الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          معلومات الكتاب

                                                                          تهذيب الكمال في أسماء الرجال

                                                                          المزي - جمال الدين أبو الحجاج المزي

                                                                          صفحة جزء
                                                                          [ ص: 334 ] 4230 - (خ د ت س فق) : عمر بن ذر بن عبد الله بن زرارة الهمداني المرهبي ، أبو ذر الكوفي .

                                                                          روى عن : أبيه ذر بن عبد الله الهمداني (خ ت س فق) ، وسعيد بن جبير ، وسعيد بن عبد الرحمن بن أبزى ، وشبيب أبي الرصافة الباهلي الشامي ، وأبي وائل شقيق بن سلمة ، وعطاء بن أبي رباح ، وعمر بن عبد العزيز ، والعيزار بن جرول الحضرمي ، ومجاهد بن جبر المكي (خ د ت) ، ويحيى بن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة ، ويزيد بن أمية (قد) ، ومعاذة العدوية .

                                                                          روى عنه : أبان بن تغلب وهو أكبر منه ، وإبراهيم بن بكر الشيباني ، وإسحاق بن يوسف الأزرق (فق) ، وحجاج بن محمد المصيصي (س) ، وحسين بن علي الجعفي ، وخالد بن [ ص: 335 ] عبد الرحمن الخراساني ، وخلاد بن يحيى السلمي (خ) ، وسفيان بن عيينة ، وأبو عاصم الضحاك بن مخلد ، وعبد الله بن إدريس ، وعبد الله بن بزيع الأنصاري ، وعبد الله بن داود الخريبي (قد) ، وعبد الله بن المبارك (خ) ، وعبد الرحمن بن مهدي ، وعبد الرحيم بن سليمان ، وعبد العزيز بن أبان القرشي ، وعلي بن مسهر ، وعمرو بن خالد الأعشى ، وأبو نعيم الفضل بن دكين (خ) ، وقطبة بن العلاء ، ومحمد بن صبيح ابن السماك ، ومحمد بن يوسف الفريابي ، ومروان بن معاوية الفزاري ، وأبو معاذ معروف بن حسان الضبي الخراساني ، وأبو المغيرة النضر بن إسماعيل البجلي ، وأبو حنيفة النعمان بن ثابت وهو من أقرانه ، ووكيع بن الجراح (خ د ت) ، ويحيى بن سعيد الأموي ، ويعلى بن عبيد الطنافسي (ت) ، ويونس بن بكر الشيباني (ت) ، وأبو سعيد المؤدب ، وأبو عامر العقدي ، وأبو معاوية الضرير .

                                                                          قال البخاري ، عن علي بن المديني : له نحو ثلاثين حديثا .

                                                                          وقال أحمد بن محمد بن يحيى بن سعيد : قال جدي يحيى بن سعيد : عمر بن ذر ثقة في الحديث ليس ينبغي أن يترك حديثه لرأي أخطأ فيه .

                                                                          وقال عباس الدوري ، وأبو بكر بن أبي خيثمة عن يحيى [ ص: 336 ] وكذلك قال النسائي ، والدارقطني .

                                                                          وقال أبو عبيد الآجري ، عن أبي داود : كان رأسا في الإرجاء ، وكان قد ذهب بصره .

                                                                          وقال العجلي : عمر بن ذر القاص كان ثقة بليغا ، وكان يرى الإرجاء ، وكان لين القول فيه .

                                                                          وقال أبو حاتم : كان صدوقا ، وكان مرجئا لا يحتج بحديثه ، هو مثل يونس بن أبي إسحاق .

                                                                          وقال في موضع آخر : كان رجلا صالحا محله الصدق .

                                                                          وقال يعقوب بن سفيان : حدثنا أبو عاصم عن عمر بن ذر : كوفي ثقة مرجئ .

                                                                          وقال عبد الرحمن بن يوسف بن خراش : كوفي صدوق من خيار الناس ، وكان مرجئا .

                                                                          وقال أبو الفتح الأزدي : حدثنا محمد بن عبدة القاضي ، قال : حدثنا علي بن المديني ، قال : قلت ليحيى بن سعيد : إن عبد الرحمن بن مهدي ، قال : أنا أترك من أهل الحديث كل من كان رأسا في بدعة . فضحك يحيى بن سعيد ، وقال : كيف تصنع [ ص: 337 ] بقتادة ؟ كيف تصنع بعمر بن ذر ؟ كيف تصنع بابن أبي رواد ؟ وعد يحيى قوما أمسكت عن ذكرهم . قال يحيى : إن ترك عبد الرحمن هذا الضرب ترك كثيرا .

                                                                          وقال مجاهد بن موسى ، عن ربعي بن إبراهيم : حدثني جار لنا يقال له : عمر ، أن بعض الخلفاء سأل عمر بن ذر عن القدر ، فقال : هاهنا شيء يشغل عن القدر ، قال : وما هو ؟ قال : ليلة صبيحتها يوم القيامة . قال : فبكى وبكى معه .

                                                                          وقال أبو بكر بن أبي خيثمة عن محمد بن زياد الرفاعي : سمعت عمي يقول : خرجت مع عمر بن ذر إلى مكة ، فكان إذا لبى لم يلب أحد من حسن صوته ، فلما أتى الحرم ، قال : ما زلنا نهبط حفرة ونصعد أكمة ونعلو شرفا ويبدو لنا علم حتى أتيناك بها : نقبة أخفافها ، دبرة ظهورها ، ذبلة أسنامها . فليس أعظم للمؤنة علينا إتعاب أبداننا ولا إنفاق ذات أيدينا ، ولكن أعظم للمؤنة أن نرجع بالخسران يا خير من نزل النازلون بفنائه .

                                                                          وقال أيضا عنه : حدثني عمي كثير بن محمد ، قال : سمعت عمر بن ذر يقول : اللهم إنا قد أطعناك في أحب الأشياء إليك أن تطاع فيه : في الإيمان بك والإقرار لك ، ولم نعصك في أبغض الأشياء أن تعصى فيه : في الكفر والجحد بك ، اللهم فاغفر لنا ما بينهما ، وقد قلت : وأقسموا بالله جهد أيمانهم لا يبعث الله من يموت ونحن نقسم بالله جهد أيماننا ليبعثن الله من يموت ، [ ص: 338 ] أفتراك تجمع بين أهل القسمين في دار واحدة ؟ وقال شعيب بن حرب : قال عمر بن ذر : يا أهل معاصي الله ، لا تغتروا بطول حلم الله عنكم ، واحذروا أسفه ، فإنه قال جل من قائل : فلما آسفونا انتقمنا منهم .

                                                                          وقال أبو مسعود الرياحي : قال عمر بن ذر : كل حزن يبلى إلا حزن التائب على ذنوبه .

                                                                          وقال إبراهيم بن بشار الرمادي ، عن سفيان بن عيينة : كان عمر بن ذر إذا قرأ مالك يوم الدين قال : يا لك من يوم ، ما أملأ ذكرك لقلوب الصادقين .

                                                                          وقال حامد بن يحيى البلخي ، عن سفيان بن عيينة : لما مات ذر بن عمر بن ذر قعد عمر بن ذر على شفير قبره وهو يقول : يا بني ، شغلني الحزن لك عن الحزن عليك ، فليت شعري ما قلت ، وما قيل لك ؟ اللهم ، إنك أمرته بطاعتك وأمرته ببري ، فقد وهبت له ما قد قصر فيه من حقي فهب له ما قصر فيه من حقك .

                                                                          وقال إسحاق بن منصور عن ابن السماك : لما دفن عمر بن ذر ابنه وقف على قبره ، فبكى ، قال : اللهم ، إني أشهدك أني تصدقت بما تثيبني عليه من مصيبتي فيه عليه . فأبكى من حضر ، ثم قال : شغلنا الحزن لك عن الحزن عليك ، ثم ولى وهو يقول : انطلقنا وتركناك ولو أقمنا ما نفعناك ، ولكن نستودعك أرحم [ ص: 339 ] الراحمين .

                                                                          قال قعنب بن المحرر : مات سنة خمسين ومائة .

                                                                          وقال أحمد بن صالح المصري عن أبي نعيم : مات سنة ثنتين وخمسين ومائة .

                                                                          وقال محمد بن سعد : قال محمد بن عبد الله الأسدي : توفي سنة ثلاث وخمسين ومائة في خلافة أبي جعفر ، وكان مرجئا ، فمات ، ولم يشهده سفيان الثوري ولا الحسن بن صالح بن حي ، وكان ثقة إن شاء الله كثير الحديث .

                                                                          وكذلك قال محمد بن عبد الله الحضرمي في تأريخ وفاته .

                                                                          وقال إسحاق بن سيار النصيبي ، عن أبي نعيم : مات سنة خمس وخمسين ومائة .

                                                                          وقال أحمد بن حنبل ، وابن عمه حنبل بن إسحاق ، وغير واحد عن أبي نعيم : مات سنة ست وخمسين ومائة .

                                                                          وكذلك قال عمرو بن علي ، وعثمان بن أبي شيبة ، وأبو عيسى الترمذي .

                                                                          وقال أبو عبيد القاسم بن سلام : مات سنة سبع وخمسين ومائة . [ ص: 340 ]

                                                                          روى له ابن ماجه في " التفسير " والباقون سوى مسلم .

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية