الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          صفحة جزء
                                                                          4034 (خ د) : علي بن الجعد بن عبيد الجوهري ، أبو [ ص: 342 ] الحسن البغدادي ، مولى بني هاشم .

                                                                          روى عن : إبراهيم بن سعد ، وإسرائيل بن يونس ، وإسماعيل بن عياش ، وأيوب بن عتبة اليمامي وبحر بن كنيز السقاء ، وجرير بن حازم ، وجسر بن الحسن ، وحريز بن عثمان الرحبي (د) ، والحسن بن صالح بن حي ، والحسين بن زيد العلوي ، وحماد بن زيد ، وحماد بن سلمة ، والربيع بن صبيح ، وزهير بن معاوية وسفيان الثوري ، وسفيان بن عيينة ، وسليمان بن المغيرة ، وسلام بن مسكين ، وشريك بن عبد الله ، وشعبة بن الحجاج (خ د) ، وشيبان بن عبد الرحمن ، وصخر بن جويرية ، وصدقة بن موسى الدقيقي ، وعاصم بن محمد بن زيد العمري ، وأبي مسعود عبد الأعلى بن أبي المساور ، وعبد الحميد بن بهرام ، وعبد الرحمن بن أبي بكر المليكي ، وعبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان ، وعبد الرحمن بن عبد الله بن دينار ، وعبد الرحمن بن عبد الله المسعودي ، وعبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة الماجشون ، وعبد القدوس بن حبيب الشامي ، وعبد الواحد بن سليم ، وعدي بن الفضل ، وعلي بن عاصم الواسطي ، وعلي بن علي الرفاعي ، وعمر بن راشد اليمامي ، وعمران بن زيد التغلبي ، والفرج بن فضالة ، وفضيل بن مرزوق ، والقاسم بن الفضل الحداني ، وقيس بن الربيع ، ومالك بن أنس ، ومبارك بن فضالة ، ومحمد بن راشد المكحولي ، ومحمد بن طلحة بن مصرف ، ومسلم بن خالد الزنجي ، ومعروف بن واصل ، وأبي جزء نصر بن طريف الباهلي ، وهمام بن يحيى ، والهيثم بن جماز ، وورقاء بن عمر اليشكري ، وأبي عوانة الوضاح بن عبد الله ، وأبي عقيل يحيى بن المتوكل ، ويزيد بن إبراهيم التستري ، ويزيد بن عياض بن جعدبة الليثي ، وأبي إسحاق الفزاري ، [ ص: 343 ] وأبي الأشهب العطاردي وأبي جعفر الرازي وأبي كرز القرشي وأبي معاوية العباداني يقال إنه سعيد بن زربي وأبي هلال الراسبي .

                                                                          روى عنه البخاري ، وأبو داود وإبراهيم بن إسحاق الحربي وإبراهيم بن هاشم البغوي وأحمد بن إبراهيم الدورقي وأحمد بن بشر المرثدي وأحمد بن الحسن بن مكرم بن حسان البغدادي البزاز وأحمد بن الحسين بن إسحاق الصوفي الصغير ، وأبو بكر أحمد بن علي بن سعيد المروزي القاضي ، وأبو جعفر أحمد بن علي بن الفضيل الخزاز المقرئ ، وأبو يعلى أحمد بن علي بن المثنى الموصلي وأحمد بن محمد بن حنبل وأحمد بن محمد بن خالد بن غزوان البراثي وأحمد بن يحيى الحلواني وإسحاق بن أبي إسرائيل والحارث بن محمد بن أبي أسامة والحسن بن محمد بن الصباح الزعفراني وحمدان بن علي الوراق وخلف بن سالم المخرمي وزياد بن أيوب الطوسي وصالح بن محمد الأسدي وصالح بن محمد الرازي ، وأبو بكر عبد الله بن محمد بن أبي الدنيا ، وأبو بكر عبد الله بن محمد بن أبي شيبة ، وأبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي ، وعبد الله بن محمد بن مالك بن هانئ النيسابوري عبدوس ، وأبو قلابة عبد الملك بن محمد الرقاشي ، وأبو زرعة عبيد الله بن عبد الكريم الرازي وعمر بن إسماعيل بن أبي غيلان الثقفي ، وأبو الحسن محمد بن أحمد ابن البراء العبدي ، وأبو حاتم محمد بن إدريس الرازي ، ومحمد بن إسحاق الصاغاني ، ومحمد بن عبدوس بن كامل السراج ، وأبو بكر محمد بن يحيى بن سليمان المروزي وموسى بن الحسن السقلي وموسى بن هارون الحمال [ ص: 344 ] وهارون بن سفيان المستملي المعروف بالديك ، ويحيى بن معين ، ويعقوب بن شيبة السدوسي ، ويعقوب بن يوسف المطوعي .

                                                                          قال أبو بكر بن شاذان البزاز : حدثنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن يوسف المهري ، قال : حدثنا أبو بكر بن أبي أيوب ، قال : سمعت أبي يقول : سمعت علي بن الجعد يقول : رأيت الأعمش ، ولم أكتب عنه شيئا .

                                                                          وقال أحمد بن سعيد بن فرضخ الإخميمي عن موسى بن الحسن : قال لنا علي بن الجعد : قدمت البصرة سنة ست وخمسين ومائة ، وكان سعيد بن أبي عروبة حيا .

                                                                          وقال إبراهيم بن محمد بن عرفة النحوي نفطويه : كان علي بن الجعد أكبر من بغداد بعشر سنين ، وكان عبد الله بن محمد البغوي أكبر من سر من رأى بست سنين .

                                                                          وقال أبو بكر بن أبي الدنيا : أخبرت عن موسى بن داود ، قال : ما رأيت أحفظ من علي بن الجعد كنا عند ابن أبي ذئب ، فأملى علينا عشرين حديثا فحفظها وأملاها علينا .

                                                                          وقال صالح بن محمد الأسدي : سمعت خلف بن سالم يقول : صرت أنا وأحمد بن حنبل ويحيى بن معين إلى علي بن الجعد فأخرج إلينا كتبه ، وألقاها بين أيدينا ، وذهب ، فظننا أنه يتخذ لنا طعاما ، فلم [ ص: 345 ] نجد في كتابه إلا خطأ واحدا ، فلما فرغنا من الطعام ، قال : هاتوا ، فحدث بكل شيء كتبناه حفظا .

                                                                          وقال عبد الخالق بن منصور : سمعت يحيى بن معين يقول : كتبت عن علي بن الجعد منذ أكثر من ثلاثين سنة ، وكان هذا الكلام في سنة خمس وعشرين ومائتين .

                                                                          وقال أبو القاسم البغوي : سمعت علي بن الجعد يقول : كتبت عن ابن عيينة سنة ستين ومائة بالكوفة يملي علينا من صحيفة ، قال البغوي : فحدثني أبو أحمد بن عبدوس عن علي ، قال : وكان له في ذلك الوقت جمل يستقي عليه ، قال : ورأيت عند محمد بن علي الوراق أحاديث ابن عيينة قد كتبها عن علي بن الجعد ، فقلت : متى كتبتموها عن علي ؟ قال : أملاها علي سنة إحدى عشرة ومائتين ، وكنا جماعة حضورا عند علي ، فقلت لمحمد بن علي : كيف وهم قد سمعوها من ابن عيينة ؟ قال : الألفاظ التي فيها ، وكأن عليا إنما سمعها من ابن عيينة من كتابه .

                                                                          وقال خلف بن محمد الخيام : سمعت أبا علي صالح بن محمد يقول : كان علي بن الجعد يحدث بثلاثة أحاديث لكل إنسان عن شعبة .

                                                                          قال : وسمعت صالحا يقول : كان عند علي بن الجعد ثلاثة [ ص: 346 ] أحاديث عن مالك بن أنس ، قال : فسألته عن حديث فحدثني به ، ثم سألته عن الحديث الآخر ، فحدثني به ، ثم سألته عن الحديث الثالث ، فقال : لا كرامة لك هذه الثلاثة الأحاديث سمعتها من مالك في ثلاثة أعوام تريد أن تسمعها في ساعة ؟ ! قيل لأبي علي : كان يذكر فيه الخبر ؟ قال : كان يقول : أخبرنا مالك كان حدثه مالك بن أنس .

                                                                          وقال أبو علي الحسين بن إسماعيل الفارسي : سألت عبدوس عبد الله بن محمد بن مالك بن هانئ النيسابوري عن حال علي بن الجعد ، فقال : ما أعلم أني لقيت أحفظ منه .

                                                                          فقلت : كان يتهم بالجهم ؟ فقال : قد قيل هذا ، ولم يكن كما قالوا إلا أن ابنه الحسن بن علي كان على قضاء بغداد ، وكان يقول بقول جهم ، قال عبدوس : وكان عند علي بن الجعد عن شعبة نحو من ألف ومائتي حديث ، وكان قد لقي المشايخ ، فزهدت فيه بسبب هذا القول : ثم ندمت بعد .

                                                                          وقال أبو الحسن أحمد بن جعفر بن زياد السوسي : سمعت أبا جعفر النفيلي ، وذكر علي بن الجعد ، فقال : لا ينبغي أن يكتب عنه قليل ولا كثير ، وضعف أمره جدا .

                                                                          وقال إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني : علي بن الجعد متشبث بغير بدعة ، زائغ عن الحق .

                                                                          وقال أبو يحيى الناقد : سمعت أبا غسان الدوري يقول : [ ص: 347 ] كنت عند علي بن الجعد ، فذكروا حديث ابن عمر : كنا نفاضل على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فنقول : خير هذه الأمة بعد النبي صلى الله عليه وسلم أبو بكر وعمر وعثمان ، فيبلغ النبي صلى الله عليه وسلم ، فلا ينكر ، فقال علي : انظروا إلى هذا الصبي هو لم يحسن أن يطلق امرأته يقول : كنا نفاضل .

                                                                          وقال أيضا : كنت عند علي بن الجعد ، فذكروا حديث النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال للحسن إن ابني هذا سيد ، قال : ما جعله سيدا ؟ !

                                                                          وقال أحمد بن إبراهيم الدورقي : قلت لعلي بن الجعد : بلغني أنك قلت ابن عمر ذاك الصبي ، قال : لم أقل ، ولكن معاوية ما أكره أن يعذبه الله .

                                                                          وقال هارون بن سفيان المستملي : كنت عند علي بن الجعد ، فذكر عثمان بن عفان ، فقال : أخذ من بيت المال مائة ألف درهم بغير حق فقلت : لا والله ما أخذها ، ولئن كان أخذها ما أخذها إلا بحق ، قال : لا ، والله ما أخذها إلا بغير حق ، قال : قلت : لا والله ما أخذها إلا بحق .

                                                                          وقال أبو عبيد الآجري : قلت لأبي داود : أيما أعلى عندك : علي بن الجعد أو عمرو بن مرزوق ؟ قال : عمرو أعلى عندنا ، علي بن الجعد وسم بميسم سوء ، قال : ما يسوءني أن يعذب الله معاوية .

                                                                          [ ص: 348 ] وقال أبو جعفر العقيلي قلت لعبد الله بن أحمد بن حنبل لم لم تكتب عن علي بن الجعد فقال نهاني أبي أن أذهب إليه وكان يبلغه عنه أنه يتناول أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم .

                                                                          وقال يحيى بن زكريا النيسابوري سمعت زياد بن أيوب يقول سأل رجل أحمد بن حنبل عن علي بن الجعد فقال الهيثم ومثله يسأل عنه فقال أحمد أمسك أبا عبد الله فذكره رجل بشر وقال أحمد ويقع في أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فقال زياد بن أيوب كنت عند علي بن الجعد فسألوه عن القرآن فقال القرآن كلام الله ومن قال مخلوق لم أعنفه قال فذكرت ذلك لأحمد بن حنبل فقال ما بلغني عنه أشد من هذا .

                                                                          وقال أبو زرعة كان أحمد بن حنبل لا يرى الكتابة عن علي بن الجعد ولا سعيد بن سليمان ورأيته في كتابه مضروبا عليهما .

                                                                          وقال محمد بن حماد سألت يحيى بن معين عن علي بن الجعد فقال ثقة صدوق ثقة صدوق قلت فهذا الذي كان منه فقال أيش كان منه ثقة صدوق .

                                                                          وقال عبد الخالق بن منصور سألت يحيى بن معين عن علي بن الجعد فقال ثقة .

                                                                          [ ص: 349 ] وقال جعفر بن محمد القلانسي : قلت ليحيى بن معين : أيما أحب إليك في شعبة آدم أو علي بن الجعد ؟ فقال : كلاهما ثقة قلت : فأيما أحب إليك ؟ قال : أكتب عن علي مسند شعبة وأضرب على جنبيه .

                                                                          وقال جعفر بن محمد بن أبي عثمان الطيالسي : سمعت يحيى بن معين يقول : علي بن الجعد أثبت البغداديين في شعبة ، قلت له : فأبو النضر ؟ قال : وأبو النضر .

                                                                          وقال الحسين بن قهم : سمعت يحيى بن معين في جنازة علي بن الجعد يقول : ما روى عن شعبة - أراه يعني من البغداديين - أثبت من هذا يعني : علي بن الجعد فقال له رجل : ولا أبو النضر ؟ قال : ولا أبو النضر ، قال : ولا شبابة ؟ فقال : خرب الله بيت أمه إن كان مثل شبابة ! قال ابن القهم : فعجبنا منه نقول : ولا أبو النضر ؟ فيقول : ولا أبو النضر ولا شبابة يعني فيقول : ولا شبابة .

                                                                          وقال أبو سليمان بن زبر : حدثنا أسامة بن علي ، قال : حدثنا موسى بن الحسن الصقلي ، قال : سمعت يحيى بن معين وذكر علي بن الجعد فقال : رباني العلم .

                                                                          [ ص: 350 ] وقال أبو زرعة : كان صدوقا في الحديث .

                                                                          وقال أبو حاتم : كان متقنا صدوقا ، ولم أر من المحدثين من يحفظ ، ويأتي بالحديث على لفظ واحد لا يغيره سوى قبيصة ، وأبي نعيم في حديث الثوري ، ويحيى الحماني في حديث شريك ، وعلي بن الجعد في حديثه .

                                                                          وقال صالح بن محمد الأسدي : ثقة .

                                                                          وقال النسائي : صدوق .

                                                                          أخبرنا يوسف بن يعقوب ، قال : أخبرنا زيد بن الحسن ، قال : أخبرنا عبد الرحمن بن محمد ، قال : أخبرنا أحمد بن علي الحافظ ، قال : أخبرنا عبيد الله بن أبي الفتح ، قال : حدثنا عبيد الله بن أحمد بن يعقوب المقرئ ، قال : حدثني عبد الرزاق بن سليمان بن علي بن الجعد ، قال : سمعت أبي يقول : لما أحضر المأمون أصحاب الجوهر ، فناظرهم على متاع كان معهم ، ثم نهض المأمون لبعض حاجته ، ثم خرج فقام له كل من كان في المجلس إلا ابن الجعد ، فإنه لم يقم ، قال : فنظر إليه المأمون كهيئة المغضب ، ثم استخلاه ، فقال له : يا شيخ ما منعك أن تقوم لي كما قام أصحابك ؟ قال : أجللت أمير المؤمنين للحديث الذي نأثره عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : [ ص: 351 ] وما هو ؟ قال علي بن الجعد : سمعت المبارك بن فضالة يقول : سمعت الحسن يقول : قال النبي صلى الله عليه وسلم : " من أحب أن يتمثل له الرجال قياما فليتبوأ مقعده من النار " قال : فأطرق المأمون متفكرا في الحديث ، ثم رفع رأسه ، فقال : لا نشتري إلا من هذا الشيخ ، قال : فاشترى منه ذلك اليوم بقيمة ثلاثين ألف دينار .

                                                                          قال حنبل بن إسحاق : ولد في سنة ثلاث وثلاثين ومائة ، ومات سنة ثلاثين ومائتين .

                                                                          وكذلك قال علي بن أحمد بن النضر الأزدي ، ومحمد بن عبد الله الحضرمي في تأريخ وفاته .

                                                                          وقال أبو القاسم البغوي : أخبرت أن مولد علي بن الجعد في سنة أربع وثلاثين ومائة ، وتوفي يوم السبت في رجب لست ليال بقين منه سنة ثلاثين ومائتين ، وقد استكمل ستا وتسعين ، وأحسبه كان قد دخل في سبع وتسعين .

                                                                          وقال أيضا : أخبرت عن إسحاق بن أبي إسرائيل أنه قال في جنازة علي بن الجعد : أخبرني - يعني علي بن الجعد - أنه منذ نحو من ستين سنة يصوم يوما ويفطر يوما .

                                                                          وقال محمد بن سعد : علي بن الجعد مولى أم سلمة [ ص: 352 ] المخزومية امرأة أبي العباس أمير المؤمنين ، قال علي بن الجعد : ولدت في أول خلافة بني العباس سنة ست وثلاثين ومائة وتوفي سنة ثلاثين ومائتين ببغداد ، ودفن بمقبرة باب حرب وله يوم توفي ست وتسعون سنة وأشهر .

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية