الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          صفحة جزء
                                                                          4017 (ع) : علقمة بن قيس بن عبد الله بن مالك بن [ ص: 301 ] علقمة بن سلامان بن كهل : ويقال : ابن كهيل بن بكر بن عوف ، ويقال ابن المنتشر بن النخع النخعي ، أبو شبل الكوفي ، عم الأسود بن يزيد ، وعبد الرحمن بن يزيد ، وخال إبراهيم النخعي ، ولد في حياة النبي صلى الله عليه وسلم .

                                                                          روى عن : حذيفة بن اليمان ، وخالد بن الوليد (س) ، وخباب بن الأرت ، وسعد بن أبي وقاص (د س) ، وسلمان الفارسي ، وسلمة بن يزيد الجعفي (قد س) ، وشريح بن أرطاة النخعي (س) ، وعبد الله بن مسعود (ع) ، وعثمان بن عفان (م س) ، وعلي بن أبي طالب (عس) ، وعمار بن ياسر ، وعمر بن الخطاب (ت س) ، وقرثع الضبي (س) ، وقيس بن مروان الجعفي (س) ، ومعقل بن سنان الأشجعي (4) ، وأبو بكر الصديق ، وأبي الدرداء (خ م ت س) ، وأبي مسعود الأنصاري (م س ق) ، وأبي موسى الأشعري ، وعائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم (خ م د ت س) .

                                                                          [ ص: 302 ] روى عنه : إبراهيم بن سويد النخعي (م د س) ، وابن أخته إبراهيم بن يزيد النخعي (ع) ، وبشر بن عروة النخعي ، والحسن العرني ، وأبو ظبيان حصين بن جندب الجنبي ، ورياح أبو المثنى ، وسلمة بن كهيل (س) ، وأبو وائل شقيق بن سلمة (م) ، وعامر الشعبي (م د ت س) ، وأبو الزناد عبد الله بن ذكوان مرسل ، وأبو معمر عبد الله بن سخبرة ، وأبو قيس عبد الرحمن بن ثروان الأودي ، وعبد الرحمن بن عوسجة ، وابن أخيه عبد الرحمن بن يزيد (د ت س) ، وعبيد بن نضيلة ، وعمارة بن عمير ، وأبو إسحاق عمرو بن عبد الله السبيعي (س ق) ، وقيل لم يسمع منه ، والقاسم بن مخيمرة (د) ، وقيس بن رومي ، ومحمد بن سيرين ، ومرة الهمداني ، وأبو الضحى مسلم بن صبيح ، والمسيب بن رافع ، وهني بن نويرة الضبي (د ق) ، ويحيى بن وثاب ، وقرأ عليه القرآن ، ويزيد بن أوس ، ويزيد بن معاوية النخعي ، وأبو الرقاد النخعي (عس) .

                                                                          قال مغيرة عن إبراهيم : كنى عبد الله علقمة أبا شبل ، وكان علقمة عقيما لا يولد له .

                                                                          وقال الأعمش عن إبراهيم : قال علقمة : ما حفظت وأنا شاب وكأني أنظر إليه في قرطاس أو رقعة .

                                                                          وقال أبو طالب : قلت لأحمد : علقمة بن قيس ؟ فقال : ثقة ، من أهل الخير .

                                                                          [ ص: 303 ] وقال إسحاق بن منصور عن يحيى بن معين : ثقة .

                                                                          وقال عثمان بن سعيد : قلت ليحيى بن معين : فعلقمة أحب إليك عن عبد الله أو عبيدة عن عبد الله ؟ يعني : فلم يخير .

                                                                          قال عثمان بن سعيد : كلاهما ثقتان وعلقمة أعلم بعبد الله .

                                                                          وقال علي بن المديني : لم يكن من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أحد له أصحاب حفظوا عنه ، وقاموا بقوله في الفقه إلا ثلاثة : زيد بن ثابت ، وعبد الله بن مسعود ، وابن عباس ، وأعلم الناس بعبد الله علقمة ، والأسود ، وعبيدة ، والحارث .

                                                                          وقال زائدة عن أبي حمزة : قلت لرياح بن المثنى : أليس قد رأيت عبد الله ؟ قال : بلى ، وحججت مع عمر أمير المؤمنين ثلاث حجات ، وأنا رجل ، قال : وكان عبد الله وعلقمة يصفان الناس صفين عند أبواب كندة فيقرئ عبد الله رجلا ويقرئ علقمة رجلا ، فإذا فرغا تذاكرا أبواب المناسك ، وأبواب الحلال والحرام ، فإذا رأيت علقمة ، فلا يضرك أن لا ترى عبد الله أشبه الناس به سمتا وهديا ، وإذا رأيت إبراهيم ، فلا يضرك أن لا ترى علقمة أشبه الناس به سمتا وهديا .

                                                                          وقال الأعمش عن عمارة بن عميرة قال لنا أبو معمر : قوموا بنا إلى أشبه الناس بعبد الله هديا ودلا وسمتا ، قال : فقمنا معه حتى جلسنا إلى علقمة .

                                                                          [ ص: 304 ] وقال سفيان بن عيينة عن داود بن أبي هند : قلت للشعبي : أخبرني عن أصحاب عبد الله حتى كأني أنظر إليهم ، قال : كان علقمة أبطن القوم به ، وكان مسروق قد خلط منه ومن غيره ، وكان الربيع بن خثيم أشد القوم اجتهادا ، وكان عبيدة يوازي شريحا في العلم والقضاء .

                                                                          وقال الهيثم بن عدي ، عن مجالد ، عن الشعبي : كان الفقهاء بعد أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بالكوفة في أصحاب عبد الله بن مسعود هؤلاء : علقمة وعبيدة ، وشريح ، ومسروق .

                                                                          وقال حفص بن غياث ، عن أشعث ، عن ابن سيرين : أدركت الكوفة وهم يقدمون خمسة ، من بدأ بالحارث الأعور ثنى بعبيدة ، ومن بدأ بعبيدة ثنى بالحارث ، ثم علقمة الثالث لا شك فيه ، ثم مسروق ، ثم شريح ، قال : وإن قوما أخسهم شريح لقوم لهم شأن .

                                                                          وقال قريش بن أنس عن ابن عون عن ابن سيرين : كان أصحاب عبد الله بن مسعود خمسة كلهم فيه عيب : عبيدة السلماني أعور ، ومسروق بن الأجدع أحدب ، وعلقمة بن قيس أعرج ، وشريح كوسج ، والحارث أعور .

                                                                          وقال منصور عن إبراهيم : كان أصحاب عبد الله الذين يقرئون الناس القرآن ويعلمونهم السنة ، ويصدر الناس عن رأيهم ستة : علقمة ، والأسود ، ومسروق ، وعبيدة ، وأبو ميسرة عمرو بن شرحبيل ، [ ص: 305 ] والحارث بن قيس .

                                                                          وقال إسرائيل ، عن غالب أبي الهذيل : قلت لإبراهيم : أعلقمة كان أفضل أو الأسود ؟ فقال : علقمة ، وقد شهد صفين .

                                                                          وقال ابن عون : سألت الشعبي عن علقمة والأسود ، فقال : كان الأسود صواما قواما كثير الحج ، وكان علقمة مع البطيء ويدرك السريع .

                                                                          وقال أبو إسحاق ، وأبو السفر عن مرة الهمداني : كان علقمة من الربانيين .

                                                                          وقال إبراهيم عن علقمة : كنت رجلا قد أعطاني الله حسن الصوت بالقرآن ، وكان ابن مسعود يرسل إلي فأقرأ عليه ، فإذا فرغت من قراءتي ، قال : زدنا ، فداك أبي وأمي ، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " إن حسن الصوت زينة القرآن " .

                                                                          وقال أبو إسحاق ، عن عبد الرحمن بن يزيد : قال عبد الله : ما أقرأ شيئا ولا أعلمه إلا علقمة يقرأه أو يعلمه .

                                                                          قال زياد بن حدير : يا أبا عبد الرحمن والله ما علقمة بأقرئنا قال : بلى ، والله إنه لأقرأكم ، وإن شئت لأخبرنك بما قيل في قومك وقومه .

                                                                          [ ص: 306 ] وقال الأعمش ، عن إبراهيم : كان علقمة يقرأ القرآن في خمس والأسود في ست ، وعبد الرحمن بن يزيد في سبع .

                                                                          وقال جرير بن عبد الحميد ، عن قابوس بن أبي ظبيان : قلت لأبي : لأي شيء كنت تأتي علقمة ، وتدع أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ؟ قال : أدركت ناسا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يسألون علقمة ويستفتونه .

                                                                          وقال سفيان بن عيينة ، عن عمر بن سعيد : كان الربيع بن خثيم يأتي علقمة فيقول : ما أزور أحدا غيرك ، أو ما أزور أحدا ما أزورك .

                                                                          وقال إسماعيل بن أبي خالد عن الشعبي : إن كان أهل بيت خلقوا للجنة ، فهم أهل هذا البيت علقمة والأسود .

                                                                          وقال أبو قيس الأودي : رأيت إبراهيم آخذا بالركاب لعلقمة .

                                                                          وقال الأعمش ، عن مالك بن الحارث عن عبد الرحمن بن يزيد : قيل لعلقمة بن قيس ألا تغشى الأمراء فيعرفون من نسبك ؟ فقال : ما يسرني أن لي مع ألفي ألفين وإني أكرم الجند عليه فقيل له : ألا تغشى المسجد فتجلس وتفتي الناس ؟ فقال : تريدون أن يطأ الناس عقبي ، ويقولون هذا علقمة بن قيس .

                                                                          أخبرنا بذلك أبو الفرج بن قدامة وغير واحد ، قالوا : أخبرنا أبو حفص بن طبرزد ، قال : أخبرنا أبو غالب ابن البناء ، قال : أخبرنا أبو محمد الجوهري ، قال : أخبرنا أبو عمر بن حيويه ، قال : حدثنا [ ص: 307 ] يحيى بن محمد بن صاعد قال : حدثنا الحسين بن الحسن المروزي ، قال : أخبرنا عبد الله بن المبارك ، قال : أخبرنا سفيان ، عن الأعمش ، فذكره .

                                                                          وقال حصين ، عن إبراهيم ، عن علقمة : أنه أوصى ، قال : إذا أنا حضرت ، فأجلسوا عندي من يلقنني لا إله إلا الله ، وأسرعوا بي إلى حفرتي ، ولا تنعوني إلى الناس ، فإني أخاف أن يكون ذلك نعيا كنعي الجاهلية .

                                                                          قال الهيثم بن عدي : توفي في ولاية عبيد الله بن زياد في خلافة يزيد بن معاوية .

                                                                          وقال أبو نعيم ، وقعنب بن المحرر : مات سنة إحدى وستين .

                                                                          وقال أبو الحسن المدائني ، ويحيى بن بكير ، ويحيى بن معين ، وأبو عبيد : وسعيد بن أسد بن موسى ، ومحمد بن سعد ، والمفضل بن غسان الغلابي ، وعمرو بن علي : مات سنة اثنتين وستين .

                                                                          [ ص: 308 ] وكذلك موسى بن زكريا التستري عن خليفة بن خياط ، وأبو سليمان بن زبر عن محمد بن يوسف الهروي عن محمد بن عبد الله الحضرمي عن محمد بن عبد الله بن نمير ، وكذلك قيل عن أبي بكر بن أبي شيبة .

                                                                          وقال عمر بن أحمد الأهوازي عن خليفة بن خياط : مات سنة خمس وستين ، قال : ويقال : سنة ثلاث وستين .

                                                                          وقال هارون بن حاتم ، عن أبي نعيم عبد الرحمن بن هاني النخعي : مات سنة اثنتين وسبعين ، وكذلك قال محمد بن عثمان بن أبي شيبة عن عمه أبي بكر بن أبي شيبة .

                                                                          وكذلك قال الحسن بن محمد اليشكري عن محمد بن عبد الله الحضرمي عن ابن نمير . وقيل عن ابن نمير : سنة ثلاث وسبعين .

                                                                          وزاد هارون بن حاتم عن أبي نعيم النخعي : وله تسعون سنة .

                                                                          روى له الجماعة .

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية