الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          معلومات الكتاب

                                                                          تهذيب الكمال في أسماء الرجال

                                                                          المزي - جمال الدين أبو الحجاج المزي

                                                                          صفحة جزء
                                                                          4097 - (بخ م 4) : علي بن عبد الله بن عباس بن عبد المطلب بن هاشم القرشي الهاشمي ، أبو محمد ، ويقال : أبو عبد الله ، [ ص: 36 ] ويقال : أبو الفضل المدني ، والد محمد وعيسى وداود وسليمان وعبد الصمد وإسماعيل وصالح وعبد الله بني علي ، أمه زرعة بنت مشرح بن معدي كرب الكندي أحد الملوك الأربعة .

                                                                          روى عن : عبد الله بن حنين ، وأبيه عبد الله بن عباس (بخ م 4) ، وعبد الله بن عمر بن الخطاب ، وعبد الملك بن مروان بن الحكم ، وأبي سعيد الخدري ، وأبي هريرة .

                                                                          روى عنه : أبان بن صالح ، وإسماعيل بن عبيد الله بن أبي المهاجر ، وحبيب بن أبي ثابت ، والحسن بن سعد مولى الحسن بن علي ، وابنه داود بن علي بن عبد الله بن عباس (بخ ت) ، ورشدين بن كريب مولى ابن عباس ، وسعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف ، وابناه : سليمان بن علي بن عبد الله بن عباس (ق) ، وصالح بن علي بن عبد الله بن عباس ، وعبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم ، وعبد الله بن طاوس ، وابنه عبد الصمد بن علي بن عبد الله بن عباس ، وعلي بن أبي حملة ، وأبو سنان عيسى بن سنان ، وابنه عيسى بن علي بن عبد الله بن عباس (د ت) ، وفضالة والد المبارك بن فضالة ، ومحمد بن الزبير الحنظلي ، وابنه محمد بن علي بن عبد الله بن عباس (م د س) ، ومحمد بن مسلم بن شهاب الزهري (م ق) ، ومنصور بن المعتمر ، والمنهال بن عمرو ، وهزان بن سعيد ، وأبو رزيق (بخ) شيخ لمعن بن عيسى ، وأبو كعب مولاه .

                                                                          [ ص: 37 ] ذكره محمد بن سعد في الطبقة الثالثة من أهل المدينة ، وقال : ولد ليلة قتل علي بن أبي طالب في شهر رمضان سنة أربعين ، فسمي باسمه وكني بكنيته أبا الحسن ، فقال له عبد الملك بن مروان : لا والله لا أحتمل لك الاسم والكنية جميعا ، فغير كنيته ، فصيرها أبا محمد .

                                                                          وكان علي بن عبد الله أصغر ولد أبيه سنا ، وكان ثقة ، قليل الحديث .

                                                                          وقال في موضع آخر : فولد عبد الله بن عباس : علي بن عبد الله وهو أصغر ولده . وكان أجمل قرشي على وجه الأرض وأوسمه وأكثر صلاة ، وكان يدعى السجاد ، وله عقب ، وفي ولده الخلافة ، والفضل بن عبد الله لا بقية له ، ومحمد بن عبد الله وعبيد الله بن عبد الله لا بقية لهم وأمهم زرعة بنت مشرح بن معدي بن وليعة بن شرحبيل بن معاوية بن حجر الفرد بن الحارث الولادة بن عمرو بن معاوية بن الحارث بن معاوية بن ثور بن مرتع .

                                                                          وقال يعقوب بن شيبة : أمه زرعة بنت مشرح بن معدي كرب . وساق باقي النسب كما تقدم ، قال : ومشرح بن معدي كرب أحد الملوك الأربعة وهم إخوة : مخوس ، وجمد ، ومشرح ، وأبضعة .

                                                                          وحكى عن مصعب الزبيري وغيره في مولده وكنيته وفضله وعبادته وغير ذلك نحو ما قال محمد بن سعد . [ ص: 38 ] وقال خليفة بن خياط : أمه زرعة بنت مشرح بن معدي كرب بن وليعة بن معاوية بن عمرو بن صخر ، وصخر هو الفرد بن الحارث بن عمرو بن معاوية بن الحارث بن معاوية من كندة .

                                                                          وقال مصعب بن عبد الله الزبيري : سمعت رجلا من أهل العلم يقول : إنما كان سبب عبادة علي بن عبد الله بن عباس أنه نظر إلى عبد الرحمن بن أبان - يعني ابن عثمان - ، فقال : والله لأنا أولى بهذا منه وأقرب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم رحما ، فتجرد للعبادة .

                                                                          وقال ضمرة بن ربيعة : حدثني علي بن أبي حملة عن علي بن عبد الله بن عباس وقد أدركه ، قال : كان علي بن عبد الله بن عباس يسجد كل يوم ألف سجدة . قال ابن أبي حملة : فدخلت عليه منزله بدمشق ، وكان آدم جسيما فرأيت له مسجدا كبيرا في وجهه .

                                                                          وقال ميمون بن زياد العدوي ، عن أبي سنان : كان علي بن عبد الله بن عباس معنا بالشام ، وكانت له لحية طويلة ، وكان يخضب بالوسمة ، وكان يصلي كل يوم ألف ركعة .

                                                                          وقال أحمد بن مروان الدينوري المالكي ، عن عبد الرحمن بن محمد الحنفي ، عن أبيه عن إسماعيل بن إبراهيم من ولد طلحة بن عبيد الله ، عن محمد بن زيد بن المهاجر بن قنفذ : كان [ ص: 39 ] علي بن عبد الله بن عباس بن عبد المطلب جميلا ، ويعجب الناس من طوله ، فقال رجل سمعهم : يا سبحان الله ، كيف نقص الناس ، لقد أدركنا العباس بن عبد المطلب يطوف بهذا البيت كأنه فسطاط أبيض لطوله . قال : فحدثت بذلك علي بن عبد الله ، فقال : كنت إلى منكب أبي ، وكان أبي إلى منكب جدي .

                                                                          وقال أبو نعيم عن هشيم بن أبي ساسان ، عن أبي المغيرة : إن كنا لنطلب الخف لعلي بن عبد الله بن عباس فما نجده حتى نصنعه له صنعة ، والنعل فما نجدها حتى نصنعها له صنعة ، وإن كان ليغضب فنعرف ذلك فيه ثلاثا ، وإن كان ليصلي في اليوم والليلة ألف ركعة .

                                                                          وقال محمد بن إسحاق الثقفي السراج ، عن محمد بن زكريا ، عن محمد بن عبد الرحمن التميمي ، عن أبيه ، عن هشام بن سليمان المخزومي أن علي بن عبد الله بن عباس كان إذا قدم مكة حاجا أو معتمرا عطلت قريش مجالسها في المسجد الحرام وهجرت مواضع حلقها ولزمت مجلس علي بن عبد الله إعظاما وإجلالا وتبجيلا ، فإن قعد قعدوا ، وإن نهض نهضوا معه ، وإن مشى مشوا جميعا حوله ، وكان لا يرى لقرشي في المسجد الحرام مجلس ذكر يجتمع إليه فيه حتى يخرج علي بن عبد الله من الحرم .

                                                                          وقال العجلي ، وأبو زرعة : ثقة .

                                                                          [ ص: 40 ] وذكره ابن حبان في كتاب " الثقات " .

                                                                          وقال عمرو بن علي : كان من خيار الناس .

                                                                          قال خليفة بن خياط : مات سنة أربع عشرة ومائة .

                                                                          وقال في موضع آخر : سنة ثماني عشرة ومائة .

                                                                          وقال أبو معشر المدني ، وعلي بن المديني : مات سنة سبع عشرة ومائة .

                                                                          وقال مصعب بن عبد الله الزبيري ، ويحيى بن معين ، وأبو عبيد ، وغير واحد : مات سنة ثماني عشرة ومائة .

                                                                          وقال أبو حسان الزيادي : حدثني عدة من الفقهاء ، وأهل العلم ، قالوا : توفي علي بن عبد الله بن عباس بالحميمة من أرض الشام من أرض البلقاء سنة تسع عشرة ، يقال : سنة ثماني عشرة ومائة ، وهو ابن ثمان أو تسع وسبعين سنة .

                                                                          وقال غيره : توفي وهو ابن سبع وسبعين أو ثمان وسبعين سنة .

                                                                          روى له البخاري في : " الأدب " والباقون .

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية