الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          صفحة جزء
                                                                          4211 - (ق) : عمر بن حبيب العدوي القاضي البصري ، من بني عدي بن عبد مناة بن أد بن طابخة .

                                                                          ولي القضاء بالبصرة ، وولي قضاء الشرقية للمأمون ، وهو جد أبي رفاعة القاضي العدوي عبد الله بن محمد .

                                                                          قال أبو حاتم بن حبان : أبو رفاعة العدوي عبد الله بن محمد بن عمر بن حبيب بن محمد بن مجالد بن سبيع بن الحارث بن [ ص: 291 ] عبد الحارث بن أسد بن كعب بن جندل بن عامر بن مالك بن حنبل بن تميم بن الدؤل بن عدي بن عبد مناة .

                                                                          روى عن : حماد بن سلمة ، وحميد الطويل ، وخالد الحذاء ، وداود بن أبي هند ، وسفيان الثوري ، وسفيان بن عيينة ، وسلمة بن علقمة ، وسليمان التيمي ، وشعبة بن الحجاج ، وعبد الله بن عون ، وعبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز ، وعبد الملك بن جريج ، وعمران بن حدير ، وعوف الأعرابي ، ومالك بن أنس ، ومحمد بن إسحاق ، ومحمد بن عبد الرحمن بن أبي ذئب (ق) ، ومحمد بن عجلان ، ومحمد بن عمرو بن علقمة ، وهشام بن عروة (ق) ، ويحيى بن سعيد الأنصاري ، ويونس بن عبيد .

                                                                          روى عنه : أبو إسحاق إبراهيم بن سلم بن رشيد الهجيمي البصري ، وإبراهيم بن مرزوق البصري نزيل مصر ، وأحمد بن داود الضبي الأبلي ، وأبو عبد الله أحمد بن علي بن محمد العمي البصري ، وأحمد بن واقد الضبي الأبلي ، وإسحاق بن إبراهيم شاذان الفارسي ، والحسن بن جبلة الشيرازي ، وأبو علوية الحسن بن منصور الصوفي ، والحسين بن شداد ، وحفص بن عمرو الربالي (ق) ، وأبو عبيد الله حماد بن الحسن بن عنبسة الوراق ، وخشيش بن أصرم النسائي ، وزكريا بن الحارث بن ميمون ، وأبو زائدة زكريا بن يحيى بن زكريا بن أبي زائدة ، وسهل بن عمارة بن عبد الله العتكي ، وعبد الله بن عبد المؤمن الواسطي ، وعبد الرحمن بن محمد [ ص: 292 ] بن منصور الحارثي كربزان ، وأبو قلابة عبد الملك بن محمد الرقاشي ، وقعنب بن المحرر ، وأبو أمية محمد بن إبراهيم الطرسوسي ، ومحمد بن جبلة الرافقي ، ومحمد بن حرب النشائي الواسطي ، ومحمد بن سنان القزاز ، ومحمد بن سلام البيكندي ، ومحمد بن الصباح الجرجرائي (ق) ، وأبو بكر محمد بن عبد الله الكزبراني ، ومحمد بن عبيد الله ابن المنادي ، ومحمد بن المنهال الضرير ، ومحمد بن يحيى القطعي ، ومحمد بن يونس الكديمي ، ويحيى بن عياش القطان والد الحسين بن يحيى بن عياش ، ويزيد بن مرة الذراع .

                                                                          قال أبو بكر أحمد بن محمد الأثرم : سمعت أبا عبد الله ذكر عمر بن حبيب القاضي قال : قدم علينا ها هنا ، ولم نكتب عنه حرفا . وكان مستخفا به جدا .

                                                                          وقال عباس الدوري عن يحيى بن معين : ضعيف ، كان يكذب .

                                                                          وقال علي بن الحسين بن حبان : وجدت في كتاب أبي [ ص: 293 ] بخط يده : قال أبو زكريا : كان إسماعيل ابن علية يثني على عمر بن حبيب ، ويتعجب ممن يكتب عن معاذ بن معاذ ، ويدع عمر بن حبيب .

                                                                          قال أبو زكريا : معاذ بن معاذ خير من مائة مثل عمر بن حبيب . معاذ بن معاذ ثقة مأمون ، وعمر بن حبيب ليس حديثه بشيء ، ما يسوى فلسا .

                                                                          وقال يعقوب بن سفيان : ضعيف ، لا يكتب حديثه .

                                                                          وقال العجلي : ليس بشيء .

                                                                          وقال أبو زرعة : ليس بالقوي .

                                                                          وقال البخاري : يتكلمون فيه .

                                                                          وقال النسائي : ضعيف .

                                                                          وقال زكريا بن يحيى الساجي : يهم عن الثقات ، وكان من أصحاب عبيد الله بن الحسن عنه أخذوا ، أظنهم تركوه لموضع الرأي ، وكان صدوقا ، ولم يكن من فرسان الحديث .

                                                                          [ ص: 294 ] وقال أبو أحمد بن عدي : هو حسن الحديث ، يكتب حديثه مع ضعفه .

                                                                          أخبرنا أبو العز الشيباني ، قال : أخبرنا أبو اليمن الكندي ، قال : أخبرنا أبو منصور القزاز ، قال : أخبرنا أبو بكر الخطيب ، قال : أخبرني الأزهري ، قال : حدثنا عبيد الله بن محمد بن حمدان ، قال : حدثنا أبو بكر محمد بن القاسم النحوي ، قال : حدثنا الكديمي ، قال : حدثنا يزيد بن مرة الذارع ، قال : حدثنا عمر بن حبيب ، قال : حضرت مجلس الرشيد ، فجرت مسألة فتنازعها الحضور وعلت أصواتهم ، فاحتج بعضهم بحديث يرويه أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم فدفع بعضهم الحديث ، وزادت المدافعة والخصام حتى قال قائلون منهم : لا يحمل هذا الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فإن أبا هريرة متهم فيما يرويه ، وصرحوا بتكذيبه ، ورأيت الرشيد قد نحا نحوهم ، ونصر قولهم ، فقلت أنا : الحديث صحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأبو هريرة صحيح النقل صدوق فيما يرويه عن نبي الله صلى الله عليه وسلم ، وعن غيره . فنظر إلي الرشيد نظر مغضب ، فقمت من المجلس ، فانصرفت إلى منزلي ، فلم ألبث حتى قيل : صاحب البريد بالباب ، فدخل إلي ، فقال : أجب أمير المؤمنين [ ص: 295 ] إجابة مفتون وتحنط وتكفن . فقلت : اللهم إنك تعلم أني دفعت عن صاحب نبيك وأجللت نبيك أن يطعن على أصحابه فسلمني منه . فأدخلت على الرشيد ، وهو جالس على كرسي من ذهب حاسر عن ذراعيه ، بيده السيف وبين يديه النطع ، فلما بصر بي ، قال : يا عمر بن حبيب ، ما تلقاني أحد من الرد والدفع لقولي بمثل ما تلقيتني به . قلت : يا أمير المؤمنين ، إن الذي قلته وجادلت عليه فيه إزراء على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى ما جاء به ، إذا كان أصحابه كذابين فالشريعة باطلة ، والفرائض والأحكام في الصلاة والصيام والطلاق والنكاح والحدود كله مردود غير مقبول . فرجع إلى نفسه ، ثم قال لي : أحييتني يا عمر بن حبيب أحياك الله ، أحييتني يا عمر بن حبيب أحياك الله . ثم أمر لي بعشرة آلاف درهم .

                                                                          قال أبو بكر بن أبي عاصم : مات سنة ست ومائتين .

                                                                          وقال محمد بن المثنى ، وأبو أمية الطرسوسي ، ومحمد بن عبد الله الحضرمي ، وأحمد بن كامل القاضي : مات سنة سبع ومائتين .

                                                                          [ ص: 296 ] زاد أحمد بن كامل : وكانت وفاته بعد رجوعه إلى البصرة .

                                                                          روى له ابن ماجه .

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية