الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          معلومات الكتاب

                                                                          تهذيب الكمال في أسماء الرجال

                                                                          المزي - جمال الدين أبو الحجاج المزي

                                                                          صفحة جزء
                                                                          3678 - (د ت س) : عبيد الله بن محمد بن حفص بن عمر بن موسى بن عبيد الله بن معمر القرشي التيمي ، أبو عبد الرحمن البصري المعروف بالعيشي وبالعائشي وبابن عائشة ، لأنه من ولد عائشة [ ص: 148 ] بنت طلحة بن عبيد الله ، قدم بغداد .

                                                                          روى عن : إسماعيل بن عمرو بن جرير البجلي ، وجويرية بن أسماء ، وحماد بن سلمة (د ت س) ، وكان عنده تسعة آلاف حديث ، ودويد بن مجاشع ، وسفيان بن عيينة ، وسلام أبي المنذر القارئ ، وصالح المري ، وعبد الله بن حسان العنبري ، وعبد الله بن داود الخريبي ، وعبد الرحمن بن حماد بن عمران بن موسى بن طلحة بن عبيد الله الطلحي ، وعبد العزيز بن مسلم ، وعبد الواحد بن زياد (س) ، وعثمان بن عثمان الغطفاني ، وأبيه محمد بن حفص ابن عائشة ، ومهدي بن ميمون ، وأبي المغيرة النضر بن إسماعيل ، والوضاح أبي عوانة ، ووهيب بن خالد ، وأبي هلال الراسبي .

                                                                          روى عنه : أبو داود ، وأبو هيثم بن إسحاق الحربي ، وأحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي الكبير ، وأحمد بن حنبل ، وأحمد بن علي الأبار ، وأبو بكر أحمد بن محمد بن هانئ الأثرم (س) ، وأحمد بن يحيى بن جابر البلاذري ، وأبو هريرة جعفر بن أحمد الصيرفي البصري ، وجعفر بن محمد بن شاكر الصائغ ، والحسن بن مكرم البزاز ، والعباس بن عبد الله ابن السندي الأنماطي (س) ، والعباس بن الفرج الرياشي النحوي ، والعباس بن الفضل الأسفاطي ، وعباس بن محمد الدوري ، وعبد الله بن روح المدائني ، وعبد الله بن محمد بن أبي الدنيا ، وأبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي ، وأبو زرعة عبيد الله بن عبد الكريم الرازي ، وعثمان بن خرزاذ الأنطاكي (س) ، وعلي بن عبد العزيز البغوي ، وعلي بن عيسى الكراجكي (ت) ، ومحمد بن إبراهيم بن سعيد البوشنجي ، وأبو حاتم محمد بن إدريس الرازي (ت) ، وأبو عوانة محمد بن الحسن الهلالي البصري ، ومحمد بن [ ص: 149 ] الحسين البرجلاني ، ومحمد بن زكريا الغلابي ، ومحمد بن زياد المزني ، ومحمد بن السري بن مهران الناقد ، ومحمد بن هشام بن أبي الدميك ، ومعاذ بن المثنى بن معاذ العنبري ، وهارون بن سفيان المستملي ، ويعقوب بن سفيان الفارسي ، ويعقوب بن شيبة السدوسي .

                                                                          قال أبو طالب ، عن أحمد بن حنبل : صدوق في الحديث .

                                                                          وقال أبو حاتم : صدوق ثقة ، روى عنه أحمد بن حنبل وكان عنده عن حماد بن سلمة تسعة آلاف حديث ، وكان عنده رقائق وفصاحة وحسن خلق وسخاء .

                                                                          وقال أبو عبيد الآجري ، عن أبي داود : سمعت أبا سلمة ذكر ابن عائشة ، فقال : سمع علما كثيرا ولكنه أفسد نفسه .

                                                                          وقال : سمعت أبا داود يقول : كان ابن عائشة طلابا للحديث ، عالما بالعربية وأيام الناس ، لولا ما أفسد نفسه .

                                                                          قال : وسمعت أبا داود يقول : ابن عائشة صدوق في الحديث .

                                                                          وقال ابن خراش : صدوق .

                                                                          وذكره ابن حبان في كتاب الثقات ، وقال : مستقيم الحديث .

                                                                          [ ص: 150 ] وقال زكريا بن يحيى الساجي : صدوق ، قرف بالقدر ، وكان بريئا منه سمعت محمد بن عائشة ابن أخي ابن عائشة يذكر ذلك ، وقال : إنما كان له خلق جميل ، وكان يتحبب إلى الناس ويحب المحامد فكان كل من جاءه لقيه بالبشر ، وما كان مذهبه إلا إثبات القدر .

                                                                          قال الساجي : وكان شيخا من سادات البصرة غير مدافع عن ذلك ، وكان كريما سخيا .

                                                                          وقال الحافظ أبو بكر بن ثابت - فيما أخبرنا أبو العز الشيباني ، عن أبي اليمن الكندي ، عن أبي منصور القزاز ، عنه - أخبرنا أبو طالب عمر بن إبراهيم الفقيه ، قال : أخبرنا مقاتل بن محمد بن بنان العكي ، قال : سمعت إبراهيم بن إسحاق المروزي المعروف بالحربي يقول : ما رأت عيني مثل ابن عائشة ، فقيل له : يا أبا إسحاق رأيت أحمد بن حنبل ويحيى بن معين ، وإسحاق بن راهويه تقول : ما رأيت مثل ابن عائشة ؟ ! فقال : نعم ، بلغ الرشيد سناء أخلاقه ، فبعث إليه فأحضره فعدد عليه جميع ما سمع يقول : بفضل الله وفضل أمير المؤمنين ، فلما أن صمت الرشيد ، قال له ابن عائشة : يا أمير المؤمنين وما هو أحسن من هذا ؟ قال : ما هو يا عم ؟ قال : المعرفة بقدري والقصد في أمري ، قال : يا عم أحسنت .

                                                                          وبه قال : أخبرنا إبراهيم بن مخلد ، قال : حدثنا أحمد بن [ ص: 151 ] كامل القاضي ، قال : حدثنا أسد بن الحسن البصري ، قال : سأل رجل في المسجد وعبيد الله بن محمد بن حفص العيشي حاضر فلم يعطه أحد شيئا ، وكان على العيشي مطرف خز ، فقال له : خذ هذا المطرف ، فأخذه ، فلما ولى دعاه ، فرجع إليه ، فقال : إن ثمن المطرف أربعون دينارا فانظر لا تخدع عنه ، فمضى فباعه فعرف أنه مطرف العيشي فاشتراه ابن عم له ورده عليه .

                                                                          وبه ، قال : أخبرني الأزهري ، قال : حدثنا عبد الرحمن بن عمر الخلال ، قال : حدثنا أبو بكر ابن شيبة - يعني : محمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة - قال : قال جدي : أنفق ابن عائشة على إخوانه أربع مائة ألف دينار في الله عز وجل حتى التجأ إلى أن باع سقف بيته .

                                                                          وبه ، قال : أخبرنا أحمد بن محمد بن أحمد السمناني ، قال : حدثنا عبيد الله بن محمد بن أحمد المقرئ ، قال : حدثنا أبو بكر الصولي ، قال : حدثنا محمد بن زكريا ، قال : حضرت مجلسا فيه عبيد الله بن محمد بن عائشة التيمي وفيه جعفر بن القاسم بن جعفر بن سليمان الهاشمي ، فقال لابن عائشة : ها هنا آية نزلت في بني هاشم خصوصا ، قال : وما هي ؟ قال قوله : وإنه لذكر لك ولقومك فقال له ابن عائشة : قومه قريش وهي لنا معكم ، قال : بل هي لنا خصوصا . قال : فخذ معها وكذب به قومك وهو الحق قال : فسكت جعفر ، فلم يحر جوابا .

                                                                          [ ص: 152 ] قال محمد بن عبد الله الحضرمي ، وأبو القاسم البغوي ، وزكريا بن يحيى الساجي : مات سنة ثمان وعشرين ومائتين .

                                                                          زاد البغوي : في رمضان .

                                                                          وزاد الساجي : وشهدت جنازته وأنا صبي .

                                                                          وروى له الترمذي والنسائي .

                                                                          ولهم شيخ آخر يقال له :

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية