الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          صفحة جزء
                                                                          [ ص: 401 ] 3828 - (ع) : عثمان بن عاصم بن حصين ، ويقال : عثمان بن عاصم بن زيد بن كثير بن زيد بن مرة ، أبو حصين الأسدي الكوفي .

                                                                          قال أبو حاتم : يقال : إنه من ولد عبيد بن الأبرص الشاعر .

                                                                          روى عن : إبراهيم النخعي (س) ، والأسود بن هلال (خ م) ، وأنس بن مالك ، وجابر بن سمرة ، وحبيب بن أبي ثابت (ت) ، وحبيب بن صهبان ، وزيد بن أرقم ، وسالم بن أبي الجعد (س ق) ، وسعد بن عبيدة (خ) ، وسعيد بن جبير (خ س) ، وسويد بن غفلة (عس) ، وشريح بن الحارث القاضي ، وعامر الشعبي (م ت س) ، وعبد الله بن رباح الأنصاري ، وعبد الله بن الزبير ، وعبد الله بن عباس ، وعبد الرحمن بن بشر الأزرق ، وعبيدة السلماني ، وعكرمة [ ص: 402 ] مولى ابن عباس ، وعمران بن حصين ، وعمير بن سعيد (خ م د عس ق) ، وقبيصة بن جابر الأسدي ، ومجاهد بن جبر المكي (خ س) ، وأبي الضحى مسلم بن صبيح (خ) ، وموسى بن طلحة بن عبيد الله ، ويحيى بن وثاب (خ م ت س ق) ، وأبي بردة بن أبي موسى الأشعري ، وأبي سعيد الخدري ، وأبي صالح الأشعري (فق) ، وأبي صالح السمان (ع) ، وأبي ظبيان الجنبي (س) ، وأبي عبد الرحمن السلمي (خ ت س) ، وأبي مريم الأسدي (خ ت) ، وأبي وائل الأسدي (خ م س) ، وعن شيخ من أهل المدينة (د) عن حكيم بن حزام .

                                                                          روى عنه : إبراهيم بن طهمان (م) ، وإسرائيل بن يونس (خ س) ، وجرير بن عبد الحميد ، وخالد بن عبد الله ، وزائدة بن قدامة (خ م د) ، وسفيان الثوري (خ م د س) ، وسفيان بن عيينة ، وشريك بن عبد الله (د ت ق) وشعبة بن الحجاج (خ م تم س) ، وأبو زبيد عبثر بن القاسم ، وعبد الرحمن بن عبد الله المسعودي ، وقيس بن الربيع (د ت ق) ، ومالك بن مغول (خ م) ، ومحمد بن جحادة (خ س) ، وأبو غسان محمد بن مطرف المدني (فق) ، ومساور الوراق ، ومسعر بن كدام (ت س) ، والوضاح أبو عوانة (خ مق) ، وأبو الأحوص الحنفي (خ م ق) يقال : حديثا واحدا ، وأبو بكر بن عياش (خ 4) ، وأبو سعد البقال ، وأبو شهاب الحناط ، وأبو مالك الأشجعي .

                                                                          قال محمد بن سعد في الطبقة الرابعة : أبو حصين واسمه عثمان بن عاصم بن حصين وهو من بني جشم بن الحارث بن سعد بن [ ص: 403 ] ثعلبة بن دودان بن أسد بن خزيمة ، وعداده في بني كثير بن زيد بن مرة بن الحارث بن سعد .

                                                                          وقال أحمد بن سنان القطان ، عن عبد الرحمن بن مهدي : أربعة بالكوفة لا يختلف في حديثهم ، فمن اختلف عليهم فهو مخطئ ، ليس هم ، منهم : أبو حصين الأسدي .

                                                                          وقال أبو بكر بن أبي الأسود ، عن عبد الرحمن بن مهدي : لم يكن بالكوفة أثبت من أربعة ، فبدأ بمنصور ، وأبو حصين ، وسلمة بن كهيل ، وعمرو بن مرة .

                                                                          قال : وكان منصور أثبت أهل الكوفة .

                                                                          وقال الحارث بن سريج النقال ، عن عبد الرحمن بن مهدي : لا ترى حافظا يختلف على أبي حصين .

                                                                          وقال سعيد بن أبي سعيد الرازي : سئل أحمد بن حنبل عن أبي حصين فأثنى عليه .

                                                                          وقال الفضل بن زياد ، عن أحمد بن حنبل : الأعمش ، ويحيى بن وثاب موال ، وأبو حصين من العرب ، ولولا ذلك لم يصنع بالأعمش ما صنع ، وكان قليل الحديث ، وكان صحيح الحديث .

                                                                          قيل [ ص: 404 ] له : أيهما أصح حديثا هو أو أبو إسحاق ؟ قال : أبو حصين أصح حديثا لقلة حديثه ، وكذا منصور أصح حديثا من الأعمش لقلة حديثه .

                                                                          وقال أحمد بن عبد الله العجلي : أبو حصين كان شيخا عاليا ، وكان صاحب سنة ، ويقال : إن قيس بن الربيع كان أروى الناس عنه ، كان عنده أربع مائة حديث .

                                                                          وقال في موضع آخر : أبو حصين الأسدي كوفي ثقة ، وكان عثمانيا رجلا صالحا .

                                                                          وقال في موضع آخر : كان ثقة ثبتا في الحديث ، وهو أعلى سنا من الأعمش وكان عثمانيا وكان الذي بينه وبين الأعمش متباعدا ، ووقع بينهما شر حتى تحول الأعمش عنه إلى بني حرام .

                                                                          وقال أبو بكر بن أبي خيثمة ، عن أبي هشام الرفاعي : سمعت وكيعا يقول : كان أبو حصين يقول : أنا أقرأ من الأعمش - وكانا في مسجد بني كاهل - فقال الأعمش لرجل يقرأ عليه : اهمز الحوت فهمزه ، فلما كان من الغد قرأ أبو حصين في الفجر "نون" فقرأ كصاحب الحؤت فهمزها فلما صلى ، قال الأعمش : يا أبا حصين كسرت ظهر الحوت فكان ما بلغكم ، قال : والذي بلغنا أنه قذفه فحلف الأعمش ليحدنه ، فكلمه بنو أسد فأبى فقال : خمسون منهم والله ليشهدن أن أمه كما قال . فحلف أن لا يساكنهم وتحول إلى بني حرام .

                                                                          [ ص: 405 ] وقال أبو بكر بن أبي خيثمة عن يحيى بن معين ، وأبو حاتم ، ويعقوب بن شيبة ، والنسائي ، وابن خراش : ثقة .

                                                                          وقال يعقوب بن سفيان : حدثنا أبو نعيم ، قال : حدثنا سفيان عن أبي حصين أسدي ، شريف ، ثقة ثقة كوفي .

                                                                          وقال علي بن المديني : أصحاب الشعبي : أبو حصين ، ثم إسماعيل ، ثم داود بن أبي هند ، ثم الشيباني ، ومطرف ، وبيان ، طبقة الشيباني أعلاهم ، ومغيرة كان من أصحاب الشعبي روى عنه فأجاد ، وزكريا بن أبي زائدة ، وعبد الله بن أبي السفر طبقة ، ومالك بن مغول ، وأبو حيان التيمي ، وابن أبجر طبقة ، وأشعث بن سوار فوق جابر ، وابن سالم ، ومجالد فوق أشعث بن سوار وفوق أجلح الكندي .

                                                                          وقال الحسن بن عياش ، عن الأعمش : ربما ذكر لإبراهيم أبو حصين فيقول : دعني من أبي حصين فما هو بأحب الناس إلي .

                                                                          وقال أبو معاوية ، عن الأعمش : كان أبو حصين يسمع مني ثم يذهب فيرويه .

                                                                          وقال يحيى بن آدم ، عن أبي بكر بن عياش : سمعت أبا حصين يقول : ما سمعنا هذا الحديث حتى جاء هذا من خراسان فنعق به - يعني : أبا إسحاق - من كنت مولاه فعلي مولاه ، فاتبعه على ذلك ناس .

                                                                          وقال محمد بن عمران الأخنسي ، عن أبي بكر بن عياش : دخلت [ ص: 406 ] على أبي حصين وهو مختف من بني أمية ، فقال : إن هؤلاء - يعني : بني أمية - يريدوني عن ديني والله لا أعطيهم إياه أبدا .

                                                                          وقال سفيان بن عيينة ، عن الشيباني : دخلت مع الشعبي المسجد ، فقال له : انظر ، هل ترى أحدا من أصحابنا نجلس إليه ، انظر هل ترى أبا حصين .

                                                                          قال سفيان : وحدثني رجل من أهل الكوفة ، قال : سئل عامر - يعني الشعبي - لما حضرته الوفاة : بمن تأمرنا ؟ قال : ما أنا بعالم ولا أترك عالما وإن أبا حصين رجل صالح .

                                                                          وقال مالك بن مغول : قيل للشعبي : أيها العالم ، قال : ما أنا بعالم ولا أخلف عالما وإن أبا حصين رجل صالح .

                                                                          وقال مسعر : بعث بعض الأمراء إلى أبي حصين بألفي درهم وهو عائل ، فردها فقلت له : لم رددتها ؟ قال : الحياء والتكرم ، وفي رواية قال : قلت لأبي حصين : لم رددت جائزة وهب بن جابر ؟ وقال سفيان بن عيينة : كان أبو حصين إذا سئل عن مسألة قال : ليس لي بها والله علم .

                                                                          وفي رواية : ليس بها علم ، والله أعلم .

                                                                          وقال أبو شهاب الحناط : سمعت أبا حصين يقول : إن أحدهم ليفتي في المسألة ولو وردت على عمر بن الخطاب لجمع لها أهل بدر .

                                                                          وقال أبو أحمد العسكري : أبو حصين من قراء أهل الكوفة ، وكان يقرأ عليه في مسجد الكوفة خمسين سنة .

                                                                          [ ص: 407 ] وقال أبو حاتم : لم يكن له ولد ذكر ، وكان له ابنة ، وابنة ابنة تزوج بها قيس بن الربيع .

                                                                          وقال أبو بكر بن عياش : دخلت على أبي حصين في مرضه الذي مات فيه فأغمي عليه ثم أفاق فجعل يقول : وما ظلمناهم ولكن كانوا هم الظالمين ثم أغمي عليه ثم أفاق فجعل يرددها فلم يزل على ذلك .

                                                                          وقال جعفر بن أبي عثمان الطيالسي ، عن يحيى بن معين : هلك أبو حصين سنة سبع وعشرين ومائة .

                                                                          قال : وأبو حصين عثمان بن عاصم بن زيد بن كثير بن مرة .

                                                                          وكذلك قال خليفة بن خياط في تاريخ وفاته .

                                                                          وقال أبو بكر بن أبي الأسود : مات أبو إسحاق في سنة سبع وعشرين ومائة يوم ظفر الضحاك بالكوفة ، ومات أبو حصين والسدي قريبا منه .

                                                                          وقال الواقدي ، وعلي بن عبد الله التميمي ، وأبو عبيد ، ويحيى بن بكير ، وابن نمير في آخرين : مات سنة ثمان وعشرين ومائة .

                                                                          وقال أبو الحسن بن حماد سجادة : حدثنا طلحة ، وأبو محمد شيخ من أهل الكوفة ، قال : سمعت أشياخنا يقولون : مات أبو حصين سنة تسع وعشرين ومائة .

                                                                          [ ص: 408 ] وقال أبو بكر بن أبي خيثمة ، عن يحيى بن معين : مات أبو حصين سنة اثنتين وثلاثين ومائة .

                                                                          روى له الجماعة .

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية