الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          صفحة جزء
                                                                          3905 (ع) : عروة بن الزبير بن العوام بن خويلد بن أسد بن [ ص: 12 ] عبد العزى بن قصي القرشي الأسدي ، أبو عبد الله المدني .

                                                                          روى عن : أسامة بن زيد بن حارثة الكلبي (ع) ، وبشير بن سعد (س) والد النعمان بن بشير إن كان محفوظا ، وبشير بن أبي مسعود الأنصاري (خ م د س ق) ، وجابر بن عبد الله (د س) ، وجمهان مولى الأسلميين ، وحجاج بن حجاج الأسلمي (د ت س) ، والحسن والحسين ابني علي بن أبي طالب ، وحكيم بن حزام (خ م ت س) وحمران بن أبان (م س) مولى عثمان بن عفان ، وحمزة بن عمرو الأسلمي (س) ، والمحفوظ أن بينهما أبا مراوح ، وعن أبي أيوب خالد بن زيد الأنصاري (خ م) ، وأبيه الزبير بن العوام (خ 4) ، وزيد بن ثابت (د س ق) ، وزبيد بن الصلت ، وسعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل (خ م د ت س) ، وسفيان بن عبد الله الثقفي (م) ، وسهل بن أبي حثمة (د) ، وعاصم بن عمر بن الخطاب (خ م د ت س) ، وعبد الله بن الأرقم (4) وقيل بينهما رجل ، وعبد الله بن [ ص: 13 ] جعفر بن أبي طالب (د سي ق) ، وأخيه عبد الله بن الزبير (ع) ، وعبد الله بن زمعة بن الأسود (ع) ، وعبد الله بن عباس (خ م س ق) ، وعبد الله بن عمر بن الخطاب (ع) ، وعبد الله بن عمرو بن العاص (خ م ت س ق) ، وعبد الرحمن بن عبد القاري (خ م د ت س) ، وعبيد الله بن عدي بن الخيار (خ د س) ، وعثمان بن طلحة الحجبي ، وعلي بن أبي طالب (د س) ، وعمر بن أبي سلمة (خ م ت س ق) ربيب النبي صلى الله عليه وسلم ، وعمرو بن العاص (س) ، وقيس بن سعد بن عبادة ، ومحمد بن مسلمة الأنصاري (خ) ، ومروان بن الحكم (خ 4) ، والمسور بن مخرمة (ع) ، ومعاوية بن أبي سفيان ، والمغيرة بن شعبة (خ د ت س) ، وناجية الأسلمي (4) ، ونافع بن جبير بن مطعم (خ) ، والنعمان بن بشير (م د س) ، ونيار بن مكرم الأسلمي (ت) ، وهشام بن حكيم بن حزام (م د س) ، ويحيى بن عبد الرحمن بن حاطب ، وأبي حميد الساعدي (خ م د) ، وأبي سعيد الخدري (د) على شك فيه ، وأبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف (د س) ، وهو من أقرانه ، وأبي مراوح الغفاري (خ م س ق) ، وأبي هريرة (خ م د ت سي) ، وأمه أسماء بنت أبي بكر الصديق (خ م د س) ، وأسماء بنت عميس (د) ، وبسرة بنت صفوان (ت س) ، وزينب بنت أبي سلمة (ع) ربيبة النبي صلى الله عليه وسلم ، وضباعة بنت الزبير بن عبد المطلب (ق) ، وخالته عائشة أم المؤمنين (ع) ، وعمرة بنت عبد الرحمن (م س ق) ، وفاطمة بنت أبي حبيش (د س) ، وفاطمة بنت قيس (خ م د س) ، وأم حبيبة بنت [ ص: 14 ] أبي سفيان (د س) ، وأم سلمة (خ س) زوجي النبي صلى الله عليه وسلم ، وأم شريك (س) ، وأم هانئ بنت أبي طالب (ق) .

                                                                          روى عنه : بكر بن سوادة الجذامي ، وتميم بن سلمة السلمي (خت م س ق) ، وجعفر بن محمد بن علي بن الحسين ، وجعفر بن مصعب (قد) ، وحبيب بن أبي ثابت (ت ق) وقيل : لم يسمع منه ، وحبيب مولى عروة بن الزبير (م) ، وخالد بن أبي عمران قاضي أفريقية (س) ، وداود بن مدرك (ق) ، والزبرقان بن عمرو بن أمية الضمري (د س) ، وزميل بن عباس مولى عروة بن الزبير (د س) ، وسعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف (خ م د س ق) ، وسعيد بن خالد بن عمرو بن عثمان بن عفان (م) ، وسليمان بن عبد الله بن عويمر الأسلمي (مد) ، وسليمان بن يسار (د ت س) وهو من أقرانه ، وشيبة الخضري (س) ، وصالح بن حسان الأنصاري (ت) ، وصالح بن كيسان (خ م د س) ، وصفوان بن سليم ، وعاصم بن عمر بن عثمان (ق) ، وعبد الله بن إنسان الطائفي (د) ، وعبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم (خ م د ت س) ، وأبو الزناد عبد الله بن ذكوان (م د ت) ، وعبد الله بن أبي سلمة الماجشون (د) ، وعبد الله بن عبيد الله بن أبي مليكة (خ س) ، وابنه عبد الله بن عروة بن الزبير (خ م ت س ق) ، وعبد الله بن نيار بن مكرم الأسلمي (م د ت س) ، وعبد الله البهي ، (بخ م 4) ، وعبد الرحمن بن حميد بن عبد الرحمن بن عوف ، وعبيد الله بن عتبة بن مسعود (س) وهو من أقرانه ، وابنه عثمان بن عروة بن الزبير (خ م د س ق) ، وعثمان بن الوليد مولى الأخنسيين (س) ، وعراك بن مالك (خ م د س) ، وعطاء بن أبي رباح (خ م س) ، وعلي بن زيد بن جدعان ، [ ص: 15 ] وابن ابنه عمر بن عبد الله بن عروة بن الزبير (خ م س) ، وعمر بن عبد العزيز (م س) ، وعمرو بن دينار (م) وعمران بن أبي أنس (مد) ومجاهد بن وردان (4) ومحمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي (خ) وابن أخيه محمد بن جعفر بن الزبير (خ م د س) وأبو الأسود محمد بن عبد الرحمن بن نوفل يتيم عروة بن الزبير (ع) وابنه محمد بن عروة بن الزبير (مد) ومحمد بن مسلم بن شهاب الزهري (ع) ومحمد بن المنكدر (خ م د ت) ومخلد بن خفاف الغفاري (4) ومسافع بن شيبة الحجبي (م) ومسلم بن قرط (د س) ومعاوية بن إسحاق بن طلحة بن عبيد الله ، والمنذر بن المغيرة (د س) وموسى بن عقبة (س) وابنه هشام بن عروة (ع) وهلال بن أبي حميد الوزان (خ م) والوليد بن أبي الوليد (د س ق) ووهب بن كيسان (س) وابنه يحيى بن عروة بن الزبير (خ م د) ويحيى بن أبي كثير (ت ق) وقيل لم يسمع منه ويزيد بن رومان (ع) ويزيد بن عبد الله بن خصيفة (م) ويزيد بن عبد الله بن قسيط (م د) ويزيد بن أبي يزيد المصري وأبو بردة بن أبي موسى الأشعري (م) وهو من أقرانه وأبو بكر بن حفص بن عمر بن سعد بن أبي وقاص (خ م) وأبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف (خ م س) وهو من أقرانه وروى أيضا عن عمر بن عبد العزيز عنه .

                                                                          ذكره محمد بن سعد في الطبقة الثانية من أهل المدينة وقال كان ثقة كثير الحديث فقيها عالما مأمونا ثبتا .

                                                                          وقال أحمد بن عبد الله العجلي مدني تابعي ثقة وكان رجلا [ ص: 16 ] صالحا لم يدخل في شيء من الفتن .

                                                                          وقال يوسف بن يعقوب الماجشون ، عن ابن شهاب : كان إذا حدثني عروة ثم حدثتني عمرة ، صدق عندي حديث عمرة حديث عروة ، فلما استخبرتهما - وفي رواية : فلما تبحرتهما - إذا عروة بحر لا ينزف .

                                                                          وقال يحيى بن أيوب المصري ، عن هشام بن عروة : كان أبي يقول : إنا كنا أصاغر قوم ثم نحن اليوم كبار ، وإنكم اليوم أصاغر وستكونون كبارا فتعلموا العلم تسودوا به قومكم ويحتاجوا إليكم ، فوالله ما سألني الناس حتى لقد نسيت .

                                                                          قال هشام : وكان أبي يدعوني وعبد الله بن عروة وعثمان وإسماعيل إخوتي وآخر قد سماه هشام ، فيقول : لا تغشوني مع الناس ، إذا خلوت فسلوني ، فكان يحدثنا ، يأخذ في الطلاق ، ثم الخلع ، ثم الحج ، ثم الهدي ، ثم كذا ، ثم يقول : كرروا علي - وفي رواية : عليه - فكان يعجب من حفظي .

                                                                          قال هشام : فوالله ما تعلمنا جزءا من ألف جزء - وفي رواية : من ألفي جزء - من أحاديثه .

                                                                          وقال سفيان بن عيينة ، عن الزهري : كان عروة يتألف الناس على حديثه .

                                                                          [ ص: 17 ] وقال الواقدي : عن محمد بن مسلم بن جماز ، عن عثمان بن حفص بن عمر بن خلدة عن الزهري ، عن قبيصة بن ذؤيب في حديث ذكره . قال : وكان عروة بن الزبير يعلمنا بدخوله على عائشة وكانت عائشة أعلم الناس يسألها الأكابر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم .

                                                                          وقال سفيان بن عيينة ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه : ما ماتت عائشة حتى تركتها قبل ذلك بثلاث سنين .

                                                                          وقال المبارك بن فضالة ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه : أنه كان يقول لنا ونحن شباب : ما لكم لا تعلمون إن تكونوا صغار قوم يوشك أن تكونوا كبار قوم ، وما خير الشيخ يكون شيخا وهو جاهل . لقد رأيتني قبل موت عائشة بأربع حجج أو خمس حجج وأنا أقول : لو ماتت اليوم ما ندمت على حديث عندها إلا وقد وعيته ، ولقد كان يبلغني عن الرجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الحديث فآتيه فأجده قد قال ، فأجلس على بابه ، فأسأله عنه .

                                                                          وقال عثمان بن عبد الحميد بن لاحق ابن عم بشر بن المفضل بن لاحق ، عن أبيه : قال عمر بن عبد العزيز : ما أحد أعلم من عروة بن الزبير وما أعلمه يعلم شيئا أجهله .

                                                                          وقال الأعمش ، عن أبي الزناد عبد الله بن ذكوان : كان فقهاء المدينة أربعة : سعيد بن المسيب ، وعروة بن الزبير ، وقبيصة بن ذؤيب ، وعبد الملك بن مروان .

                                                                          [ ص: 18 ] وقال عبد الرحمن بن أبي الزناد ، عن أبيه : كان من أدركت من فقهاء المدينة ممن ينتهى إلى قولهم ، منهم : سعيد بن المسيب ، وعروة بن الزبير ، والقاسم بن محمد بن أبي بكر ، وأبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام ، وخارجة بن زيد بن ثابت ، وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود ، وسليمان بن يسار في مشيخة سواهم من نظرائهم أهل فقه وفضل ، وفي رواية عنه : إن فقهاء المدينة الذين أخذ عنهم الرأي سبعة ، فعدهم ، وذكر منهم عروة بن الزبير .

                                                                          وقال يونس بن يزيد ، عن الزهري : كان عروة بحرا لا تكدره الدلاء ، وما رأيت أغزر حديثا من عبيد الله بن عبد الله .

                                                                          وقال معمر ، عن الزهري : أربعة من قريش وجدتهم بحورا : سعيد بن المسيب ، وعروة بن الزبير ، وأبو سلمة بن عبد الرحمن ، وعبيد الله بن عبد الله . هكذا وقع في هذه الرواية وهو وهم ، فإن عبيد الله هذلي وليس بقرشي .

                                                                          وقال خالد بن نزار ، عن سفيان بن عيينة : كان أعلم الناس بحديث عائشة ثلاثة : القاسم بن محمد ، وعروة بن الزبير ، وعمرة بنت عبد الرحمن .

                                                                          وقال عبد الرحمن بن أبي الزناد ، عن عبد الرحمن بن حميد بن [ ص: 19 ] عبد الرحمن بن عوف : دخلت مع أبي المسجد فرأيت الناس قد اجتمعوا على رجل ، فقال أبي : يا بني انظر من هذا ؟ فنظرت فإذا عروة بن الزبير . قال : قلت له : يا أبة هذا عروة بن الزبير ، وتعجبت من ذلك . فقال : يا بني لا تعجب ، فوالله لقد رأيت أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وإنهم ليسألونه .

                                                                          وقال عمارة بن غزية ، عن عثمان بن عروة : كان عروة يقول : يا بني هلموا فتعلموا فإن أزهد الناس في عالم أهله وما أشده على امرئ أن يسأل عن شيء من أمر دينه فيجهله .

                                                                          وقال عبد الرحمن بن أبي الزناد ، عن أبيه : ما رأيت أحدا أروى للشعر من عروة . فقيل له : ما أرواك يا أبا عبد الله . فقال : وما روايتي في رواية عائشة ما كان ينزل بها شيء إلا أنشدت فيه شعرا .

                                                                          وقال معمر ، عن هشام بن عروة : أن أباه حرق كتبا له فيها فقه ثم قال : لوددت أني كنت فديتها بأهلي ومالي . وقال الأصمعي ، عن عبد الرحمن بن أبي الزناد : قال عروة بن الزبير : كنا نقول : لا نتخذ كتابا مع كتاب الله فمحوت كتبي ، فوالله لوددت أن كتبي عندي ، إن كتاب الله قد استمرت مريرته .

                                                                          وقال ضمرة بن ربيعة ، عن ابن شوذب : كان عروة بن الزبير يقرأ ربع القرآن كل يوم نظرا في المصحف ويقوم به الليل ، فما تركه إلا ليلة قطعت رجله ، ثم عاود جروه من الليلة المقبلة . قال : وكان وقع في رجله الآكلة فنشرها . قال : وكان عروة إذا كان أيام الرطب ثلم حائطه فيدخل الناس فيأكلون ويحملون ، وكان إذا دخله ردد هذه الآية : [ ص: 20 ] ولولا إذ دخلت جنتك قلت ما شاء الله لا قوة إلا بالله حتى يخرج .

                                                                          وقال سفيان بن عيينة ، عن هشام بن عروة : خرج عروة بن الزبير إلى الوليد بن عبد الملك فخرجت برجله آكلة فقطعها ، وسقط ابن له عن ظهر بيت ، فوقع تحت أرجل الدواب فقطعته ، فأتاه رجل يعزيه ، فقال : بأي شيء تعزيني ؟ ولم يدر بابنه . فقال له رجل : ابنك يحيى قطعته الدواب . قال : وايم الله لئن كنت أخذت ، لقد أعطيت ، ولئن كنت ابتليت لقد عافيت ، وقال : لقد لقينا من سفرنا هذا نصبا

                                                                          وقال عبد الرحمن بن أبي الزناد ، عن هشام بن عروة : لما أصيب عروة بن الزبير برجله وبابنه محمد ، قال : اللهم كانوا سبعة فأخذت واحدا وأبقيت ستة ، وكن أربعا فأخذت واحدة وأبقيت ثلاثا ، وأيمنك لئن كنت أخذت لقد أبقيت ، ولئن كنت ابتليت لقد أعفيت .

                                                                          وهذا هو المحفوظ ، أن الذي أصيب محمد لا يحيى .

                                                                          وقال عمرو بن عبد الغفار ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه : وقعت الآكلة في رجله ، فقيل له : ألا ندعو لك طبيبا . قال : إن شئتم . فجاء الطبيب فقال : أسقيك شرابا يزول فيه عقلك . فقال : امض لشأنك ما طننت أن خلقا يشرب شرابا ويزول فيه عقله حتى لا يعرف ربه ، قال : [ ص: 21 ] فوضع المنشار على ركبته اليسرى ونحن حوله فما سمعنا له حسا ، فلما قطعها جعل يقول : لئن أخذت لقد أبقيت ولئن ابتليت لقد عافيت ، وما ترك حزبه من القراءة تلك الليلة .

                                                                          وقال الزبير بن بكار : حدثني عبد الملك بن عبد العزيز وغيره أن عيسى بن طلحة جاء إلى عروة بن الزبير حين قدم من عند الوليد بن عبد الملك وقد قطعت رجله فقال لبعض بنيه : اكشف لعمك عن رجلي ينظر إليها . فنظر فقال عيسى بن طلحة : يا أبا عبد الله ما أعددناك للصراع ولا للسباق ولقد بقى الله لنا ما كنا نحتاج إليه منك : رأيك وعلمك . فقال عروة : ما عزاني أحد عن رجلي مثلك . وقال عبد الملك بن عبد العزيز : أخبرني ذلك يوسف بن الماجشون .

                                                                          وقال علي بن المبارك الهنائي ، عن هشام بن عروة : أن أباه كان يصوم الدهر كله إلا يوم الفطر ويوم النحر ، ومات وهو صائم .

                                                                          وقال حفص بن غياث ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه : إذا رأيت الرجل يعمل الحسنة فاعلم أن لها عنده أخوات ، وإذا رأيته يعمل السيئة فاعلم أن لها عنده أخوات ، فإن الحسنة تدل على أختها وإن السيئة تدل على أختها .

                                                                          وقال مصعب بن عبد الله الزبيري ، عن هشام بن عروة : قال عروة بن الزبير : رب كلمة ذل احتملتها أورثتني عزاء طويلا .

                                                                          وقال جرير بن عبد الحميد ، عن هشام بن عروة : ما سمعت أحدا من أهل الأهواء يذكر عروة إلا بخير .

                                                                          [ ص: 22 ] وقال عبد الرحمن بن أبي الزناد ، عن هشام بن عروة : ما سمعت أبي يقول في شيء قط برأيه . قال : وقال أبي : ما حدثت أحدا بشيء من العلم قط لا يبلغه عقله إلا كان ذلك ضلالة عليه .

                                                                          وقال أبو أسامة ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه : رددت أنا وأبو بكر بن عبد الرحمن من الطريق يوم الجمل ، استصغرنا .

                                                                          وقال أبو بشر الدولابي ، عن جعفر بن علي بن إبراهيم العباسي : حدثنا أحمد بن محمد بن أيوب المغيري ، قال : ولد عروة بن الزبير سنة ثلاث وعشرين .

                                                                          وقال خليفة بن خياط : وفي آخر خلافة عمر ، يقال : في سنة ثلاث وعشرين ، ولد عروة بن الزبير .

                                                                          وقال المفضل بن غسان الغلابي ، عن مصعب بن عبد الله الزبيري : ولد عروة لست سنين خلت من خلافة عثمان ، وكان بينه وبين أخيه عبد الله بن الزبير عشرون سنة .

                                                                          وقال عثمان بن خرزاذ الأنطاكي ، عن مصعب بن عبد الله الزبيري : ولد عروة بن الزبير سنة تسع وعشرين .

                                                                          وقال يعقوب بن سفيان ، عن عيسى بن هلال السليحي ، عن أبي حيوة شريح بن يزيد ، عن شعيب بن أبي حمزة ، عن الزهري ، عن عروة : كنت غلاما لي ذؤابتان فقمت أركع ركعتين بعد العصر فبصر بي عمر بن الخطاب ومعه الدرة ، فلما رأيته فررت منه فأحضر في طلبي [ ص: 23 ] حتى تعلق بذؤابتي . قال : فنهاني . فقلت : يا أمير المؤمنين لا أعود .

                                                                          هكذا وقع في هذه الرواية ، وهو وهم . والأشبه أن يكون ذلك جرى لأخيه عبد الله بن الزبير فإنه كان غلاما في عهد عمر ، ويكون اسمه قد سقط على بعض الرواة والله أعلم .

                                                                          وقال أبو الحسن بن البراء ، عن علي بن المديني : مات عروة ، وابن المسيب وأبو بكر بن عبد الرحمن سنة إحدى أو اثنتين وتسعين .

                                                                          وقال يعقوب بن سفيان ، عن علي بن المديني : مات عروة ، وأبو بكر بن عبد الرحمن ، وعبيد الله بن عبد الله سنة اثنتين وتسعين .

                                                                          وذكره أبو سليمان بن زبر فيمن مات سنة اثنتين وتسعين ، ثم ذكره فيمن مات سنة أربع وتسعين ، وقال : هذا أثبت من الأول .

                                                                          وقال إسماعيل بن إسحاق القاضي ، عن علي بن المديني : مات سعيد بن المسيب ، وعروة بن الزبير ، وأبو بكر بن عبد الرحمن سنة ثلاث وتسعين .

                                                                          وقال الحسين بن إسحاق التستري عن النضر عن أبي نعيم ، وأبو سعيد بن يونس ، وخليفة بن خياط : مات سنة ثلاث وتسعين .

                                                                          وقال الهيثم بن عدي ، وأبو عبيد ، ومحمد بن سعد ، ومحمد بن عبد الله بن نمير ، وعمرو بن علي ، وأبو عمر الضرير : [ ص: 24 ] مات سنة أربع وتسعين .

                                                                          زاد محمد بن سعد : بأمواله بالفرع ودفن هناك .

                                                                          وكذلك قال الواقدي عن عبد الحكم بن عبد الله بن أبي فروة ، قال الواقدي : وكان يقال لهذه السنة سنة الفقهاء .

                                                                          وقال معاوية بن صالح ، عن يحيى بن معين في تسمية تابعي أهل المدينة ومحدثيهم : أبو بكر بن عبد الرحمن مات سنة أربع وتسعين ، وعروة بن الزبير ، وسعيد ، وعلي بن الحسين ، وكان يقال : سنة الفقهاء .

                                                                          وقال أبو بكر بن أبي خيثمة ، عن يحيى بن معين : عروة بن الزبير مات سنة أربع أو خمس وتسعين ، وكان يوم الجمل ابن ثلاث عشرة سنة فاستصغر فردوه .

                                                                          وقال يحيى بن بكير : مات سنة خمس وتسعين .

                                                                          وقال مصعب بن عبد الله الزبيري ، وابن أخيه الزبير بن بكار : توفي عروة بن الزبير وهو ابن سبع وستين سنة .

                                                                          وقال البخاري ، عن هارون بن محمد الفروي : مات عروة سنة تسع وتسعين أو مائة أو إحدى ومائة اختلف فيه .

                                                                          وقال في موضع آخر : حدثني هارون بن محمد ، قال : سمعت [ ص: 25 ] بعض أصحابنا قال : مات عروة سنة تسع وتسعين أو إحدى ومائة .

                                                                          روى له الجماعة .

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية