الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          معلومات الكتاب

                                                                          تهذيب الكمال في أسماء الرجال

                                                                          المزي - جمال الدين أبو الحجاج المزي

                                                                          صفحة جزء
                                                                          [ ص: 282 ] من اسمه عتاب وعتبان .

                                                                          3762 - 4 : عتاب بن أسيد بن أبي العيص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي القرشي الأموي ، أبو عبد الرحمن ، ويقال : أبو محمد المكي ، أخو خالد بن أسيد .

                                                                          أسلم يوم الفتح ، واستعمله النبي صلى الله عليه وسلم على مكة حين انصرف عنها بعد الفتح وسنه عشرون سنة .

                                                                          روى عن : النبي صلى الله عليه وسلم .

                                                                          روى عنه : سعيد بن المسيب ، وعبد الله بن عبيدة الربذي ، وعطاء بن أبي رباح (ق) ، وعمرو بن عبد الله بن أبي عقرب .

                                                                          قال أبو داود : سعيد لم يسمع من عتاب شيئا .

                                                                          [ ص: 283 ] وقال غيره : مات بمكة يوم مات أبو بكر الصديق رضي الله عنهما ، فإن صح ذلك فرواية هؤلاء كلهم عنه مرسلة .

                                                                          وقال أيوب بن عبد الله بن يسار ، عن عمرو بن أبي عقرب : سمعت عتاب بن أسيد وهو مسند ظهره إلى بيت الله ، وهو يقول : والله ما أصبت في عملي هذا الذي ولاني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا ثوبين معقدين فكسوتهما كيسان مولاي .

                                                                          وقال أبو عمر بن عبد البر : استعمله النبي صلى الله عليه وسلم على مكة عام الفتح في حين خروجه إلى حنين فأقام للناس الحج تلك السنة ، وهي سنة ثمان ، وحج المشركون على ما كانوا عليه .

                                                                          وعلى نحو ذلك أقام أبو بكر للناس الحج سنة تسع حين أردفه رسول الله صلى الله عليه وسلم بعلي رضي الله عنهما ، وأمره أن ينادي بأن لا يحج بعد العام مشرك ، ولا يطوف بالبيت عريان وأن يبرأ إلى كل ذي عهد من عهده وأردفه بعلي بن أبي طالب يقرأ على الناس سورة براءة ، فلم يزل عتاب أميرا على مكة حتى قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأقره أبو بكر عليها ، ولم يزل عليها واليا إلى أن مات ، وكانت وفاته فيما ذكر الواقدي يوم مات أبو بكر الصديق قال : ماتا في يوم واحد كذلك يقول ولد عتاب .

                                                                          وقال محمد بن سلام وغيره : جاء نعي أبي بكر إلى مكة يوم [ ص: 284 ] دفن عتاب بن أسيد بها وكان عتاب رجلا صالحا خيرا ، فاضلا .

                                                                          وأما أخوه خالد بن أسيد فذكر محمد بن إسحاق السراج ، قال : سمعت عبد العزيز بن معاوية من ولد عتاب بن أسيد يقول : مات خالد بن أسيد وهو أخو عتاب بن أسيد لأبيه وأمه يوم فتح مكة قبل دخول النبي صلى الله عليه وسلم .

                                                                          وقال الزبير بن بكار : أمه زينب بنت أبي عمرو بن أمية بن عبد شمس وقال : قال عمي مصعب بن عبد الله : قالوا : خطب علي بن أبي طالب جويرية بنت أبي جهل بن هشام فشق ذلك على فاطمة رضي الله عنها فأرسل إليها عتاب : أنا أريحك منها ، فتزوجها ، فولدت له عبد الرحمن بن عتاب .

                                                                          قال الزبير : وحدثني محمد بن سلام عن حماد بن سلمة عن الكلبي فيقول الله عز وجل واجعل لي من لدنك سلطانا نصيرا قال : عتاب بن أسيد .

                                                                          روى له الأربعة .

                                                                          أخبرنا أبو الحسن ابن البخاري ، وعبد الرحمن بن أحمد بن [ ص: 285 ] عبد الملك ، ومحمد بن عبد المؤمن ، قالوا : أخبرنا أبو عبد الله محمد بن أبي المعالي ابن البناء ، قال : أخبرنا أبو بكر محمد بن عبيد الله ابن الزاغوني ، قال : أخبرنا أبو الحسن محمد بن إسحاق بن مخلد الباقرحي ، وأبو محمد رزق الله بن عبد الوهاب التيمي .

                                                                          (ح) : وأخبرتنا ست العرب بنت يحيى الكندي ، قالت : أخبرنا أبو اليمن الكندي ، قال : أخبرنا أبو محمد عبد الله بن علي المقرئ ، قال : أخبرنا أبو الحسن الباقرحي .

                                                                          قالا : أخبرنا أبو الحسين بن المتيم الواعظ ، قال : حدثنا يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن بهلول التنوخي ، قال : حدثنا الزبير بن بكار ، قال : حدثني عبد الله بن نافع ، عن محمد بن صالح ، عن ابن شهاب ، عن سعيد بن المسيب ، عن عتاب بن أسيد أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يبعث من يخرص كرومهم وثمارهم .

                                                                          رواه أبو داود ، والترمذي من حديث عبد الله بن نافع الصائغ أتم من هذا ، فوقع لنا بدلا عاليا .

                                                                          ورواه النسائي من حديث عبد الرحمن بن إسحاق ، عن الزهري ، عن سعيد أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر عتاب بن أسيد أن يخرص العنب الحديث .

                                                                          ورواه ابن ماجه عن الزبير بن بكار ، فوافقناه فيه بعلو .

                                                                          [ ص: 286 ] ورواه أبو داود أيضا من رواية عبد الرحمن بن إسحاق ، عن الزهري ، عن سعيد ، عن عتاب .

                                                                          وقال الترمذي : حسن غريب ، وقد روي عن ابن جريج ، عن ابن شهاب ، عن عروة ، عن عائشة ، وسألت محمدا عن هذا ، فقال : حديث ابن جريج غير محفوظ ، وحديث سعيد عن عتاب أصح .

                                                                          وروى له ابن ماجه حديثا آخر من رواية ليث بن أبي سليم ، عن عطاء ، عن عتاب بن أسيد لما بعثه النبي صلى الله عليه وسلم على مكة نهاه عن شف ما لم يضمن .

                                                                          وهذا جميع ما له عندهم ، والله أعلم .

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية