الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          صفحة جزء
                                                                          3964 (ع) : عفان بن مسلم بن عبد الله الصفار ، أبو عثمان [ ص: 161 ] البصري مولى عزرة بن ثابت الأنصاري ، سكن بغداد .

                                                                          روى عن : أبان بن يزيد العطار (م تم) ، وإسماعيل ابن علية (مق) ، والأسود بن شيبان ، وحماد بن زيد (خ) ، وحماد بن سلمة (م 4) ، وداود بن أبي الفرات (خ) ، وديلم بن غزوان (ق) ، وسكين بن عبد العزيز (د) ، وسليم بن حيان (م) ، وسليمان بن كثير العبدي (س) ، وسليمان بن المغيرة ، وسلام أبي المنذر القارئ (س) ، وشعبة بن الحجاج (م س) ، وصخر بن جويرية (خ م) ، وعبد الله بن بكر بن عبد الله المزني (س) ، وعبد الله بن حسان العنبري (ت) ، وعبد الواحد بن زياد (م ت س) ، وعبد الوارث بن سعيد (م) ، وغسان بن برزين (ق) ، ومبارك بن فضالة ، ومحمد بن يحيى بن سعيد القطان (مق) ، وهو أصغر منه ، وهشام الدستوائي ، وهمام بن يحيى (خ م س) ، وأبي عوانة الوضاح بن عبد الله (م ق) [ ص: 162 ] ، ووهيب بن خالد (خ م س) ، ويحيى بن زرارة بن كريم السهمي الباهلي (س) ، ويحيى بن سعيد القطان ، ويزيد بن زريع (س) .

                                                                          روى عنه : البخاري ، وإبراهيم بن إسحاق الحربي ، وإبراهيم بن الحسين بن ديزيل الهمذاني الكسائي ، وإبراهيم بن مرزوق البصري ، وإبراهيم بن يعقوب الجوزجاني (س) ، وأحمد بن حنبل (د) ، وأحمد بن سليمان الرهاوي (س) ، وأحمد بن سنان القطان ، وأحمد بن صالح المصري ، وأبو مسعود أحمد بن الفرات الرازي ، وأحمد بن القاسم بن مساور الجوهري ، وأحمد بن ملاعب بن حيان البغدادي ، وأحمد بن يحيى بن جابر البلاذري الكاتب ، وإسحاق بن الحسن الحربي ، وإسحاق بن راهويه (س) ، وإسحاق بن منصور الكوسج (خ ت) ، وإسحاق بن يعقوب البغدادي (س) ، وجعفر بن محمد بن شاكر الصائغ ، وجعفر بن محمد بن أبي عثمان الطيالسي ، والحارث بن محمد بن أبي أسامة التميمي ، وحبوش بن رزق الله المصري ، وحجاج بن الشاعر (م) ، والحسن بن إسحاق المروزي (س) ، والحسن بن سلام السواق ، والحسن بن علي الخلال (مق د ت) ، والحسن بن المثنى بن معاذ العنبري ، والحسن بن محمد بن الصباح الزعفراني (د ت ق) ، والحسين بن عيسى البسطامي (س) ، وحفص بن عمر المهرقاني ، وحنبل بن إسحاق بن حنبل الشيباني ، وخلف بن سالم المخرمي ، وأبو خيثمة زهير بن حرب (م) ، وأبو داود سليمان بن سيف الحراني (س) ، وعباس بن محمد الدوري ، وعبد الله بن أحمد بن إبراهيم الدورقي ، وعبد الله بن الحسن [ ص: 163 ] الهاشمي ، وعبد الله بن عبد الرحمن الدارمي (م ت) ، وأبو بكر عبد الله بن محمد بن أبي شيبة (م ق) ، وعبد الرحمن بن عبد الله الجزري (ق) ، وأبو زرعة عبد الرحمن بن عمرو الدمشقي ، وعبد الرحمن بن محمد بن سلام الطرسوسي (س) ، وعبد بن حميد الكشي (ت) ، وأبو قدامة عبيد الله بن سعيد السرخسي (خ) ، وأبو زرعة عبيد الله بن عبد الكريم الرازي ، وعبيد الله بن عمر القواريري ، وعثمان بن خرزاذ الأنطاكي (س) ، وعثمان بن محمد بن أبي شيبة (د) ، وعلي بن سعيد بن جرير النسائي ، وعلي بن سهل بن المغيرة البزاز العفاني ، وعلي بن الصقر السكري ، وعلي بن عبد العزيز البغوي ، وعلي بن المديني ، وعمرو بن علي الصيرفي (مق) ، وعمرو بن محمد الناقد (م) ، وعمرو بن منصور النسائي (س) ، والفضل بن سهل الأعرج (مق ص) ، والفضل بن العباس الحلبي (س) ، والقاسم بن أحمد بن زياد البغدادي ، وقتيبة بن سعيد ، وأبو حاتم محمد بن إدريس الرازي ، ومحمد بن إسحاق الصاغاني (م) ، ومحمد بن إسماعيل بن سالم الصائغ ، ومحمد بن بشار بندار (ت س) ، ومحمد بن حاتم بن ميمون السمين (م) ، ومحمد بن سعد كاتب السمان ، ومحمد بن عبد الله بن نمير ، ومحمد بن عبد الرحيم البزاز (خ د) ، وأبو بكر محمد بن أبي عتاب الأعين (مق) ، وأبو كريب محمد بن العلاء ، ومحمد بن غالب تمتام ، ومحمد بن قدامة الجوهري ، وأبو موسى محمد بن المثنى (م) ، ومحمد بن يحيى بن عبد الله الذهلي (ق) ، ومحمد بن يحيى بن ناصح ، وهارون بن عبد الله الحمال (م) ، وهلال بن العلاء الرقي (س) ، ويحيى بن معين ، ويزيد بن خالد بن موهب الرملي (د) ، ويعقوب بن شيبة السدوسي .

                                                                          [ ص: 164 ] قال أحمد بن عبد الله العجلي : عفان بن مسلم بصري ثقة ثبت صاحب سنة ، وكان على مسائل معاذ بن معاذ القاضي فجعل له عشرة آلاف دينار على أن يقف عن تعديل رجل فلا يقول عدل ولا غير عدل . قالوا : قف عنه فلا تقل فيه شيئا . فأبى ، وقال : لا أبطل حقا من الحقوق ، وكان يذهب برقاع المسائل إلى الموضع البعيد يسأل ، فجاء يوما إلى معاذ بالرقاع وقد تلطخت بالناطف ، فقال له : أي شيء ذا ؟ قال : إني أذهب إلى الموضع البعيد فيصيبني الجوع فأخذت ناطفا جعلته في كمي أكلته .

                                                                          وقال عبد الله بن جعفر بن خاقان المروزي : سمعت عمرو بن علي قال : جاءني عفان في نصف النهار ، فقال لي : عندك شيء تأكله ؟ فما وجدت في منزلي خبزا ولا دقيقا ولا شيئا نشتري به . فقلت : إن عندي سويق شعير . فقال لي : أخرجه . فأخرجت له من ذاك السويق فأكل أكلا جيدا . فقال : ألا أخبرك بأعجوبة؛ شهد فلان وفلان عند القاضي ، والقاضي يومئذ معاذ بن معاذ العنبري ، بأربعة آلاف دينار على رجل ، فأمرني أن أسأل عنهما فجاءني صاحب الدنانير فقال لي : لك من هذا المال الذي لي على هذا الرجل نصفه وهو ألفا دينار وتعدل شاهدي . فقلت : استحييت لك ، وشهوده عندنا غير مستورين . قال : وكان عفان على مسألة معاذ بن معاذ .

                                                                          قال : وقيل لمعاذ : ما تصنع بعفان وهو رجل مغفل لا يحسن قبيله من دبيره . فسكت فوجهه يوما في مسألة ، فذهب فسأل عنهم وجعل كتاب المسألة في كمه ، فمر بأصحاب القبيط فاشتهى من ذاك [ ص: 165 ] القبيط فاشترى منه وجعله في كمه فوق كتاب المسألة ولم يشعر . فجاء إلى معاذ بن معاذ فأخرج كتاب المسألة ليدفعه إلى معاذ وذلك القبيط قد اختلط بذلك الكتاب . قال : فضحك وقال : من يلومني على عفان !

                                                                          وقال حنبل بن إسحاق : حضرت أبا عبد الله أحمد ويحيى بن معين عند عفان بعدما دعاه إسحاق بن إبراهيم للمحنة ، وكان أول من امتحن من الناس عفان فسأله يحيى بن معين من الغد بعدما امتحن ، وأبو عبد الله حاضر ونحن معه ، فقال له يحيى : يا أبا عثمان أخبرنا بما قال لك إسحاق بن إبراهيم وما رددت عليه . فقال عفان ليحيى : يا أبا زكريا لم أسود وجهك ولا وجوه أصحابك - يعني بذلك إني لم أجب - فقال له : فكيف كان قال : دعاني إسحاق بن إبراهيم ، فلما دخلت عليه قرأ علي الكتاب الذي كتب به المأمون من أرض الجزيرة من الرقة فإذا فيه : امتحن عفان وادعه إلى أن يقول القرآن كذا وكذا ، فإن قال ذلك فأقره على أمره ، وإن لم يجبك إلى ما كتبت به إليك فاقطع عنه الذي يجرى عليه . قال : وكان المأمون يجري على عفان خمس مائة درهم كل شهر . قال عفان : فلما قرأ الكتاب علي قال لي إسحاق بن إبراهيم : ما تقول ؟ قال عفان : فقرأت عليه قل هو الله أحد الله الصمد حتى ختمتها . فقلت : أمخلوق هذا . قال إسحاق بن إبراهيم : يا شيخ إن أمير المؤمنين يقول : إنك إن لم تجبه إلى الذي يدعوك إليه يقطع عنك ما يجري عليك ، وإن قطع عنك أمير المؤمنين قطعنا عنك نحن أيضا . فقلت له : يقول الله تعالى : وفي السماء رزقكم وما توعدون قال : قال : فسكت عني إسحاق وانصرفت ، فسر بذلك أبو عبد الله ويحيى ومن حضر من أصحابنا .

                                                                          [ ص: 166 ] وقال إبراهيم بن الحسين بن ديزيل : لما دعي عفان للمحنة كنت آخذا بلجام حماره ، فلما حضر عرض عليه القول ، فامتنع أن يجيب ، فقيل له : يحبس عطاؤك - قال : وكان يعطى في كل شهر ألف درهم - فقال : وفي السماء رزقكم وما توعدون قال : فلما رجع إلى داره عذله نساؤه ومن في داره . قال : وكان في داره نحو أربعين إنسانا . قال : فدق عليه داق الباب فدخل عليه رجل شبهته بسمان أو زيات ومعه كيس فيه ألف درهم ، فقال : يا أبا عثمان ثبتك الله كما ثبت الدين ، وهذا في كل شهر .

                                                                          وقال عبد الرحيم بن منيب : قال عفان : اختلفت أنا وفلان إلى حماد بن سلمة سنة لا نكتب شيئا وسألناه الإملاء ، فلما أعياه دعا بنا في منزله . فقال : ويحكم تشلون علي الناس ؟ قلنا : لا نكتب إلا إملاء فأملى بعد ذلك .

                                                                          وقال علي بن الحسين بن حبان : وجدت في كتاب أبي بخط يده : سألت أبا زكريا - يعني : يحيى بن معين - قلت : إذا اختلف أبو الوليد وعفان في حديث عن حماد بن سلمة فالقول قول من هو ؟ قال : القول قول عفان . قلت : فإن اختلفوا في حديث عن شعبة ؟ قال : القول قول عفان . قلت : وفي كل شيء قال : نعم ، عفان أثبت منه وأكيس ، وأبو الوليد ثقة ثبت . قلت : فأبو نعيم الأحول فيما حدث به [ ص: 167 ] وعفان فيما حدث به ، من أثبت ؟ قال : عفان أثبت .

                                                                          وقال المفضل بن غسان الغلابي : وذكر له - يعني : ليحيى بن معين - عفان وثبته فقال : قد أخذت عليه خطأه في غير حديث .

                                                                          وقال عمر بن أحمد الجوهري : سمعت جعفر بن محمد الصائغ يقول : اجتمع علي بن المديني ، وأبو بكر بن أبي شيبة ، وأحمد بن حنبل ، وعفان بن مسلم ، فقال عفان : ثلاثة يضعفون في ثلاثة : علي بن المديني في حماد بن زيد ، وأحمد بن حنبل في إبراهيم بن سعد ، وأبو بكر بن أبي شيبة في شريك . قال علي بن المديني : ورابع معهم . قال : من ذاك ؟ قال : وعفان في شعبة . قال عمر بن أحمد : وكل هؤلاء أقوياء ليس فيهم ضعيف ، ولكن قال هذا على وجه المزاح .

                                                                          وقال إسحاق بن الحسن الحربي : سمعت أحمد بن حنبل يقول : ما رأيت الألفاظ في كتاب أحد من أصحاب شعبة أكثر منها عند عفان - يعني أنبأنا وأخبرنا وسمعت وحدثنا ، يعني شعبة .

                                                                          وقال حنبل بن إسحاق : سألت أبا عبد الله عن عفان ، فقال : عفان وحبان وبهز هؤلاء المتثبتون . وقال : قال عفان : كنت أوقف شعبة على الأخبار . قلت له : فإذا اختلفوا في الحديث يرجع إلى من منهم ؟ قال : إلى قول عفان ، هو في نفسي أكبر وبهز أيضا إلا أن عفان أضبط للأسامي ثم حبان .

                                                                          [ ص: 168 ] وقال الحسن بن علي الحلواني : سمعت يحيى بن سعيد يقول : كان عفان وبهز وحبان يختلفون إلي ، وكان عفان أضبط القوم للحديث وأنكدهم؛ عملت عليهم مرة في شيء فما فطن لي أحد منهم إلا عفان .

                                                                          وقال أبو عبيد الآجري : سمعت أبا داود يقول : عفان أثبت من حبان ، كان عفان وحبان وبهز يطلبون .

                                                                          وقال في موضع آخر : قلت لأبي داود : بلغك عن عفان أنه يكذب وهب بن جرير ؟ فقال : حدثني عباس العنبري ، قال : سمعت عليا يقول : أبو نعيم وعفان صدوقان لا أقبل كلامهما في الرجال ، هؤلاء لا يدعون أحدا إلا وقعوا فيه .

                                                                          قال أبو داود : عند وهب بن جرير عن شعبة أربعة آلاف حديث .

                                                                          قال : وسمعت أبا داود يقول : قال عبد الرحمن بن مهدي : رجال يحدثون عن شعبة ما رأيناهم عند شعبة ولا ، ولا يعني : وهب بن جرير .

                                                                          وقال حسان بن الحسن المجاشعي : سمعت علي بن المديني [ ص: 169 ] يقول : قال عفان : ما سمعت من أحد حديثا إلا عرضته عليه غير شعبة فإنه لم يمكني أن أعرض عليه .

                                                                          قال : وذكر عنده عفان ، فقال : كيف أذكر رجلا يشك في حرف فيضرب على خمسة أسطر !

                                                                          قال : وسمعت عليا يقول : قال عبد الرحمن : أتينا أبا عوانة فقال : من على الباب ؟ فقلنا : عفان وبهز وحبان . فقال : هؤلاء بلاء من البلاء ، قد سمعوا ، يريدون أن يعرضوا .

                                                                          وقال أبو طالب : سمعت أبا عبد الله قال : كان عفان يسمع بالغداة ويعرض بالعشي .

                                                                          وقال الحسن بن محمد الزعفراني : قلت لأحمد بن حنبل : من تابع عفان على حديث كذا وكذا ؟ فقال : وعفان يحتاج إلى أن يتابعه أحد ؟ ! أو كما قال .

                                                                          وقال الفضل بن زياد : سمعت أبا عبد الله يقول : من يفلت من التصحيف ؟ كان يحيى بن سعيد يشكل الحرف إذا كان شديدا وغير ذاك لا ، وكان هؤلاء أصحاب الشكل : عفان وبهز وحبان .

                                                                          وقال عبد الخالق بن منصور : سئل يحيى بن معين عن عفان وبهز أيهما كان أوثق ؟ فقال : كلاهما ثقتان . فقيل له : إن ابن المديني [ ص: 170 ] يزعم أن عفان أصح الرجلين ؟ فقال : كانا جميعا ثقتين صدوقين .

                                                                          وقال يعقوب بن شيبة : سمعت يحيى بن معين يقول : أصحاب الحديث خمسة : مالك ، وابن جريج ، والثوري ، وشعبة ، وعفان .

                                                                          وقال عباس الدوري : سمعت يحيى بن معين يقول : كان عفان أثبت من زيد بن الحباب فيما رويا .

                                                                          وقال : عفان والله أثبت من أبي نعيم في حماد بن سلمة .

                                                                          وقال محمد بن العباس النسائي : سألت يحيى بن معين ، قلت : من أثبت : عبد الرحمن بن مهدي أو عفان ؟ قال : كان عبد الرحمن أحفظ لحديثه وحديث الناس ولم يكن من رجال عفان في الكتاب ، وكان عفان أسن منه بسنتين .

                                                                          وقال عبد الرحيم بن منيب : قال عفان : اختلف يحيى بن سعيد ، وعبد الرحمن بن مهدي في حديث ، فبعثوا إلي ، فقال عبد الرحمن : أقول شيئا وتسأل عفان ؟ ! فقال يحيى : ما أحد أكره إلى أن يخالفني من عفان . قال : وخالفتهما . قال : فنظر يحيى في كتابه فوجد الأمر على ما قلت .

                                                                          وقال عمرو بن علي : رأيت يحيى يوما حدث بحديث [ ص: 171 ] عبد الله بن بكر بن عبد الله عن الحسن في مسجد الجامع في الوصية ، فقال له عفان : ليس هو هكذا . فلما كان من الغد أتيت يحيى ، فقال : هو كما قال عفان ، ولقد سألت الله أن لا يكون عندي على خلاف ما قال عفان .

                                                                          وقال ابن حبان : وجدت في كتاب أبي بخط يده : قال أبو زكريا : كان يحيى بن سعيد إذا تابعه عفان على شيء ثبت عليه وإن كان خطأ ، وإذا خالفه عفان في حديث عن حماد رجع عنه يحيى لا يحدث به أصلا .

                                                                          وقال إبراهيم بن نصر الكندي : سمعت حسنا الزعفراني يقول : رأيت يحيى بن معين يعرض على عفان ما سمعه من يحيى بن سعيد القطان .

                                                                          وقال إبراهيم بن نصر أيضا : سمعت الحسن بن عبد الرحمن المقرئ يقول : سمعت المعيطي يقول : عفان أثبت من يحيى بن سعيد القطان .

                                                                          وقال أيضا سمعت أبا عبد الله محمد بن عبد الرحمن بن فهم ، قال : سمعت يحيى بن معين يقول : عفان أثبت من عبد الرحمن بن مهدي .

                                                                          وقال أيضا عن ابن فهم : سمعت يحيى بن معين يقول : ما [ ص: 172 ] أخطأ عفان قط إلا مرة في حديث أنا لقنته إياه ، فأستغفر الله .

                                                                          قال ابن فهم : وما سمعت يحيى بن معين يستغفر الله قط إلا ذلك اليوم .

                                                                          وقال إبراهيم بن نصر أيضا : سمعت خلف بن سالم يقول : ما رأيت أحدا يحسن الحديث إلا رجلين : بهز بن أسد ، وعفان بن مسلم .

                                                                          وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل ، عن أبيه : لزمنا عفان عشر سنين .

                                                                          وقال أبو حاتم : عفان إمام ثقة متقن متين .

                                                                          وقال جعفر بن أبي عثمان الطيالسي : سمعت عفان يقول : يكون عند أحدهم حديث فيخرجه بالمقرعة ، كتبت عن حماد بن سلمة عشرة آلاف حديث ما حدثت منها بألفي حديث ، وكتبت عن عبد الواحد بن زياد ستة آلاف حديث ما حدثت منها بألف وكتبت عن وهيب أربعة آلاف ما حدثت منها بألف حديث .

                                                                          وقال علي بن سهل بن المغيرة : سمعت يحيى بن معين يقول : [ ص: 173 ] لي حانوت بباب الطاق وددت أن عفان قرأ علي كتب حماد بن سلمة فأبيعه وأدفع ثمنه إليه .

                                                                          وقال أبو أحمد بن عدي : حدثنا علي بن إبراهيم بن الهيثم ، قال : حدثنا إبراهيم بن أبي داود ، قال : سمعت سليمان بن حرب يقول : ترى عفان بن مسلم كان يضبط عن شعبة ؟ والله لو جهد جهده أن يضبط عن شعبة حديثا واحدا ما قدر عليه ، كان بطيئا رديء الفهم بطيء الفهم .

                                                                          قال سليمان : وحدثني حجاج الفساطيطي أنه كان يملي عليهم أحاديث شعبة .

                                                                          قال سليمان : والله لقد دخل عفان قبره وهو نادم على رواياته عن شعبة .

                                                                          قال أبو أحمد بن عدي : وعفان أشهر وأصدق وأوثق من أن يقال فيه شيء ، مما ينسب فيه إلى الضعف ، فإن أحمد بن حنبل كان يرى أنه يكتب عنه ببغداد من قيام الإملاء ، فقيل له : يا أبا عبد الله من يصبر على ألفاظ عفان ؟ وأحمد أروى الناس عن عفان مسندا وحكايات وكلاما في الرجال مما حفظ عن عفان ، ولا أعلم لعفان إلا أحاديث مراسيل عن حماد بن سلمة ، وحماد بن زيد وغيرهما وصلها ، وأحاديث موقوفة رفعها ، وهذا مما لا ينقصه ، لأن الثقة وإن كان ثقة قد يهم في الشيء بعد الشيء ، وعفان لا بأس به صدوق ، وأحمد بن صالح المصري رحل إلى عفان من مصر فلحقه ببغداد في سنة اثنتي عشرة ، وكتب عنه ببغداد ، وكانت رحلته إليه خاصة دون غيره .

                                                                          وقال أبو بكر بن أبي خيثمة : سمعت أبي ويحيى بن معين [ ص: 174 ] يقولان : أنكرنا عفان في صفر لأيام خلون منه سنة تسع عشرة - وفي رواية : سنة عشرين ومائتين - ومات عفان بعد أيام .

                                                                          قال أبو بكر : توفي عفان ببغداد .

                                                                          وقال محمد بن سعد : سمعت عفان يوم الخميس لثماني عشرة ليلة خلت من جمادى الآخرة سنة عشر ومائتين يقول : أنا في ست وسبعين سنة . كأنه ولد سنة أربع وثلاثين .

                                                                          وقد تقدم قول يحيى بن معين أن عفان أسن من عبد الرحمن بن مهدي بسنتين .

                                                                          وقال البخاري : مات في شهر ربيع سنة عشرين ومائتين أو قبلها .

                                                                          وقال محمد بن سعد : سنة عشرين ومائتين فيها مات عفان بن مسلم الفقيه ، وصلى عليه عاصم بن علي بن عاصم .

                                                                          [ ص: 175 ] وقال أبو داود : مات سنة عشرين ومائتين ببغداد ، وشهدت جنازته .

                                                                          وقال أبو زرعة الدمشقي ، وأبو بكر بن أبي الدنيا ، ومحمد بن عبد الله الحضرمي ، ومحمد بن عبيد الله المسبحي : مات سنة عشرين ومائتين .

                                                                          زاد المسبحي : في ربيع الآخر .

                                                                          وقال أبو غالب علي بن أحمد بن النضر الأزدي : مات أبو نعيم وعفان في سنة تسع عشرة ومائتين .

                                                                          قال الحافظ أبو بكر الخطيب : أما أبو نعيم فصحيح موته في سنة تسع عشرة ، وأما عفان ففي سنة عشرين .

                                                                          وقال أبو الحسين عبد الباقي بن قانع : مات عفان في سنة تسع عشرة ومائتين ، وله خمس وثمانون سنة .

                                                                          قال : ويقال : سنة عشرين وهو الأصح .

                                                                          [ ص: 176 ] روى له الجماعة .

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية