرنا أبو نعيم الحافظ ، قال : حدثنا عبد الله بن جعفر ، قال : حدثنا يونس بن حبيب ، قال : حدثنا أبو داود الطيالسي ، قال : حدثنا أبو عوانة ، قال : حدثنا عبد الملك بن عمير ، عن العريان بن الهيثم النخعي ، عن قبيصة بن جابر الأسدي ، عن عبد الله بن مسعود ، قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يلعن المتنمصات والمتفلجات [ ص: 46 ] والمستوشمات اللاتي يغيرن خلق الله .

                                                                          رواه النسائي عن محمد بن معمر عن يحيى بن حماد ، عن أبي عوانة ، فوقع لنا عاليا بدرجتين .

                                                                          ورواه من وجهين آخرين عن عبد الملك بن عمير ، وليس له عنده غيره .

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية