الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          صفحة جزء
                                                                          3806 - (م ق) : عثمان بن حيان بن معبد بن شداد بن نعمان بن رباح بن أسعد بن ربيعة بن عامر بن يربوع بن غيظ بن مرة بن عوف بن سعد بن ذبيان بن بغيض بن ريث بن غطفان بن سعد بن قيس عيلان بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان المري ، أبو المغراء الدمشقي ، مولى أم الدرداء ، ويقال : مولى عتبة بن أبي سفيان بن حرب .

                                                                          روى عن : أم الدرداء (م د) .

                                                                          روى عنه : سعيد البزاز ، وعبد الله أو عبيد الله بن سليمان ، وعبد الرحمن بن يزيد بن جابر ، وهشام بن سعد المدني (م د) ، وقال : كان رجلا من أهل الخير .

                                                                          وقال أبو القاسم : كانت داره بدمشق في زقاق بني مرة ويعرف اليوم بدرب النقاشة واستعمله الوليد بن عبد الملك على المدينة ، وكان في سيرته عنف وولي الغزو في أيام يزيد بن عبد الملك .

                                                                          وقال أبو الحسن بن سميع في الطبقة الرابعة من تابعي أهل الشام : عثمان بن حيان مولى عتبة بن أبي سفيان .

                                                                          [ ص: 361 ] وذكره ابن حبان في كتاب الثقات .

                                                                          وقال خليفة بن خياط : وولي عثمان بن حيان الصائفة الصغرى يعني سنة ثلاث ومائة ، ثم قال : وفيها - يعني سنة أربع ومائة - غزا عثمان بن حيان قيصرة حصنا من حصون الروم .

                                                                          وقال الواقدي : نزع سليمان عثمان بن حيان عن المدينة لسبع ليال بقين من رمضان سنة ست وتسعين وكانت إمرته على المدينة ثلاث سنين إلا سبع ليال ، وولى سليمان ابن حزم على المدينة .

                                                                          وقال الوليد بن مسلم ، عن ابن جابر ، عن ابن الماجشون : بينما أنا مع عمر بن عبد العزيز نزول فإذا ركب مقبلون من الشام فعرضت لهم فإذا بعثمان بن حيان وال على المدينة ، فأتيت عمر ، فقلت : هذا عثمان بن حيان قد ولي عليك المدينة . قال : الحمد لله ، والله ما قضى له قضية قط فأحببت أن يكون قضى لي غيرها .

                                                                          وقال ضمرة بن ربيعة ، عن ابن شوذب : قال عمر بن عبد العزيز : الوليد بن عبد الملك بالشام ، والحجاج بن يوسف بالعراق ، ومحمد بن يوسف باليمن ، وعثمان بن حيان بالمدينة ، وقرة بن شريك بمصر ، امتلأت الأرض والله جورا .

                                                                          وقال عبد الله بن وهب : حدثنا مالك أن ابن حيان المري إذ [ ص: 362 ] كان أميرا على المدينة ، وعظ محمد بن المنكدر وأصحابه نفرا في شيء بلغهم من أمر الحمامات وكان فيهم مولى لابن حيان ، فرفع ذلك إلى ابن حيان ، فبعث إلى محمد بن المنكدر وأصحابه فضربهم لما كان من كلامهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر ، وقال : تتكلمون في مثل هذا ؟ قال : فقلت لمالك : وضرب ابن المنكدر ؟ قال : أي والله وربيعة أيضا ، وكان أحد المفتين ضرب وحلق رأسه ولحيته ولكن في شيء غير هذا .

                                                                          قال : وضرب سعيد بن المسيب مائة وأدخل في تبان .

                                                                          قال مالك : قال عمر بن عبد العزيز : ما أغبط رجلا لم يصبه في هذا الأمر أذى .

                                                                          روى له مسلم ، وابن ماجه حديثا واحدا ، وقد وقع لنا بعلو عنه .

                                                                          أخبرنا به أبو إسحاق ابن الدرجي ، قال : أنبأنا أبو جعفر الصيدلاني وغير واحد ، قالوا : أخبرتنا فاطمة بنت عبد الله ، قالت : أخبرنا أبو بكر بن ريذة ، قال : أخبرنا أبو القاسم الطبراني ، قال : حدثنا محمد بن محمد التمار ، قال : حدثنا القعنبي ، قال : حدثنا هشام بن سعد ، عن عثمان بن حيان ، عن أم الدرداء ، عن أبي الدرداء ، قال : خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره فلقد رأيتنا في اليوم الحار الشديد الحر حتى أن أحدنا ليضع يده على رأسه من شدة الحر وما فينا صائم إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم وعبد الله بن رواحة .

                                                                          [ ص: 363 ] رواه مسلم عن القعنبي ، فوافقناه فيه بعلو .

                                                                          ورواه ابن ماجه من حديث أبي عامر العقدي ، وابن أبي فديك عن هشام بن سعد ، فوقع لنا عاليا بدرجتين .

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية