الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          معلومات الكتاب

                                                                          تهذيب الكمال في أسماء الرجال

                                                                          المزي - جمال الدين أبو الحجاج المزي

                                                                          صفحة جزء
                                                                          [ ص: 356 ] 4240 - (س) : عمر بن سعد بن أبي وقاص القرشي الزهري ، أبو حفص المدني ، سكن الكوفة ، أخو عامر بن سعد وإخوته .

                                                                          روى عن : أبيه سعد بن أبي وقاص (س) ، وأبي سعيد الخدري .

                                                                          روى عنه : ابنه إبراهيم بن عمر بن سعد ، ويزيد بن أبي مريم السلولي ، وسعد بن عبيدة ، والعيزار بن حريث (سي) ، وقتادة ، ومحمد بن عبد الرحمن بن أبي لبيبة ، ومحمد بن مسلم بن شهاب الزهري ، والمطلب بن عبد الله بن حنطب ، ويزيد بن أبي حبيب المصري ، وأبو إسحاق السبيعي (س) ، وابن ابنه أبو بكر بن حفص بن عمر بن سعد .

                                                                          قال خليفة بن خياط : أمه ماوية بنت قيس بن معدي كرب [ ص: 357 ] بن الحارث من كندة ، وقال بعضهم : مارية بالراء .

                                                                          وقال ابن البرقي : أمه رملة بنت أبي الأنياب من كندة .

                                                                          وذكره محمد بن سعد في الطبقة الثانية من أهل الكوفة .

                                                                          وقال أحمد بن عبد الله العجلي : كان يروي عن أبيه أحاديث ، وروى الناس عنه .

                                                                          وهو الذي قتل الحسين ، وهو تابعي ثقة .

                                                                          وقال أبو بكر بن أبي خيثمة : سألت يحيى بن معين عن عمر بن سعد أثقة هو ؟ فقال : كيف يكون من قتل الحسين ثقة ؟

                                                                          وقال الحاكم أبو أحمد : سمعت أبا الحسين الغازي يقول : سمعت أبا حفص عمرو بن علي يقول : سمعت يحيى بن سعيد يقول : حدثنا إسماعيل بن أبي خالد ، قال : حدثنا العيزار بن حريث عن عمر بن سعد ، فقال له رجل من بني ضبيعة يقال له موسى : يا أبا سعيد ، هذا قاتل الحسين ؟ فسكت ، فقال : عن قاتل الحسين تحدثنا ؟ فسكت .

                                                                          وقال عبد الرحمن بن يوسف بن خراش : حدثنا أبو حفص هو الفلاس ، قال : سمعت يحيى بن سعيد القطان ، وحدثنا عن شعبة وسفيان عن أبي إسحاق عن العيزار بن حريث عن عمر بن سعد فقام إليه رجل ، فقال : أما تخاف الله تروي عن عمر بن [ ص: 358 ] سعد . فبكى ، وقال : لا أعود أحدث عنه أبدا .

                                                                          وقال القعنبي ، عن داود بن قيس ، عن زيد بن أسلم : غضب سعد بن أبي وقاص على ابنه عمر ، فذهب عمر حتى جمع رجالا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فجاء بهم إلى سعد ، فدخلوا عليه ، فقالوا : يا أبا إسحاق ، إن عمر سيد قومه .

                                                                          فقال : ما تريدون ؟ قالوا : نريد أن ترضى عنه .

                                                                          فقال : قد رضيت عنه .

                                                                          فتكلم عمر كلاما كثيرا ، فلما قضى كلامه ، قال سعد : ما كنت أبغض إلي من هذه الساعة ; إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " إن بعض البيان لسحرا " وقال : " إن من البيان سحرا " ، وذكر شيئا من أمر البقر أنها تأكل بألسنتها .

                                                                          رواه أبو عامر العقدي عن هشام بن سعد ، عن زيد بن أسلم .

                                                                          وقال أبو بكر بن أبي الدنيا ، عن أبيه ، عن أبي المنذر الكوفي : كان عمر بن سعد بن أبي وقاص قد اتخذ جعبة ، وجعل فيها سياطا نحوا من خمسين سوطا ، فكتب على السوط عشرة وعشرين وثلاثين إلى خمس مائة على هذا العمل .

                                                                          وكان لسعد بن أبي وقاص غلام ربيب مثل ولده فأمره عمر بشيء فعصاه فضرب بيده إلى الجعبة فوقع بيده سوط مائة ، فجلده مائة جلدة ، فأقبل الغلام إلى سعد دمه يسيل على عقبيه ، فقال : ما لك ؟ فأخبره .

                                                                          فقال : اللهم ، اقتل عمر وأسل دمه على عقبيه ، قال : فمات الغلام وقتل المختار عمر بن سعد .

                                                                          وقال الحميدي : حدثنا سفيان ، عن سالم إن شاء الله ، قال : [ ص: 359 ] قال عمر بن سعد للحسين : إن قوما من السفهاء يزعمون أني أقتلك ، فقال حسين : ليسوا بسفهاء ، ولكنهم حلماء . ثم قال : والله إنه ليقر بعيني أنك لا تأكل بر العراق بعدي إلا قليلا .

                                                                          وقال أبو بكر بن أبي خيثمة : حدثنا عبد السلام بن صالح قال : حدثنا ابن عيينة عن عبد الله بن شريك قال : أدركت أصحاب الأردية المعلمة وأصحاب البرانس من أصحاب السواري إذا مر بهم عمر بن سعد قالوا : هذا قاتل الحسين ، وذلك قبل أن يقتله .

                                                                          وروي عن محمد بن سيرين عن بعض أصحابه قال : قال علي لعمر بن سعد : كيف أنت إذا قمت مقاما تخير فيه بين الجنة والنار فتختار النار ؟

                                                                          وقال أبو بكر بن أبي خيثمة : حدثنا أبي قال : حدثنا وهب بن جرير عن أبيه قال : وبلغ مسيره - يعني الحسين - عبيد الله بن زياد وهو بالبصرة ، فخرج على بغالهم هو واثنا عشر رجلا حتى قدموا الكوفة فحسب أهل الكوفة أنه الحسين بن علي وهو متلثم فجعلوا يقولون : مرحبا بابن بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأقبل الحسين حتى نزل نهري كربلاء .

                                                                          وبلغه خبر الكوفة فبعث ابن زياد عمر بن سعد على جيش ، وأمره أن يقتله وبعث شمر بن جوشن الكلابي فقال : اذهب معه فإن قتله وإلا فاقتله وأنت على الناس ، قال : فخرجوا حتى لقوه فقاتل هو ومن معه حتى قتلوا .

                                                                          وقد ذكرنا بعض أخباره في ترجمة الحسين بن علي . [ ص: 360 ]

                                                                          قال أبو بكر بن أبي خيثمة ، عن يحيى بن معين : ولد عام مات عمر بن الخطاب .

                                                                          وقال غيره : ولد في عصر النبي صلى الله عليه وسلم .

                                                                          وقال خليفة بن خياط : قتله المختار بن أبي عبيد سنة خمس وستين . وقال في موضع آخر : سنة ست وستين .

                                                                          وقال أبو بكر بن أبي خيثمة ، عن يحيى بن معين : قتل سنة سبع وستين . وكذلك قال يعقوب بن سفيان ، وغيره .

                                                                          قال يعقوب : وفي عمر بن سعد يقول أبو طلق عدي بن حنظلة العائذي :


                                                                          لقد قتل المختار لا در دره أبا حفص المأمون والسيد العمرا     فتى لم يكن كراء بخيلا ولم يكر
                                                                          إذا الحرب أبدت عن نواجذها عمرا



                                                                          روى له النسائي .

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية