الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          معلومات الكتاب

                                                                          تهذيب الكمال في أسماء الرجال

                                                                          المزي - جمال الدين أبو الحجاج المزي

                                                                          صفحة جزء
                                                                          [ ص: 5 ] بسم الله الرحمن الرحيم

                                                                          4096 - (خ د ت س فق) : علي بن عبد الله بن جعفر بن نجيح السعدي ، أبو الحسن ابن المديني البصري مولى عروة بن عطية السعدي ، الإمام المبرز في هذا الشأن صاحب التصانيف الواسعة والمعرفة الباهرة .

                                                                          [ ص: 6 ] روى عن : أزهر بن سعد السمان (خ) ، وإسماعيل ابن علية (خ) ، والأسود بن عامر شاذان (عس) ، وأمية بن خالد ، وأبي ضمرة أنس بن عياض (خ) ، وبشار بن عيسى (س) ، وبشر بن السري (خ) ، وبشر بن المفضل (خ) ، وجرير بن عبد الحميد (خ) ، وجعفر بن سليمان الضبعي ، وحاتم بن وردان (خ) ، وحجاج بن محمد ، وحرمي بن عمارة بن أبي حفصة (خ) ، وحسان بن إبراهيم (خ) ، وأبي أسامة حماد بن أسامة (خ) ، وحماد بن زيد ، وخالد بن الحارث (خت) ، وزكريا بن يحيى بن عمارة الأنصاري (د) ، وزيد بن الحباب (ر) ، وسعيد بن عامر (خ) ، وسفيان بن عيينة (خ د ت) ، وشبابة بن سوار (خ) ، وأبي مصعب صالح بن عبيد اليماني (ي) ، وصفوان بن عيسى (بخ) ، وأبي عاصم الضحاك بن مخلد (خ) ، وعبد الله بن بكر السهمي ، وأبيه عبد الله بن جعفر المديني ، وعبد الله بن عيسى بن أبي هارون الشامي ، وعبد الله بن وهب ، وعبد الله بن يزيد المقرئ (خ) ، وعبد الأعلى بن عبد الأعلى (خ) ، وعبد الرحمن بن مهدي (خ فق) ، وعبد الرزاق بن همام (خ) ، وعبد الصمد بن عبد الوارث ، وعبد العزيز بن أبي حازم (خ) ، وعبد العزيز بن عبد الصمد العمي (خ) ، وعبد العزيز بن محمد الدراوردي (سي) ، وعبد الوارث بن سعيد ، وعبد الوهاب الثقفي ، وعبيد الله بن موسى ، وعفان بن مسلم ، وعلي بن عاصم ، وعمر بن طلحة بن علقمة بن وقاص الليثي (عخ) وأبي نعيم الفضل [ ص: 7 ] بن دكين ، والفضل بن عنبسة الواسطي (خ) ، وفضيل بن سليمان النميري (خ) ، وقريش بن أنس (ت) ، ومحمد بن بشر العبدي (خ د س) ومحمد بن جعفر غندر (خ) ، وأبي همام محمد بن الزبرقان (خ) ، ومحمد بن طلحة التيمي (س) ، ومحمد بن عبد الله الأنصاري (خ) ، ومحمد بن عبد الرحمن الطفاوي (خ) . ومرحوم بن عبد العزيز العطار (خ) ، ومروان بن معاوية (خ) ومعاذ بن معاذ (خ) ، ومعاذ بن هشام (خ) ، ومعاوية بن عبد الكريم الثقفي الضال ، ومعتمر بن سليمان (خ) ، ومعلى بن منصور الرازي ، ومعن بن عيسى (خ) ، وأبي النضر هاشم بن القاسم (خ) ، وهشام بن يوسف الصنعاني (خ) ، وهشيم بن بشير (خ) ، وأبي العباس الوليد بن غالب الغنوي الأعرابي صاحب الهروي ، والوليد بن مسلم (خ) ، ووهب بن جرير بن حازم (خ س) ، ويحيى بن آدم ، ويحيى بن سعيد القطان (خ د) ، ويزيد بن زريع (خ) ، ويزيد بن هارون (خ) ، ويعقوب بن إبراهيم بن سعد (خ) ، ويوسف بن يعقوب الماجشون (خ) ، ويونس بن محمد المؤدب ، وأبي بكر بن عياش (خ) ، وأبي بكر الحنفي (ر) ، وأبي داود الحفري ، وأبي داود الطيالسي ، وأبي صفوان الأموي (خ) ، وأبي عاصم العباداني ، وأبي عامر العقدي ، وأبي علي الحنفي ، وأبي معاوية الضرير (خ) ، وأبي هشام المخزومي (بخ) ، وأبي الوليد الطيالسي .

                                                                          روى عنه : البخاري (ت) ، وأبو داود ، وإبراهيم بن الحارث البغدادي (كد) وإبراهيم بن يعقوب الجوزجاني (س) ، وأحمد بن [ ص: 8 ] حنبل ، وهو من أقرانه وأبو يعلى أحمد بن علي بن المثنى الموصلي وأحمد بن منصور الرمادي وأحمد بن يحيى بن جابر البلاذري وإسماعيل بن إسحاق القاضي والحسن بن الصباح البزار (د) ، والحسن بن علي الخلال (د ت) ، والحسن بن علي المعمري وحماد بن إسحاق بن إسماعيل بن حماد بن زيد ، وحميد بن زنجويه (س) ، وحنبل بن إسحاق وأبو مزاحم سباع بن النضر السمرقندي (ت) ، وسفيان بن عيينة وهو من شيوخه ، وأبو داود سليمان بن سيف الحراني (س) ، وصالح بن أحمد بن حنبل وصالح بن محمد الأسدي الحافظ وعباس بن عبد العظيم العنبري (فق) وأبو شعيب عبد الله بن الحسن بن أحمد بن أبي شعيب الحراني وابنه عبد الله بن علي بن المديني وعبد الله بن محمد بن الحسن بن أيوب البغدادي الكاتب المعروف بالنبيل ، وهو آخر من حدث عنه . وعبد الله بن محمد بن العباس الضبي البصري وعبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي وأبو بكر عبد القدوس بن محمد الحبحابي العطار (ت) ، وأبو قلابة عبد الملك بن محمد الرقاشي وأبو عمر عبيد الله بن عثمان العثماني ، وعثمان بن محمد بن أبي شيبة وهو من أقرانه . وأبو غالب علي بن أحمد بن النضر الأزدي وعلي بن غالب بن سلام البتلهي الدمشقي وأبو خليفة الفضل بن الحباب الجمحي والفضل بن سهل الأعرج وأبو [ ص: 9 ] الحسن محمد بن أحمد بن البراء العبدي ، وأبو حاتم محمد بن إدريس الرازي ، ومحمد بن إسحاق الصاغاني ، ومحمد بن جعفر بن محمد ابن الإمام الدمياطي (س) ، ومحمد بن عبد الرحيم البزاز صاعقة ، ومحمد بن عبيد الله بن عبد العظيم القرشي (س) ، وأبو بكر محمد بن أبي عتاب الأعين (ت) ، ومحمد بن عثمان بن أبي شيبة ، ومحمد بن علي بن الفضيل المديني فستقة ، ومحمد بن عمرو بن نبهان بن صفوان الثقفي (ت) ، ومحمد بن محمد بن سليمان الباغندي ، ومحمد بن يحيى الذهلي (د) ، ومحمد بن يونس الكديمي ، ومعاذ بن معاذ وهو من شيوخه ، وهلال بن العلاء الرقي (عس) ، ويعقوب بن شيبة السدوسي .

                                                                          قال أبو حاتم الرازي : كان علي علما في الناس في معرفة الحديث والعلل ، وكان أحمد لا يسميه إنما يكنيه تبجيلا له ، وما سمعت أحمد سماه قط .

                                                                          وقال الحافظ أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت ، فيما أخبرنا يوسف بن يعقوب الشيباني ، عن زيد بن الحسن الكندي ، عن عبد الرحمن بن محمد الشيباني ، عنه : أخبرنا أبو سعد الماليني ، [ ص: 10 ] قال : أخبرنا عبد الله بن عدي الحافظ ، قال : حدثنا عبد الله بن محمد بن ناجية ، وعلي بن أحمد بن مروان ، ومحمد بن خالد بن يزيد البرذعي ، قالوا : حدثنا أبو رفاعة عبد الله بن محمد العدوي ، قال : حدثنا إبراهيم بن بشار ، قال : سمعت سفيان بن عيينة يقول : حدثني علي بن المديني عن أبي عاصم ، عن ابن جريج ، عن عمرو بن دينار ، فذكر حديثا ، ثم قال سفيان : تلومني على حب علي ، والله لقد كنت أتعلم منه أكثر مما يتعلم مني .

                                                                          وبه ، قال : أخبرني الحسن بن محمد الخلال ، قال : حدثنا أحمد بن إبراهيم ، قال : أخبرنا الحسين بن محمد بن عفير ، قال : حدثنا أحمد بن سنان ، قال : كان سفيان بن عيينة يقول لعلي بن المديني ، ويسميه حية الوادي : إذا استثبت سفيان أو سئل عن شيء يقول : لو كان حية الوادي .

                                                                          وبه ، قال : أخبرنا البرقاني ، قال : أخبرنا أبو بكر الإسماعيلي ، قال : حدثنا عبد الله بن محمد بن سيار الفرهياني ، قال : سمعت عباسا العنبري يقول : كان سفيان بن عيينة يسمي علي بن المديني حية الوادي .

                                                                          وبه ، قال : أخبرني الأزهري ، قال : أخبرني محمد بن المظفر ، قال : حدثنا عبد الرحمن بن أحمد بن محمد بن الحجاج بن رشدين ، قال : حدثنا محمد بن علي بن داود ، قال : سمعت محمد [ ص: 11 ] بن قدامة الجوهري ، قال : سمعت ابن عيينة يقول : إني لأرغب بنفسي عن مجالستكم منذ ستين سنة ، ولولا علي بن المديني ما جلست .

                                                                          وبه ، قال : أخبرنا محمد بن علي الفراء ، قال : أخبرنا أبو مسلم بن مهران ، قال : أخبرنا عبد المؤمن بن خلف النسفي ، قال : حدثنا أبو علي صالح بن محمد ، قال : حدثنا محمد بن قدامة ، قال : حدثنا خلف بن الوليد الجوهري ، قال : خرج علينا ابن عيينة يوما ومعنا علي بن المديني ، فقال : لولا علي لم أخرج إليكم .

                                                                          وبه ، قال : أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله المعدل ، قال : أخبرنا علي بن محمد بن أحمد المصري ، قال : حدثنا علي بن سعيد الرازي ، قال : سمعت ابن زنجلة يقول : كنا عند ابن عيينة وعنده رؤساء أصحاب الحديث ، فقال : الرجل الذي روينا عنه أربعة أحاديث الذي يحدث عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ فقال علي بن المديني : زياد بن علاقة . فقال ابن عيينة : زياد بن علاقة .



                                                                          وبه ، قال : أخبرنا أبو حازم عمر بن أحمد بن إبراهيم العبدوي بنيسابور ، قال : أخبرنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم السليطي ، قال : حدثنا إبراهيم بن علي الذهلي ، قال : حدثنا عبد الله بن أبي عمرو ، قال : قال حفص بن محبوب الخزاعي : [ ص: 12 ] كنت عند سفيان بن عيينة ومعنا علي بن المديني وابن الشاذكوني ، فلما قام - يعني : ابن المديني - ، قال - يعني سفيان بن عيينة - : إذا قامت الخيل لم يجلس مع الرجالة .

                                                                          وبه ، قال : حدثنا أبو حازم ، قال : حدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد الغطريفي ، قال : سمعت الساجي يقول : سمعت العباس بن عبد العظيم العنبري يقول : سمعت روح بن عبد المؤمن يقول : سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول : علي بن المديني أعلم الناس بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وخاصة بحديث ابن عيينة .

                                                                          وبه ، قال : أخبرنا أبو سعد الماليني ، قال : أخبرنا عبد الله بن عدي ، قال : حدثنا عبد الرحمن بن أبي قرصافة ، قال : حدثنا محمد بن علي بن داود ابن أخت غزال .

                                                                          (ح) : قال : وأخبرني الأزهري ، قال : حدثنا محمد بن المظفر ، قال : حدثنا عبد الرحمن بن أحمد بن محمد بن الحجاج ، قال : حدثنا محمد بن علي بن داود ، قال : سمعت عبيد الله بن عمر القواريري يقول : سمعت يحيى بن سعيد يقول : الناس يلوموني في قعودي مع علي ، وأنا أتعلم من علي أكثر مما يتعلم مني . ولفظ الحديث للماليني .

                                                                          وبه ، قال : أخبرنا أبو حازم العبدوي ، قال : حدثنا أبو أحمد الغطريفي ، قال : حدثنا زكريا الساجي إملاء قال : حدثنا صالح جزرة ، قال : حدثنا عبيد الله القواريري ، قال : سمعت يحيى القطان يقول : يلوموني في حب علي بن المديني ، وأنا أتعلم منه .

                                                                          [ ص: 13 ] وبه ، قال : أخبرنا البرقاني قال : أخبرنا أبو بكر الإسماعيلي قال : أخبرنا عبد الله بن محمد بن سيار قال : سمعت عباسا - يعني العنبري - يقول : كان يحيى بن سعيد القطان ربما قال : لا أحدث شهرا ، ولا أحدث كذا . فحدثني - ذكر رجلا من أصحاب الحديث نسيته - قال : بلغني أن يحيى حدثه - يعني لابن المديني - قبل انقضاء المدة التي كان ذكرها ، قال : فأتيت يحيى فقلت له : إنه بلغني أنك حدثت عليا ، ولم تنقض المدة التي ذكرت فقال : إني كلما قلت : لا أحدث إلى كذا استثنيت عليا ، ونحن نستفيد من علي أكثر مما يستفيد منا .



                                                                          وبه ، قال : قرأنا على الجوهري عن محمد بن العباس قال : حدثنا محمد بن القاسم الكوكبي قال : حدثنا إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد قال : سمعت يحيى بن معين يقول : علي بن المديني من أروى الناس عن يحيى بن سعيد ، إني أرى عنده أكثر من عشرة آلاف . قلت ليحيى : أكثر من مسدد ؟ قال : نعم . إن يحيى بن سعيد كان يكرمه ويدنيه ، وكان صديقه يعني عليا ، وكان علي يلزمه .

                                                                          وبه ، قال : أخبرنا البرقاني قال : أخبرنا أبو بكر الإسماعيلي قال : أخبرنا عبد الله بن محمد بن سيار قال : سمعت أبا قدامة يقول : سمعت علي بن المديني يقول : رأيت فيما [ ص: 14 ] يرى النائم كأن الثريا تدلت حتى تناولتها . قال أبو قدامة : فصدق الله رؤياه ; بلغ في الحديث مبلغا لم يبلغه أحد ، أو لم يبلغه كبير أحد .

                                                                          وبه ، قال : أخبرنا ابن الفضل ، قال : أخبرنا عبد الله بن جعفر بن درستويه ، قال : أخبرنا يعقوب بن سفيان ، قال : سمعت عبد الرحمن بن يعقوب بن أبي عباد القلزمي - وكان من أصحاب علي - يقول : جاءنا علي يوما ، فقال : رأيت في هذه الليلة كأني مددت يدي ، فتناولت أنجما من نجوم السماء . قال : فمضينا معه إلى بعض المعبرين ، فقص عليه ، فقال : يا هذا ، ستنال علما ، فانظر كيف تكون . فقال له بعض أصحابنا : لو نظرت في شيء من الفقه - كأنه يريد الرأي - فقال : إن اشتغلت بذاك انسلخت مما أنا فيه .



                                                                          وبه ، قال : حدثني محمد بن علي الصوري ، قال : سمعت عبد الغني بن سعيد الحافظ يقول : سمعت وليد بن القاسم يقول : سمعت أبا عبد الرحمن النسائي يقول : كأن الله عز وجل خلق علي بن المديني لهذا الشأن .

                                                                          وبه ، قال : أخبرنا ابن الفضل القطان ، قال : أخبرنا علي بن إبراهيم المستملي ، قال : أخبرنا أبو أحمد بن فارس ، قال : سمعت محمد بن إسماعيل البخاري يقول : سمعت أحمد بن سعيد الرباطي يقول : قال علي بن المديني : ما نظرت في كتاب شيخ فاحتجت إلى السؤال به عن غيري .

                                                                          وبه ، قال : أخبرنا البرقاني ، قال : أخبرنا أبو بكر [ ص: 15 ] الإسماعيلي قال : حدثنا عبد الله بن محمد بن سيار قال : سمعت عباسا العنبري يقول : كان علي بن المديني بلغ ما لو قضي له أن يتم على ذلك ، لعله كان يقدم على الحسن البصري . كان الناس يكتبون قيامه وقعوده ولباسه وكل شيء يقول ويفعل أو نحو هذا .

                                                                          وبه ، قال : أخبرنا ابن الفضل قال : أخبرنا عبد الله بن جعفر قال : أخبرنا يعقوب بن سفيان قال : حدثني أبو بشر بكر بن خلف قال : قدمت مكة ، وبها شاب حافظ ، وكان يذاكرني المسند بطرقها ، فقلت له : من أين لك هذا ؟ قال : أخبركم ، طلبت إلى علي أيام سفيان أن يحدثني بالمسند فقال : قد عرفت ، إنما تريد بما تطلب المذاكرة ; فإن ضمنت لي أنك تذاكر ولا تسميني فعلت . قال : فضمنت له واختلفت إليه ، فجعل يحدثني بذا الذي أذاكرك به حفظا . قال يعقوب : فذكرت هذا لبعض ولد جويرية بن أسماء ممن كان يلزم عليا ، فقال : سمعت عليا يقول : غبت عن البصرة في مخرجي إلى اليمن - أظنه ذكر ثلاث سنين - وأمي حية . فلما قدمت عليها جعلت تقول : يا بني ، فلان لك صديق وفلان لك عدو . قال : فقلت لها : من أين علمت يا أمه ؟ قالت : كان فلان وفلان ، فذكر فيهم يحيى بن سعيد يجيئون مسلمين فيعزوني ويقولون : اصبري . فلو قد قدم [ ص: 16 ] عليك سرك الله عز وجل بما ترين . فعلمت أن هؤلاء محبوك وأصدقاؤك ، وفلان وفلان إذا جاؤوا يقولون لي : اكتبي إليه وضيقي عليه وحرجي عليه ليقدم عليك ، هذا أو نحوه .

                                                                          قال : فأخبرني العباس بن عبد العظيم أو هذا الذي من ولد جويرية ، قال : قال علي : صنفت المسند على الطرق مستقصى ، وكتبته في قراطيس وصيرته في قمطر كبير ، وخلفته في المنزل ، وغبت هذه الغيبة . فلما قدمت ذهبت يوما لأطالع ما كنت كتبت ، قال : فحركت القمطر ، فإذا هو ثقيل رزين بخلاف ما كانت ففتحتها ، فإذا الأرضة قد خالطت الكتب ، فصار طينا ، فلم أنشط بعد لجمعه .

                                                                          وبه ، قال : أخبرنا أبو نعيم الحافظ ، قال : أخبرنا أبو حامد بن جبلة ، قال : حدثنا محمد بن إسحاق السراج ، قال : سمعت أبا يحيى يقول : كان علي بن المديني إذا قدم بغداد تصدر الحلقة ، وجاء يحيى ، وأحمد بن حنبل ، والمعيطي ، والناس يتناظرون ، فإذا اختلفوا في شيء تكلم فيه علي .

                                                                          وبه ، قال : أخبرنا أبو سعد الماليني ، قال : أخبرنا عبد الله بن عدي ، قال : حدثني محمد بن أحمد القومسي المستملي ، قال : سمعت محمد بن يزداد يقول : سمعت أحمد بن يوسف البحيري [ ص: 17 ] يقول : سمعت الأعين يقول : رأيت علي بن المديني مستلقيا ، وأحمد بن حنبل عن يمينه ، ويحيى بن معين عن يساره وهو يملي عليهما .

                                                                          وبه ، قال : أخبرنا الصيمري ، قال : أخبرنا علي بن الحسن الرازي ، قال : أخبرنا محمد بن الحسين الزعفراني ، قال : حدثنا أحمد بن زهير ، قال : سمعت يحيى بن معين يقول : كان علي بن المديني إذا قدم علينا أظهر السنة ، وإذا ذهب إلى البصرة أظهر التشيع .

                                                                          وبه ، قال : حدثني أبو القاسم عبد الله بن أحمد بن علي السوذرجاني  لفظا بأصبهان ، قال : سمعت أبا بكر بن المقرئ يقول : سمعت محمد بن الربيع بن سليمان الجيزي يقول : سمعت أبا أمية الطرسوسي يقول : سمعت علي بن المديني يقول : ربما أذكر الحديث في الليل فآمر الجارية تسرج السراج فأنظر فيه .

                                                                          وبه ، قال : أخبرنا أبو نعيم الحافظ ، قال : حدثنا إبراهيم بن محمد بن يحيى المزكي ، قال : حدثنا محمد بن إسحاق السراج ، قال : سمعت محمد بن يونس يقول : سمعت علي بن المديني يقول : تركت من حديثي مائة ألف حديث ، منها ثلاثون ألفا لعباد بن صهيب . [ ص: 18 ]

                                                                          وبه ، قال : أخبرنا أبو نعيم ، قال : حدثنا أبو حامد بن جبلة ، قال : حدثنا محمد بن إسحاق السراج ، قال : سمعت محمد بن إسماعيل البخاري ، وقلت له : ما تشتهي ؟ قال : أشتهي أن أقدم العراق ، وعلي بن عبد الله حي ، فأجالسه .

                                                                          وبه ، قال : أخبرنا أبو سعد الماليني ، قال : أخبرنا عبد الله بن عدي ، قال : سمعت الحسن بن الحسين البخاري يقول : سمعت إبراهيم بن معقل يقول : سمعت محمد بن إسماعيل البخاري يقول : ما استصغرت نفسي عند أحد إلا عند علي بن المديني .

                                                                          وبه ، قال : أخبرني أبو الوليد الحسن بن محمد بن علي الدربندي ، قال : حدثنا محمد بن أحمد بن محمد بن سليمان الحافظ ببخارا ، قال : حدثنا أبو عبيدة أسامة بن محمد بن الليث الكندي ، قال : حدثنا محمد بن سعد بن محمود ، قال : سمعت الحسين بن أبي حماد السجستاني يقول : سمعت العباس بن سورة يقول : سئل يحيى عن علي بن المديني وعن الحميدي أيهما أعلم ؟ فقال : ينبغي للحميدي أن يكتب عن آخر عن علي بن المديني .

                                                                          وبه ، قال : أخبرنا العتيقي ، قال : أخبرنا محمد بن عدي البصري في كتابه ، قال : أخبرنا أبو عبيد محمد بن علي الآجري ، قال : قيل لأبي داود : علي أعلم أم أحمد ؟ قال : علي أعلم [ ص: 19 ] باختلاف الحديث من أحمد .



                                                                          وبه ، قال : أخبرنا البرقاني ، قال : أخبرنا أبو بكر الإسماعيلي ، قال : سئل الفرهياني عن يحيى ، وعلي ، وأحمد ، وأبي خيثمة ، فقال : أما علي فأعلمهم بالحديث والعلل ، ويحيى أعلمهم بالرجال ، وأحمد أعلمهم بالفقه ، وأبو خيثمة من النبلاء .



                                                                          وبه ، قال : أخبرنا محمد بن علي المقرئ ، قال : أخبرنا أبو مسلم بن مهران ، قال : أخبرنا عبد المؤمن بن خلف النسفي ، قال : سألت أبا علي صالح بن محمد ، قلت : يحيى بن معين هل يحفظ ؟ قال : لا ، إنما كان عنده معرفة . قلت لأبي علي : فعلي بن المديني كان يحفظ ؟ قال : نعم ، ويعرف .

                                                                          وبه ، قال : أخبرنا أبو الوليد الدربندي ، قال : حدثنا محمد بن أحمد بن محمد بن سليمان الحافظ ، قال : حدثنا أبو بكر محمد بن حفص بن أسلم ، قال : حدثنا أبو الحسين محمد بن طالب بن علي النسفي ، قال : سمعت صالح بن محمد يقول : أعلم من أدركت بالحديث وعلله علي بن المديني ، وأفقههم في الحديث أحمد بن حنبل ، وأقهرهم بالحديث سليمان الشاذكوني .

                                                                          وبه ، قال : أخبرنا العتيقي ، قال : أخبرنا محمد بن عدي [ ص: 20 ] البصري في كتابه ، قال : حدثنا أبو عبيد محمد بن علي الآجري ، قال : سمعت أبا داود يقول : علي بن المديني خير من عشرة آلاف مثل الشاذكوني .



                                                                          وبه ، قال : قرأت على ابن الفضل عن دعلج بن أحمد بن محمد بن الأزهر ، قال : حدثني عبد الله بن أبي زياد القطواني ، قال : سمعت أبا عبيد القاسم بن سلام ، قال : انتهى العلم إلى أربعة : أبو بكر بن أبي شيبة أسردهم له ، وأحمد بن حنبل أفقههم فيه ، وعلي بن المديني أعلمهم به ، ويحيى بن معين أكتبهم له .

                                                                          وبه ، قال : أخبرنا محمد بن علي المقرئ ، قال : أخبرنا أبو مسلم بن مهران ، قال : أخبرنا عبد المؤمن بن خلف ، قال : سمعت أبا علي صالح بن محمد يقول : سمعت إبراهيم بن محمد بن عرعرة يقول : سمعت يحيى بن سعيد القطان يقول لعلي بن المديني : ويحك يا علي ، إني أراك تتبع الحديث تتبعا لا أحسبك تموت حتى تبتلى .

                                                                          وبه ، قال : أخبرنا عبد الملك بن محمد بن عبد الله الواعظ ، قال : حدثنا أحمد بن إسحاق بن نيخاب الطيبي ، قال : حدثنا أحمد بن محمد بن ساكن ، قال : حدثنا أزهر بن جميل الشطي ، وكتبه عني أبو حاتم ، قال : كنا عند يحيى - يعني القطان - أنا [ ص: 21 ] وعبد الرحمن وسفيان الرأس وعلي بن المديني وغيرهم إذ جاء عبد الرحمن بن مهدي منتقع اللون أشعث ، فسلم ، فقال له يحيى : ما حالك يا أبا سعيد ؟ قال : خير . قال : على ذاك . قال : رأيت البارحة في المنام كأن قوما من أصحابنا قد نكسوا . قال علي بن المديني : يا أبا سعيد ، هو خير ، قال الله تعالى : ومن نعمره ننكسه في الخلق فقال عبد الرحمن : اسكت ، فوالله إنك لفي القوم !

                                                                          وبه ، قال : أخبرنا عبد الملك قال : أخبرنا ابن نيخاب ، قال : حدثنا أحمد بن محمد بن ساكن ، قال : حدثني الأثرم ، قال : سمعت الأصمعي وهو يقول لعلي بن المديني : والله يا علي لتتركن الإسلام وراء ظهرك .

                                                                          وبه ، قال : قرأت على الحسن بن أبي بكر ، عن أحمد بن كامل القاضي ، قال : حدثنا أبو عبد الله غلام الخليل ، عن العباس بن عبد العظيم العنبري ، قال : دخلت على علي بن المديني يوما فرأيته واجما مغموما ، فقلت : ما شأنك ؟ قال : رؤيا رأيتها ، قال : قلت : وما هي ؟ قال : رأيت كأني أخطب على منبر داود النبي صلى الله عليه وسلم .

                                                                          قال : فقلت : خيرا رأيت ، إنك تخطب على منبر نبي . فقال : لو رأيت كأني أخطب على منبر أيوب كان خيرا لي ; لأن أيوب بلي في بدنه ، وداود فتن في دينه ، فأخشى أن أفتن في ديني . فكان [ ص: 22 ] منه ما كان .

                                                                          قال الحافظ أبو بكر : يعني أنه أجاب لما امتحن إلى القول بخلق القرآن .

                                                                          وبه ، قال : أخبرني الحسين بن علي الصيمري ، قال : حدثنا محمد بن عمران المرزباني ، قال : أخبرني محمد بن يحيى ، قال : حدثنا الحسين بن محمد بن فهم ، قال : حدثني أبي ، قال : قال ابن أبي دؤاد للمعتصم : يا أمير المؤمنين ، هذا - يعني أحمد بن حنبل - يزعم أن الله تعالى يرى في الآخرة ، والعين لا تقع إلا على محدود ، والله تعالى لا يحد . فقال له المعتصم : ما عندك في هذا ؟ فقال : يا أمير المؤمنين ، عندي ما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم . قال : وما قال عليه السلام ؟ قال : حدثني محمد بن جعفر غندر ، قال : حدثنا شعبة ، عن إسماعيل بن أبي خالد ، عن قيس بن أبي حازم ، عن جرير بن عبد الله البجلي ، قال : كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في ليلة أربع عشرة من الشهر ، فنظر إلى البدر ، فقال : " أما إنكم سترون ربكم عز وجل كما ترون هذا البدر لا تضامون في رؤيته " فقال لأحمد بن أبي دؤاد : ما عندك في هذا ؟ قال : أنظر في إسناد هذا الحديث ، وكان هذا في أول يوم ثم انصرف ، فوجه ابن أبي دؤاد إلى علي بن المديني ، وهو ببغداد مملق ما يقدر على درهم [ ص: 23 ] فأحضره ، فما كلمه بشيء حتى وصله بعشرة آلاف درهم ، وقال : هذه وصلك بها أمير المؤمنين وأمر أن يدفع إليه جميع ما استحق من أرزاقه ، وكان له رزق سنتين ، ثم قال له : يا أبا الحسن حديث جرير بن عبد الله في الرؤية ما هو ؟ فقال : صحيح .

                                                                          قال : فهل عندك فيه شيء ؟ قال : يعفيني القاضي من هذا . فقال : يا أبا الحسن ، هذه حاجة الدهر . ثم أمر له بثياب وطيب ومركب بسرجه ولجامه ، ولم يزل حتى قال : في هذا الإسناد من لا يعمل عليه ، ولا على ما يرويه ، وهو قيس بن أبي حازم ، إنما كان أعرابيا بوالا على عقبيه . فقبل ابن أبي دؤاد ابن المديني واعتنقه . فلما كان الغد ، وحضروا ، قال ابن أبي دؤاد : يا أمير المؤمنين ، يحتج في الرؤية بحديث جرير ، وإنما رواه عنه قيس بن أبي حازم ، وهو أعرابي بوال على عقبيه ؟ قال : فقال أحمد بن حنبل بعد ذلك : فحين أطلع لي هذا علمت أنه من عمل علي بن المديني ، فكان هذا وأشباهه من أوكد الأمور في ضربه .

                                                                          قال الحافظ أبو بكر : أما ما حكي عن علي بن المديني في هذا الخبر من أن قيس بن أبي حازم لا يعمل على ما يرويه ; لكونه أعرابيا بوالا على عقبيه فهو باطل .

                                                                          وقد نزه الله عليا عن قول ذلك ; لأن أهل الأثر وفيهم علي مجمعون على الاحتجاج برواية قيس بن أبي حازم وتصحيحها ، إذ كان من كبراء تابعي أهل الكوفة ، وليس في التابعين من أدرك العشرة المقدمين ، وروى عنهم غيره ، مع روايته عن خلق من الصحابة سوى العشرة . ولم يحك [ ص: 24 ] أحد ممن ساق محنة أبي عبد الله أحمد بن حنبل أنه نوظر في حديث الرؤية ، فإن كان هذا الخبر المحكي عن ابن فهم محفوظا فأحسب أن ابن أبي دؤاد تكلم في قيس بن أبي حازم بما ذكر في الخبر ، وعزا ذلك إلى علي بن المديني ، والله أعلم .

                                                                          وقد ذكر علي بن المديني قيس بن أبي حازم ، وقال - ما أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله المعدل قال : أخبرنا عثمان بن أحمد الدقاق قال : قرئ على محمد بن أحمد بن البراء وأنا حاضر - قال : قال علي بن المديني : قيس بن أبي حازم سمع من أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وسعد بن أبي وقاص والزبير وطلحة بن عبيد الله وأبي شهم وجرير بن عبد الله البجلي وأبي مسعود البدري وخباب بن الأرت والمغيرة بن شعبة ومرداس مالك الأسلمي والمستورد بن شداد الفهري ودكين بن سعيد المزني ومعاوية بن أبي سفيان وعمرو بن العاص وأبي سفيان بن حرب وخالد بن الوليد وحذيفة بن اليمان وعبد الله بن مسعود وسعيد بن زيد وأبي جحيفة . قيل لعلي : هؤلاء كلهم سمع منهم قيس بن أبي حازم سماعا ؟ قال : نعم ، سمع منهم سماعا ، ولولا ذلك لم نعده له سماعا . قيل : شهد الجمل ؟ قال : لا ، وكان عثمانيا . قال : وروى أيضا عن أبي هريرة وعن قيس بن [ ص: 25 ] فهد ، وروى عن بلال ولم يلقه ، وعن الصنابح بن الأعسر الأحمسي .

                                                                          وروى عن عقبة بن عامر ولا أدري سمع منه أم لا ، وقال : رأيت أسماء بنت أبي بكر . وأبوه أبو حازم ، واسم أبي حازم عوف بن عبد الحارث .

                                                                          وروى عن عمار ، واختلفوا عن ابن أبي خالد فيه ، فقال بعضهم : عن ابن أبي خالد عن يحيى بن عابس : قال عمار : ادفنوني في ثيابي ، وقال بعضهم عن إسماعيل عن قيس عن عمار : ادفنوني في ثيابي .

                                                                          وبه ، قال : أخبرنا العتيقي ، قال : أخبرنا محمد بن عدي البصري في كتابه ، قال : حدثنا أبو عبيد محمد بن علي الآجري ، قال : سمعت أبا داود يقول : أجود التابعين إسنادا قيس بن أبي حازم ، روى عن تسعة من العشرة ولم يرو عن عبد الرحمن بن عوف .



                                                                          قال أبو بكر الحافظ : والذي يحكى عن علي بن المديني أنه روى لابن أبي دؤاد حديثا عن الوليد بن مسلم في القرآن كان الوليد أخطأ في لفظة منه ، وكان أحمد بن حنبل ينكر على علي رواية ذلك الحديث .

                                                                          وبه ، قال : أخبرنا البرقاني ، قال : أخبرنا أبو أحمد الحسين بن علي التميمي ، قال : حدثنا أبو عوانة يعقوب بن إسحاق الإسفراييني ، قال : حدثنا أبو بكر الأثرم قال : قلت لأبي عبد الله : إن علي بن المديني حدث عن الوليد بن مسلم حديث عمر " كلوه إلى خالقه " فقال : هذا كذب ، ثم قال : هذا كتبناه عن الوليد ، [ ص: 26 ] إنما هو " فكلوه إلى عالمه " . هذا كذب .

                                                                          قال الحافظ أبو بكر : وهذه اللفظة التي حكيت عن علي بن المديني قد روي عنه غيرها ، والحديث قد أخبرنيه أبو طالب محمد بن الحسين بن أحمد بن بكير ، قال : أخبرنا مخلد بن جعفر الدقاق قال : حدثنا محمد بن طاهر بن أبي الدميك ، قال : حدثنا علي بن عبد الله المديني قال : حدثنا الوليد بن مسلم قال : حدثنا الأوزاعي قال : حدثنا الزهري قال : حدثني أنس بن مالك قال : بينما عمر جالس في أصحابه إذ تلا هذه الآية فأنبتنا فيها حبا وعنبا وقضبا وزيتونا ونخلا وحدائق غلبا وفاكهة وأبا ثم قال : هذا كله قد عرفناه ; فما الأب ؟ قال : وفي يده عصية يضرب بها الأرض ، فقال : هذا لعمر الله التكلف ، فخذوا أيها الناس بما بين لكم فاعملوا به ، وما لم تعرفوه فكلوه إلى ربه .



                                                                          وبه ، قال : أخبرنا أبو طالب عمر بن إبراهيم الفقيه قال : أخبرنا عيسى بن حامد القاضي قال : حدثنا أبو بكر أحمد بن محمد الصيدلاني قال : حدثنا أبو بكر المروذي قال : قلت لأبي عبد الله أحمد بن حنبل : إن علي بن المديني يحدث عن الوليد بن مسلم عن الأوزاعي عن الزهري عن أنس عن عمر " كلوه إلى خالقه " فقال أبو عبد الله : كذب . حدثنا الوليد بن مسلم مرتين ، ما هو هكذا ، إنما هو " كلوه إلى عالمه " . قلت لأبي عبد الله : إن [ ص: 27 ] عباسا العنبري ، قال : لما حدث به بالعسكر قلت لعلي بن المديني : إنهم قد أنكروه عليك ، فقال : حدثتكم به بالبصرة ، وذكر أن الوليد أخطأ فيه . فغضب أبو عبد الله ، وقال : فنعم ، قد علم - يعني علي بن المديني - أن الوليد أخطأ فيه ، فلم أراد أن يحدثهم به ، يعطيهم الخطأ ؟ وكذبه أبو عبد الله .

                                                                          قال أبو بكر : وسمعت رجلا من أهل العسكر يقول لأبي عبد الله : علي بن المديني يقرئك السلام ، فسكت .

                                                                          قال أبو بكر : قلت لأبي عبد الله ، قال لي عباس العنبري : قال لي علي بن المديني وذكر رجلا ، فتكلم فيه ، فقلت : إنهم لا يقبلون منك ، إنما يقبلون من أحمد بن حنبل . قال : قوي أحمد على السوط وأنا لا أقوى .



                                                                          وبه ، قال : أخبرني الحسين بن علي الصيمري ، وأحمد بن علي التوزي ، قالا : أخبرنا محمد بن عمران بن موسى ، قال : أخبرني أبو بكر الجرجاني ، قال : حدثنا أبو العيناء قال : دخل علي بن المديني إلى أحمد بن أبي دؤاد بعد أن جرى من محنة أحمد بن حنبل ما جرى فناوله رقعة وقال : هذه طرحت في داري ، فقرأها فإذا فيها :


                                                                          يابن المديني الذي شرعت له دنيا فجاد بدينه لينالها     ماذا دعاك إلى اعتقاد مقالة
                                                                          قد كان عندك كافرا من قالها [ ص: 28 ]     أمر بدا لك رشده فقبلته
                                                                          أم زهرة الدنيا أردت نوالها؟     فلقد عهدتك - لا أبا لك - مرة
                                                                          صعب المقادة للتي تدعى لها     إن الحريب لمن يصاب بدينه
                                                                          لا من يرزى ناقة وفصالها



                                                                          فقال له أحمد : هذا بعض شراد هذا الوثن ، يعني : ابن الزيات ، وقد هجى خيار الناس ، فما هدم الهجاء حقا ولا بنى باطلا ، وقد قمت وقمنا من حق الله عز وجل بما يصغر قدر الدنيا عند كبير ثوابه . ثم دعا له بخمسة آلاف درهم ، فقال : اصرف هذه في نفقاتك وصدقاتك .

                                                                          وبه ، قال : أخبرنا البرقاني ، قال : حدثني محمد بن أحمد بن محمد الأدمي ، قال : حدثنا محمد بن علي الإيادي ، قال : حدثنا زكريا بن يحيى الساجي ، قال : قدم علي بن المديني البصرة ، فصار إليه بندار ، فجعل يقول : قال أبو عبد الله ، قال أبو عبد الله ، فقال له بندار على رؤوس الملأ : من أبو عبد الله ؟ أحمد بن حنبل ؟ قال : لا ، أحمد بن أبي دؤاد ، قال بندار : عند الله أحتسب خطئي ، ينتبه على هذا ؟ ! وغضب وقام .



                                                                          وبه ، قال : أخبرني علي بن أحمد الرزاز ، قال : حدثنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي ، قال : كان عند إبراهيم الحربي [ ص: 29 ] قمطر من حديث علي بن المديني ، وما كان يحدث به ، فقيل له : لم لا تحدث عنه ؟ قال : لقيته يوما ، وبيده نعله وثيابه في فمه ، فقلت : إلى أين ؟ فقال : ألحق الصلاة خلف أبي عبد الله . فظننته يعني أحمد بن حنبل ، فقلت : من أبو عبد الله ؟ قال : أبو عبد الله بن أبي دؤاد ، فقلت : والله لا حدثت عنك بحرف .

                                                                          وبه ، قال : حدثنا العتيقي ، قال : حدثنا محمد بن العباس ، قال : حدثنا أبو أيوب سليمان بن إسحاق الجلاب .

                                                                          (ح) : قال : وأخبرني إبراهيم بن عمر البرمكي ، قال : حدثني عبيد الله بن محمد بن محمد بن حمدان العكبري ، قال : حدثنا محمد بن أيوب بن المعافى . قالا : قيل لأبي إسحاق إبراهيم بن إسحاق الحربي : أكان علي بن المديني يتهم بشيء من الكذب ؟ فقال : لا ، إنما كان يحدث بحديث فزاد في خبره كلمة ليرضي بها ابن أبي دؤاد . قالا : وسئل إبراهيم ، فقيل له : كان يتكلم علي بن المديني في أحمد بن حنبل ؟ فقال : لا ، إنما كان إذا رأى في كتاب حديثا عن أحمد ، قال : اضرب على هذا ليرضي ابن أبي دؤاد . وكان قد سمع من أحمد ، وكان في كتابه : سمعت أحمد ، وقال أحمد ، وحدثنا أحمد ، وكان ابن أبي دؤاد إذا رأى في كتابه حديثا عن الأصمعي ، قال : اضرب على هذا ليرضي نفسه بذلك .

                                                                          وبه ، قال : أخبرنا البرقاني ، قال : أخبرنا محمد بن عبد الله بن  خميرويه الهروي ، قال : أخبرنا الحسين بن إدريس ، قال : قال [ ص: 30 ] ابن عمار : قال لي ابن المديني : ما يمنعك أن تكفرهم - يعني الجهمية ؟ - قال : وكنت أنا أولا أمتنع أن أكفرهم حتى قال ابن المديني ما قال ، فلما أجاب إلى المحنة كتبت إليه كتابا أذكره الله عز وجل ، وأذكره ما قال لي في تكفيرهم . قال : فقال ابن المديني ، أو قال : أخبرني رجل عنه أنه بكى حين قرأ كتابي . قال : ثم رأيته بعد فقلت له ، فقال : ما في قلبي مما قلت وأجبت إليه شيء ، ولكني خفت أن أقتل . قال : وتعلم ضعفي ، أني لو ضربت سوطا واحدا لمت ، أو قال شيئا نحو هذا .

                                                                          قال ابن عمار : ودفع عني ابن أبي دؤاد امتحانه إياي من قبل ابن المديني ، شفع إلى ابن أبي دؤاد ، ودفع عن غير واحد من أهل الموصل من أهلي . قال ابن عمار : ما أجاب إلى ما أجاب ديانة إلا خوفا .

                                                                          وبه ، قال : أخبرني محمد بن أحمد بن يعقوب قال : أخبرنا محمد بن نعيم الضبي قال : أخبرت عن أبي الحسن محمد بن أحمد بن زهير قال : سمعت علي بن سلمة يقول : سمعت علي بن الحسين بن الوليد يقول : حين ودعت علي بن عبد الله بن جعفر قال : بلغ أصحابك عني أن القوم كفار ضلال ، ولم أجد بدا من متابعتهم لأني حبست في بيت مظلم ثمانية أشهر وفي رجلي قيد ثمانية أمناء حتى خفت على بصري . فإن قالوا : يأخذ [ ص: 31 ] منهم ، فقد سبقت إلى ذاك ، قد أخذ من هو خير مني .

                                                                          وبه ، قال : أخبرنا أبو سعد الماليني ، قال : أخبرنا عبد الله بن عدي ، قال : سمعت مسدد بن أبي يوسف القلوسي : سمعت أبي يقول : قلت لعلي بن المديني : مثلك في علمك تجيب إلى ما أجبت إليه ؟ فقال لي : يا أبا يوسف ما أهون عليك السيف .

                                                                          وبه ، قال : أخبرنا الجوهري ، قال : أخبرنا محمد بن العباس ، قال : حدثنا محمد بن القاسم الكوكبي ، قال : حدثنا إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد ، قال : سمعت يحيى بن معين ، وذكر عنده علي بن المديني فحملوا عليه ، فقلت ليحيى : يا أبا زكريا ، ما علي عند الناس إلا مرتد . فقال : ما هو بمرتد ، هو على إسلامه ، رجل خاف فقال ، ما عليه ؟

                                                                          وبه ، قال : أخبرني محمد بن علي المقرئ ، قال : أخبرنا محمد بن عبد الله النيسابوري ، قال : سمعت أبا عبد الله محمد بن يعقوب الحافظ يذكر فضل علي بن المديني وتقدمه وتبحره في هذا العلم ، فقال له بعض أصحابنا : قد تكلم فيه عمرو بن علي . فقال : والله لو وجدت قوة لخرجت إلى البصرة فبلت على قبر عمرو بن علي !

                                                                          وبه ، قال : أخبرنا أبو نعيم الحافظ ، قال : حدثنا موسى بن إبراهيم بن النضر العطار ، قال : أخبرنا محمد بن عثمان بن أبي [ ص: 32 ] شيبة ، قال : سمعت عليا على المنبر يقول : من زعم أن القرآن مخلوق فهو كافر ، ومن زعم أن الله لا يرى فهو كافر ، ومن زعم أن الله لم يكلم موسى على الحقيقة فهو كافر .

                                                                          وبه ، قال : أخبرنا البرقاني ، قال : أخبرنا محمد بن العباس الخزاز ، قال : حدثنا محمد بن مخلد ، قال : حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة ، قال : سمعت علي بن المديني يقول قبل أن يموت بشهرين : القرآن كلام الله غير مخلوق ومن قال : مخلوق - فهو كافر .

                                                                          وبه ، قال : أخبرني أبو بكر أحمد بن محمد بن عبد الواحد المنكدري ، قال : حدثنا محمد بن عبد الله بن محمد الحافظ بنيسابور ، قال : سمعت أبا الحسن أحمد بن محمد بن عبد الله العنزي يقول : سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول : سمعت علي بن المديني يقول : هو كفر ، يعني من قال : القرآن مخلوق .

                                                                          وبه ، قال : أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق ، قال : أخبرنا أحمد بن إسحاق بن وهب البندار ، قال : أخبرنا أبو غالب علي بن أحمد بن النضر ، قال : سنة إحدى وستين ومائة فيها ولد علي بن المديني . قال الحافظ أبو بكر : وكان مولده بالبصرة .

                                                                          وبه ، قال : أخبرنا ابن الفضل ، قال : أخبرنا جعفر الخلدي ، قال : حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي ، قال : سنة أربع وثلاثين ومائتين فيها مات علي بن عبد الله المديني . [ ص: 33 ] وبه ، قال : أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق قال : أخبرنا عثمان بن أحمد الدقاق قال : حدثنا حنبل بن إسحاق قال : ومات علي بن المديني ، وأقدمه المتوكل إلى ها هنا ، ورجع إلى البصرة ، فمات سنة أربع وثلاثين ومائتين . قال الحافظ أبو بكر : بسر من رأى مات لا بالبصرة .

                                                                          وبه ، قال : أخبرنا العتيقي قال : أخبرنا محمد بن المظفر قال : قال البغوي : مات علي بن المديني بسامراء سنة أربع وثلاثين ومائتين ، وقد كتبت عنه .

                                                                          وبه ، قال : أخبرنا الأزهري قال : أخبرنا علي بن عمر الحافظ قال : حدثنا عبد الله بن إسحاق الخراساني قال : حدثنا الحارث بن محمد قال سنة أربع وثلاثين ومائتين فيها مات علي بن المديني بسر من رأى في ذي القعدة .

                                                                          وبه ، قال : أخبرنا ابن الفضل قال : أخبرنا علي بن إبراهيم المستملي قال : حدثنا أبو أحمد بن فارس قال : حدثنا البخاري قال : مات علي بن عبد الله بن جعفر بن نجيح أبو الحسن سنة أربع وثلاثين ومائتين يوم الاثنين ليومين بقيا من ذي القعدة .

                                                                          وبه ، قال : أخبرنا ابن الفضل قال : أخبرنا عبد الله بن [ ص: 34 ] جعفر ، قال : حدثنا يعقوب بن سفيان ، قال : سنة خمس وثلاثين ومائتين فيها مات علي بن المديني ، وأبو بكر بن أبي شيبة .

                                                                          وبه ، قال : أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق ، قال : أخبرنا أحمد بن عيسى بن الهيثم التمار ، قال : حدثنا عبيد بن محمد بن خلف البزاز ، قال : مات علي بن المديني سنة خمس وثلاثين ومائتين .

                                                                          قال الحافظ أبو بكر : والقول الأول أصح ، والله أعلم .

                                                                          وقال الحافظ أبو بكر في موضع آخر : حدث عنه سفيان بن عيينة ، وعبد الله بن محمد بن الحسن الكاتب ، وبين وفاتيهما مائة وثمان وعشرون سنة . [ ص: 35 ] وروى له الترمذي ، والنسائي ، وابن ماجه في " التفسير " .

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية