الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          صفحة جزء
                                                                          3911 (د) : عروة بن محمد بن عطية السعدي الجشمي .

                                                                          استعمله سليمان بن عبد الملك ، وعمر بن عبد العزيز ، ويزيد بن عبد الملك على اليمن .

                                                                          روى عن : أبيه (د) ، عن جده ، وله صحبة .

                                                                          روى عنه : إبراهيم بن يزيد النصري الدمشقي ، وأمية بن شبل الصنعاني ، وحنظلة بن أبي سفيان الجمحي ، ورجاء بن أبي سلمة الفلسطيني ، والزبير والد النعمان بن الزبير الصنعاني ، وسماك بن الفضل ، وعاصم بن عبد الله بن نعيم القيني ، وأبوه عبد الله بن نعيم القيني ، وعبد الرحمن بن يزيد بن جابر ، وعمرو بن عون الصنعاني ، [ ص: 33 ] ومحمد بن خراشة ، وأبو وائل القاص الصنعاني (د) .

                                                                          قال خليفة بن خياط في تسمية عمال سليمان بن عبد الملك على اليمن : عروة بن محمد بن عطية السعدي من بني سعد بن بكر بن هوازن . قال : وأقر - يعني عمر بن عبد العزيز - عليها عروة حتى مات ، وأقر - يعني يزيد بن عبد الملك - عليها عروة بن محمد وولى هشام يوسف بن عمر الثقفي .

                                                                          وقال عبد الله بن وهب : حدثني ابن لهيعة أن عمر بن عبد العزيز استعمل عروة بن محمد القيسي من بني سعد بن بكر على اليمن ، وكان من صالح عمال عمر بن عبد العزيز على اليمن .

                                                                          وقال حنظلة بن أبي سفيان ، عن عروة بن محمد : لما استعملت على اليمن قال لي أبي : أوليت اليمن ؟ قلت : نعم . قال : إذا غضبت فانظر إلى السماء فوقك وإلى الأرض أسفل منك ثم أعظم خالقهما .

                                                                          وقال سماك بن الفضل : كنت عند عروة بن محمد جالسا وعنده وهب بن منبه فأتي بعامل لعروة ، فشكي ، فأكثروا عليه ، فقالوا : فعل وفعل وثبتت عليه البينة . قال : فلم يملك وهب نفسه فضربه على قرنه بعصا ، فإذا دماؤه تشجب ، وقال : أفي زمن عمر بن عبد العزيز تصنع مثل هذا ؟ قال : فاشتهاها عروة ، وكان حليما واستلقى على قفاه وضحك ، وقال : يعيب علينا أبو عبد الله الغضب في حكمته وهو يغضب . فقال وهب : وما لي لا أغضب وقد غضب خالق الأحلام ، إن الله تعالى يقول : فلما آسفونا انتقمنا منهم يقول : أغضبونا .

                                                                          [ ص: 34 ] وقال سماك بن الفضل أيضا : سمعت عروة بن محمد يقول : ما أبرم قوم أمرا قط ، فصدروا فيه عن رأي امرأة إلا تبروا .

                                                                          وقال إسماعيل بن إسحاق القاضي ، عن علي بن المديني : عروة بن محمد بن عطية ، وعطية هو الذي روى عن النبي صلى الله عليه وسلم : " إذا غضب أحدكم فليتوضأ " ، هو من سعد بن بكر . قال علي : وولاؤنا لهذا . قال : وقال سفيان : حدثني مولى لعروة بن محمد ، قال : خرج عروة بن محمد من اليمن وقد وليها سنين وما معه إلا سيفه ورمحه ومصحفه . قال : وبلغني أنه لما دخل قال : يا أهل اليمن هذه راحلتي فإن خرجت بأكثر منها فأنا سارق .

                                                                          وقال يعقوب بن سفيان ، عن علي بن المديني : ولي عروة بن محمد اليمن عشرين سنة وخرج حين خرج ومعه سيف ومصحف . قال يعقوب : وفيها - يعني سنة ثلاث ومائة - نزع عروة عن أهل اليمن وأمر مسعود بن غوث .

                                                                          وذكره ابن حبان في كتاب " الثقات " .

                                                                          روى له أبو داود حديثا واحدا ، وقد وقع لنا بعلو عنه .

                                                                          أخبرنا به أبو الفرج بن قدامة ، وأبو الحسن ابن البخاري ، وأبو الغنائم بن علان ، وأحمد بن شيبان ، قالوا : أخبرنا حنبل ، قال : أخبرنا ابن الحصين ، قال : أخبرنا ابن المذهب ، قال : أخبرنا القطيعي ، قال : حدثنا عبد الله بن أحمد ، قال : حدثني أبي .

                                                                          [ ص: 35 ] (ح) : وأخبرنا أبو إسحاق ابن الدرجي ، قال : أنبأنا أبو جعفر الصيدلاني ، قال : أخبرنا محمود بن إسماعيل الصيرفي ، قال : أخبرنا أبو بكر بن شاذان الأعرج ، قال : أخبرنا أبو بكر بن فورك القباب ، قال : أخبرنا أبو بكر بن أبي عاصم ، قال : حدثنا الحلواني .

                                                                          قالا : حدثنا إبراهيم بن خالد ، قال : حدثنا أبو وائل صنعاني مرادي ، قال : كنا جلوسا عند عروة بن محمد إذ دخل عليه رجل فكلمه بكلام أغضبه . قال : فلما أن غضب قام ثم عاد إلينا وقد توضأ . فقال : حدثني أبي عن جدي عطية - وقد كانت له صحبة - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن الغضب من الشيطان ، وإن الشيطان خلق من النار وإنما تطفأ النار بالماء ، فإذا غضب أحدكم فليتوضأ " .

                                                                          لفظ أحمد . رواه عن الحسن بن علي الحلواني ، فوافقناه فيه بعلو .

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية