الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          معلومات الكتاب

                                                                          تهذيب الكمال في أسماء الرجال

                                                                          المزي - جمال الدين أبو الحجاج المزي

                                                                          صفحة جزء
                                                                          3833 - (خ ق) : عثمان بن عبد الله بن سراقة بن المعتمر بن أنس بن أذاة بن رياح بن عبد الله بن قرط بن رزاح بن عدي القرشي العدوي ، أبو عبد الله المدني ، وهو عثمان بن عبد الله بن عبد الله بن سراقة ، أمه زينب بنت عمر بن الخطاب ، وكانت أصغر ولد عمر ، وأمها فكيهة أم ولد ، وكان والي مكة .

                                                                          رأى أبا أسيد الساعدي ، وأبا قتادة الأنصاري ، وأبا هريرة .

                                                                          وروى عن : بسر بن سعيد ، وجابر بن عبد الله (خ) ، وخاله عبد الله بن عمر بن الخطاب ، وجده عمر بن الخطاب (ق) ، مرسل .

                                                                          [ ص: 414 ] روى عنه : أبو المنيب عبيد الله بن عبد الله العتكي المروزي ، وعبيد الله بن عمر العمري ، وكثير بن زيد الأسلمي ، ومحمد بن عبد الرحمن بن أبي ذئب (خ) ، ومحمد بن مسلم بن شهاب الزهري ، والوليد بن أبي الوليد المدني (ق) .

                                                                          قال أبو زرعة ، والنسائي : ثقة .

                                                                          وذكره ابن حبان في كتاب الثقات .

                                                                          وقال الزبير بن بكار : فولد عبد الله بن سراقة : عبد الله بن عبد الله ، وأمه أميمة بنت الحارث بن عمرو بن المؤمل .

                                                                          فمن ولد عبد الله بن عبد الله : عثمان بن عبد الله بن عبد الله روي عنه الحديث ، وأمه زينب بنت عمر بن الخطاب وأمها فكيهة أم ولد .

                                                                          قال : وهو الذي أصلح بين جعفر بن كلاب والضباب ، حدثني عمي مصعب بن عبد الله ، قال : وقعت حرب بين بني جعفر بن كلاب والضباب كادوا يتفانون فيها قتل فيها فيما بينهم سبعة وثلاثون قتيلا ، فأرسل إليهم عثمان بن عبد الله بن سراقة فدعاهم إلى الصلح فأبوا ، فأمر بحظيرة فعملت وجلبهم وأنعامهم فأدخلهم الحظيرة ، وقال : إنكم لأهل أن تحرقوا ، إنكم لتقطعون أرحامكم وتسافكون دماءكم . وأمر بنار فأشعلت في الحظيرة فجعلت النار تأكل الحطب وتحوشهم حتى صاروا في ناحيتها فصاحوا : نحن نصطلح ، فقال : من أطفأ في الحظيرة فله درهم فوثب الناس من كل جانب فأطفؤوا النار ، واصطلح القوم بذلك السبب .

                                                                          [ ص: 415 ] قال الواقدي : توفي سنة ثماني عشرة ومائة ، وهو ابن ثلاث وخمسين سنة .

                                                                          روى له البخاري حديثا وابن ماجه آخر ، وقد وقع لنا كل واحد منهما بعلو .

                                                                          أخبرنا أبو إسحاق ابن الدرجي ، وأحمد بن شيبان ، قالا : أنبأنا أبو جعفر الصيدلاني ، قال : أخبرنا أبو علي الحداد ، قال : أخبرنا أبو نعيم الحافظ ، قال : حدثنا عبد الله بن جعفر ، قال : حدثنا إسماعيل بن عبد الله ، قال : حدثنا آدم ، قال : حدثنا ابن أبي ذئب ، قال : حدثنا عثمان بن عبد الله بن سراقة ، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما ، قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة أنمار يصلي على راحلته متوجها قبل المشرق تطوعا .

                                                                          رواه البخاري عن آدم ، فوافقناه فيه بعلو .

                                                                          وأخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الرحيم بن عبد الواحد بن أحمد المقدسي ، قال : حدثنا عمي أبو العباس أحمد بن عبد الواحد بن أحمد [ ص: 416 ] المقدسي المعروف بالبخاري ، قال : أخبرنا أبو المعالي عبد المنعم بن عبد الله بن محمد بن الفضل الفراوي بنيسابور ، قال : أخبرنا أبو بكر عبد الغفار بن محمد بن الحسين الشيروئي ، قال : أخبرنا أبو سعيد محمد بن موسى بن الفضل بن شاذان الصيرفي ، قال : حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم ، قال : حدثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم المصري ، قال : أخبرنا أبي وشعيب بن الليث ، قالا : أخبرنا الليث ، عن ابن الهاد ، عن الوليد بن أبي الوليد ، عن عثمان بن عبد الله بن سراقة ، عن عمر بن الخطاب ، قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : من أظل رأس غاز أظله الله يوم القيامة ، ومن جهز غازيا حتى يستقل كان له مثل أجره حتى يموت أو يرجع ، ومن بنى مسجدا يذكر فيه اسم الله بنى الله له بيتا في الجنة .

                                                                          قال الوليد : فذكرت هذا الحديث للقاسم بن محمد ، فقال : قد بلغني هذا الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : فذكرته لمحمد بن المنكدر ولزيد بن أسلم ، فقال : كلاهما قد قال بلغني هذا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم .

                                                                          روى ابن ماجه منه قوله : من بنى مسجدا ، عن أبي بكر بن أبي شيبة ، عن يونس بن محمد ، عن ليث بن سعد ، ومن وجه آخر عن الدراوردي ، عن ابن الهاد . وروى منه قوله : من جهز غازيا ، عن أبي بكر بن أبي شيبة بهذا الإسناد ، ولم يذكر ما قبل ذلك ولا ما بعده .

                                                                          وقد وقع لنا من وجه آخر أعلى من هذا بدرجة أخرى .

                                                                          [ ص: 417 ] أخبرنا به أبو الفرج بن قدامة ، وأبو الحسن ابن البخاري ، وأبو الغنائم بن علان ، وأحمد بن شيبان ، قالوا : أخبرنا حنبل ، قال : أخبرنا ابن الحصين ، قال : أخبرنا ابن المذهب ، قال : أخبرنا القطيعي ، قال : حدثنا عبد الله بن أحمد ، قال : حدثني أبي ، قال : حدثنا حسن بن موسى ، قال : حدثنا ابن لهيعة عن الوليد عن أبي الوليد عن عثمان بن عبد الله بن سراقة العدوي ، عن عمر بن الخطاب ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من أظل رأس غاز أظله الله يوم القيامة ، ومن جهز غازيا حتى يستقل بجهازه كان له مثل أجره ، ومن بنى مسجدا يذكر فيه اسم الله بنى الله له بيتا في الجنة .

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية