الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          معلومات الكتاب

                                                                          تهذيب الكمال في أسماء الرجال

                                                                          المزي - جمال الدين أبو الحجاج المزي

                                                                          صفحة جزء
                                                                          3627 - (م خد) : عبيد الله بن الحسن بن حصين بن أبي الحر ، واسمه مالك بن الخشخاش بن جناب بن الحارث بن مخفر بن كعب بن العنبر بن عمرو بن تميم العنبري البصري القاضي ، هكذا نسبه محمد بن سعد لجديه الخشخاش ومالك صحبة .

                                                                          روى عن : خالد الحذاء (م) ، وداود بن أبي هند ، وسعيد الجريري ، وهارون بن رئاب .

                                                                          روى عنه : إسماعيل بن سويد ، وخالد بن الحارث (خد) ، ورافع بن دحية المسلي ، وعبد الرحمن بن مهدي ، وأبو حفص عمر بن [ ص: 24 ] عامر التمار السعدي ، وأبو همام محمد بن الزبرقان الأهوازي ، ومحمد بن الصلت الضبي ، ومحمد بن عبد الله الأنصاري ، ومعاذ بن معاذ العنبري (م) ، والوثيق بن يوسف .

                                                                          قال أبو عبيد الآجري : قلت لأبي داود : عبيد الله بن الحسن عندك جة ؟ قال : كان فقيها .

                                                                          وقال النسائي : فقيه بصري ثقة .

                                                                          وذكره ابن حبان في كتاب الثقات ، وقال : من سادات أهل البصرة فقها وعلما .

                                                                          وقال محمد بن سعد : ولي قضاء البصرة بعد سوار بن عبد الله ، وكان ثقة ، محمودا عاقلا من الرجال .

                                                                          وقال أحمد بن عبد الله العجلي : لما مات سوار بن عبد الله طلبوا عبيد الله بن الحسن يستقضونه فهرب ، فقال له أبوه : يا بني إن كنت هربت طلبا لسلامة دينك فقد أحسنت ، وإن كنت هربت لتكون أحرص لهم عليك فقد أحسنت أيضا ، فاستقضوه بعد سوار .

                                                                          وقال أبو عيسى بن حمدون ، عن أبي سهل الرازي : لم يشرك في القضاء بين أحد قط إلا بين عبيد الله بن الحسن العنبري وبين عمر بن عامر على قضاء البصرة ، وكانا يجتمعان جميعا في المجلس وينظران جميعا بين الناس .

                                                                          قال : فتقدم إليهما قوم في جارية لا تنبت ، [ ص: 25 ] قال : فقال فيها عمر بن عامر : هذه فضيلة في الجسم . وقال عبيد الله بن الحسن : كل ما خالف ما عليه الخلقة فهو عيب .

                                                                          وقال عبد الرحمن بن مهدي : كنا في جنازة فيها عبيد الله بن الحسن وهو على القضاء ، فلما وضع السرير جلس وجلس الناس حوله . قال : فسألته عن مسألة فغلط فيها ، فقلت : أصلحك الله ، القول في هذه المسألة كذا وكذا إلا أني لم أرد هذه ، إنما أردت أن أرفعك إلى ما هو أكبر منها ، فأطرق ساعة ثم رفع رأسه ، فقال : إذا أرجع وأنا صاغر ، إذا أرجع وأنا صاغر ، لأن أكون ذنبا في الحق أحب إلي من أن أكون رأسا في الباطل .

                                                                          وقال عبد الله بن صالح العجلي : كتب المهدي إلى عبيد الله بن الحسن قاضي البصرة يأمره أن انظر إلى الأرض التي يخاصم فيها فلان التاجر فلانا القائد فاقض بها للقائد ، قال : اجمع لي شهودا ، فجمع جماعة فكتب عليه حكما للتاجر ثم قال : اذهب الآن فقد طوقتك طوقا لا يفكه عنك خمسون قينا ، قال : فعزله المهدي .

                                                                          أخبرنا أبو العز الشيباني قال : أخبرنا أبو اليمن الكندي ، قال : أخبرنا أبو منصور القزاز ، قال : أخبرنا أبو بكر بن ثابت الحافظ ، قال : أخبرنا القاضي أبو العلاء محمد بن علي بن يعقوب ، قال : أخبرنا أبو الحسن محمد بن جعفر بن محمد بن هارون التميمي بالكوفة ، قال : [ ص: 26 ] حدثنا أبو أحمد الجلودي عن أبي خليفة ، عن محمد بن سلام ، قال : أتى رجل عبيد الله بن الحسن ، فقال : كنا عند الأمير محمد بن سليمان فجرى ذكرك فذكرت بكل جميل فما استطاع يقبح أمرك ، يذكرك بشيء يعيبك به إلا المزاح . فقال : ويحك ، والله إني لأمزح وما أقول إلا حقا ، فلو قلت الساعة : في داري عيسى ابن مريم أكنت تصدقني ؟ قال : هذا من ذاك . فقال لجصاص في داره : يا جصاص ما اسمك ؟ قال : عيسى . قال : وما اسم أمك ؟ قال : مريم . قال : ويحك فإذا اتفق لي مثل هذا فما أصنع ؟ ! .

                                                                          قال أبو بكر بن أبي خيثمة ، عن يحيى بن معين : يقال إن عبيد الله بن الحسن العنبري ولد سنة مائة .

                                                                          قال : ويقال : ولد سنة ست ومائة ، وولي القضاء سنة سبع وخمسين ومائة .

                                                                          وقال أبو حسان الزيادي ، وعبد الباقي بن قانع : مات في ذي القعدة سنة ثمان وستين ومائة .

                                                                          روى له مسلم حديثا ، وأبو داود في الناسخ والمنسوخ قوله تعالى : فإن أرضعن لكم .

                                                                          وقد وقع لنا حديث مسلم بعلو .

                                                                          أخبرنا به أحمد بن الخير ، قال : أنبأنا أبو الحسن الجمال ، قال : [ ص: 27 ] أخبرنا أبو علي الحداد ، قال : أخبرنا أبو نعيم الحافظ ، قال : حدثنا محمد بن أبي إسحاق ، قال : حدثنا الحسين بن محمد بن حماد ، قال : حدثنا المسيب بن واضح ، قال : حدثنا أبو إسحاق الفزاري .

                                                                          (ح) : قال أبو نعيم : وحدثنا عبد الله بن محمد ، ومحمد بن إبراهيم ، قالا : حدثنا أبو يعلى ، قال : حدثنا أبو خيثمة ، قال : حدثنا معاوية بن عمرو ، قال : حدثنا أبو إسحاق الفزاري ، عن خالد الحذاء ، عن أبي قلابة ، عن قبيصة بن ذؤيب ، عن أم سلمة ، قالت : دخل رسول الله على أبي سلمة وقد مات فأغمضه ثم قال : إن الروح إذا قبض تبعه البصر - فضج ناس من أهله - فقال : لا تدعوا على أنفسكم إلا بخير فإن الملائكة يؤمنون على ما تقولون ، ثم قال : اللهم اغفر لأبي سلمة وارفع درجته في المهديين ، واخلفه في عقبه في الغابرين واغفر لنا وله رب العالمين ، اللهم أفسح له في قبره ونور له فيه .

                                                                          لفظ أبي خيثمة ، رواه مسلم عنه .

                                                                          وبه قال : حدثنا أبو محمد بن حيان ، قال : حدثنا يوسف بن حبان بن إسحاق القطان ، قال : حدثنا محمد بن عمرو بن عوف ، قال : حدثنا المثنى بن معاذ ، عن أبيه ، عن عبيد الله بن الحسن ، قال : حدثنا خالد الحذاء عن أبي قلابة عن قبيصة بن ذؤيب ، عن أم سلمة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، نحوه .

                                                                          رواه مسلم عن محمد بن المثنى الواسطي عن مثنى بن معاذ بن معاذ العنبري ، فوقع لنا بدلا عاليا ، ورواه أبو داود والنسائي بتمامه ، وابن [ ص: 28 ] ماجه بعضه من حديث أبي إسحاق الفزاري .

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية