الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          صفحة جزء


                                                                          3941 - (ع) : عطاء بن أبي مسلم الخراساني ، أبو أيوب ، [ ص: 107 ] ويقال : أبو عثمان ، ويقال : أبو محمد ، ويقال : أبو صالح ، البلخي نزيل الشام ، مولى المهلب بن أبي صفرة الأزدي ، واسم أبيه أبي مسلم : عبد الله ، ويقال : ميسرة .

                                                                          روى عن : أنس بن مالك (ق) مرسل ، وكذلك كل من ذكر هنا من الصحابة ، وعن الحسن البصري ، وحمران مولى العبلات (سي) ، وسعيد بن جبير ، وسعيد بن أبي سعيد المقبري ، وسعيد بن المسيب (مد س) ، وأبي سفيان طلحة بن نافع ، وعبد الله بن بريدة (م) ، وعبد الله بن السعدي ، وعبد الله بن عباس (خ مد ق) ، [ ص: 108 ] وعبد الله بن محيريز ، وعبد الرحمن بن أبي ليلى ، وعدي بن عدي الكندي ، وعروة بن الزبير ، وعطاء بن أبي رباح (ت) ، وعكرمة مولى ابن عباس ، وعلي بن أبي طلحة ، وعمرو بن شعيب (ق) ، وكعب بن عجرة ، ومحمد بن مسلم بن شهاب الزهري ، ومطرف بن مطاع ، ومعاذ بن جبل ، والمغيرة بن شعبة (د ق) ، ونافع مولى ابن عمر (د سي) ، ونعيم بن سلامة الفلسطيني ، ونعيم بن أبي هند ، ويحيى بن عمرو بن عقبة ، ويحيى بن أبي المطاع ابن أخت بلال ، ويحيى بن يعمر البصري (د ت) ، وأبي إدريس الخولاني ، وأبي الدرداء (ق) ، وأبي الغوث الفرعي (ق) ، وأبي مسلم الخولاني ، وأبي نضرة العبدي ، وأبي هريرة (ق) .

                                                                          روى عنه : إبراهيم بن طهمان (سي) ، وأسامة بن زيد بن أسلم ، وأبو عبد الرحمن إسحاق بن أسيد الخراساني (د) ، وإسماعيل بن عياش ، وحبيب بن أبي مرزوق الرقي ، وحماد بن سلمة (د ت) ، وأبو سلام خالد بن سلام الخثعمي ، وداود بن أبي هند (قد) ، ورجاء بن أبي سلمة ، وزيد بن واقد ، وسعيد بن عبد العزيز ، وسفيان الثوري ، وشعبة بن الحجاج (س) ، وشعيب بن رزيق المقدسي (قد ت) ، والضحاك بن عبد الرحمن بن أبي حوشب ، والضحاك بن مزاحم (س) ، وهو أكبر منه ، وضرار بن عمرو الملطي ، وعبد الله بن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر ، وعبد الرحمن بن حسان . [ ص: 109 ] الكناني ، وعبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي (س) ، وعبد الرحمن بن يزيد بن جابر ، وعبد العزيز بن عبد الملك القرشي (د) ، وعبد الملك بن جريج (خ مد ق) ، وعتبة بن أبي حكيم الطبراني ، وابنه عثمان بن عطاء الخراساني (خد ق) ، وعروة بن رويم اللخمي ، وعطاء بن أبي رباح وهو من شيوخه ، وعمر بن أبي خليفة العبدي ، وعمر بن المثنى الأشجعي (ق) ، وعمرو بن الحارث المصري ، والقاسم بن أبي بزة المكي (سي) ، والقاسم بن عاصم الكليبي (مد) ، وكلثوم بن محمد بن أبي سدرة الحلبي ، ومالك بن أنس (مد) ، والمثنى بن الصباح ، وأبو رجاء محمد بن يوسف الأزدي ، ومطر الوراق ، ومعمر بن راشد ، وموسى بن عيسى القرشي ، ونجم بن فرقد العطار ، وهشام بن سعد المدني (مد) ، وهشام بن يحيى بن يحيى الغساني ، ويحيى بن حمزة الحضرمي ، ويزيد بن عبد الله بن الهاد ، ويزيد بن أبي مريم الشامي ، ويونس بن راشد قاضي حران ، ويونس بن يزيد الأيلي .

                                                                          قال إسحاق بن منصور ، وعباس الدوري عن يحيى بن معين : ثقة .

                                                                          وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم ، عن أبيه : ثقة صدوق . قلت : يحتج به ؟ قال : نعم .

                                                                          [ ص: 110 ] وقال أبو داود : لم يدرك ابن عباس ولم يره .

                                                                          وقال النسائي : ليس به بأس .

                                                                          وقال الدارقطني : ثقة في نفسه إلا أنه لم يلق ابن عباس .

                                                                          وقال حجاج بن محمد ، عن شعبة : حدثنا عطاء الخراساني وكان نسيا .

                                                                          وقال أحمد بن عبد الوهاب بن نجدة ، عن أبيه ، عن الوليد بن مسلم ، عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر : كنا نغزو مع عطاء الخراساني فكان يحيي الليل من أوله إلى آخره إلا نومة السحر .

                                                                          وقال الحافظ أبو نعيم الأصبهاني فيما أخبرنا أحمد بن أبي الخير عن القاضي أبي المكارم اللبان إذنا ، عن أبي علي الحداد عنه : حدثنا أبو بكر بن مالك ، قال : حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، قال : حدثني أبي .

                                                                          (ح) : قال وحدثنا أبو محمد بن حيان ، قال : حدثنا جعفر الفريابي ، قال : حدثنا دحيم .

                                                                          (ح) : قال : وحدثنا أحمد بن إسحاق ، قال : حدثنا أبو يحيى الرازي ، قال : حدثنا محمد بن مهران الجمال .

                                                                          (ح) : قال : وحدثنا أبو حامد بن جبلة ، قال : حدثنا محمد بن إسحاق ، قال : حدثنا عبيد الله بن سعيد ، قالوا : حدثنا الوليد بن مسلم ، قال : حدثنا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر ، قال : كنا نغازي عطاء وكان يحيي الليل صلاة ، فإذا ذهب من الليل ثلثه أو نصفه نادانا [ ص: 111 ] وهو في فسطاطه يسمعنا : يا عبد الرحمن بن يزيد ويا يزيد بن يزيد ويا هشام بن الغاز ويا فلان ويا فلان قوموا فتوضؤوا وصلوا ، فإن قيام هذا الليل صيام هذا النهار أيسر من شراب الصديد ومقطعات الحديد ، الوحا الوحا ! النجا النجا ! ثم يقبل على صلاته .

                                                                          وبه : قال : حدثنا سليمان بن أحمد ، قال : حدثنا أبو زرعة الدمشقي ، قال : حدثنا أبو مسهر ، قال : حدثنا سعيد بن عبد العزيز ، قال : كان عطاء الخراساني إذا لم يجد أحدا يحدثه أتى المساكين فحدثهم .

                                                                          وبه : قال : حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ، قال : حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة ، قال : حدثنا منجاب بن الحارث ، قال : حدثنا عيسى بن يونس عن عثمان بن عطاء عن أبيه ، قال : إن أوثق عملي في نفسي نشري العلم .

                                                                          وبه : قال : حدثنا سليمان بن أحمد ، قال : حدثنا محمد بن عبيد بن آدم ، قال : حدثنا أبو عمير الرملي . تقال : حدثنا ضمرة عن إبراهيم بن أبي عبلة ، قال : كنا نجلس إلى عطاء الخراساني بعد الصبح فيدعو بدعوات ، فقام ذات يوم رجل من المؤذنين فتكلم فأنكر رجاء بن حيوة صوته ، فقال : من هذا ؟ فقال : أنا يا أبا المقدام . فقال رجاء : اسكت فإنا نكره أن نسمع الخير إلا من أهله .

                                                                          وبه : قال : حدثنا عبد الله بن محمد ، قال : حدثنا محمد بن أحمد بن معدان . قال : حدثنا عبد الله بن هاني المقدسي ، قال : حدثنا ضمرة عن عثمان بن عطاء عن أبيه ، قال قال موسى عليه السلام : " يا [ ص: 112 ] رب مائة موتة أهون علي من ذل ساعة " . قال : وطاب نفسا بالموت وما قبض نبي حتى يطيب نفسا بالموت .

                                                                          وبه : قال : حدثنا سليمان بن أحمد ، قال : حدثنا عبد الله بن وهيب الغزي ، قال : حدثنا محمد بن أبي السري ، قال : حدثنا ضمرة ، عن عثمان بن عطاء ، عن أبيه ، قال : نسجت العنكبوت مرتين ، مرة على داود حين كان جالوت يطلبه ، ومرة على النبي صلى الله عليه وسلم في الغار .

                                                                          وبه : قال : حدثنا أبو بكر بن مالك ، قال : حدثنا عبد الله بن أحمد ، قال : حدثنا هارون بن معروف .

                                                                          (ح) : قال : وحدثنا سليمان بن أحمد ، قال : حدثنا محمد بن عبيد بن آدم ، قال : حدثنا أبو عمير ، قالا : حدثنا ضمرة ، عن رجاء بن أبي سلمة ، عن عطاء ، أنه قال : للعيب أسرع إلى من يتحرى الخير من الدسم في الثوب الجديد .

                                                                          وبه : قال : حدثنا أحمد بن إسحاق ، قال : حدثنا أبو بكر بن أبي داود ، قال : حدثنا عباس بن الوليد ، قال : أخبرني أبي ، قال : حدثنا الأوزاعي ، قال : قال عطاء الخراساني : أبى الله أن يأذن لصاحب بدعة بتوبة .

                                                                          وبه : قال : حدثنا سليمان بن أحمد ، قال : حدثنا محمد بن عبيد بن آدم ، قال : حدثنا أبو عمير ابن النحاس ، قال : حدثنا ضمرة ، عن عثمان بن عطاء ، عن أبيه ، قال : لما رأيت الصحاف الصغار قد ظهرت عرفت أن البركة قد رفعت .

                                                                          وبه : قال : حدثنا عبد الله بن محمد ، قال : حدثنا أبو بكر [ ص: 113 ] محمد بن أحمد بن راشد بن معدان قال : حدثنا أبو عمير قال : حدثنا ضمرة عن ابن عطاء عن أبيه قال تعاهدوا إخوانكم بعد ثلاث فإن كانوا مرضى فعودوهم وإن كانوا مشاغيل فأعينوهم وإن كانوا نسوا فذكروهم قال وكان يقال امش ميلا وعد مريضا امش ميلين وأصلح بين اثنين امش ثلاثا وزر في الله .

                                                                          وبه : عن أبيه قال لا ينبغي للعالم أن يعدو صوته مجلسه .

                                                                          قال وقال عطاء مجلس العلم ريض بعضهم خلف بعض .

                                                                          وبه قال : حدثنا أحمد بن إسحاق قال : حدثنا أبو بكر بن أبي داود قال : حدثنا جعفر بن مسافر قال : حدثنا بشر بن بكر قال : حدثنا الأوزاعي قال : حدثنا عطاء الخراساني قال ثلاثة لم تكن منهن واحدة في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يحلف أحد منهم على قسامه ولم يكن فيهم حروري ولم يكن فيهم مكذب بقدر .

                                                                          وبه قال : حدثنا أبي ، قال : حدثنا محمد بن أحمد بن يزيد ، قال : حدثنا أحمد بن محمد الكناني ، قال : حدثنا أبو النضر هاشم بن القاسم ، قال : حدثنا أبو معشر عن منصور بن عريب عن عطاء قال إذا كان خمس كان خمس إذا أكل الربا كان الخسف والزلزلة وإذا جار الحكام قحط المطر وإذا ظهر الزنى كثر الموت وإذا منعت الزكاة هلكت الماشية وإذا تعدي على أهل الذمة كانت الدولة .

                                                                          وبه قال : حدثنا أحمد بن إسحاق ، قال : حدثنا أبو بكر بن أبي عاصم ، قال : حدثنا أبو عمير الرملي ، قال : حدثنا ضمرة عن رجاء بن أبي سلمة عن عطاء الخراساني قال طلب الحوائج من الشباب أيسر [ ص: 114 ] منه من الشيوخ ، ألم تر إلى قول يوسف : لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وقال يعقوب : سوف أستغفر لكم ربي

                                                                          وبه : قال : حدثنا سليمان بن أحمد ، قال : حدثنا عبد الجبار بن أبي عامر السحليني ، قال : حدثني أبي ، قال : حدثنا أبو سلام خالد بن سلام السحليني الخثعمي ، قال : حدثنا عطاء ، قال : مكتوب في التوراة : كل تزويج على غير هوى حسرة وندامة إلى يوم القيامة .

                                                                          قال أبو عبيد : مات سنة ثلاث وثلاثين ومائة .

                                                                          وقال ابنه عثمان بن عطاء : مات سنة خمس وثلاثين ومائة .

                                                                          وقال الحافظ أبو نعيم الأصبهاني : كان مولده سنة خمسين ، ووفاته سنة خمس وثلاثين ومائة .

                                                                          وقال سعيد بن عبد العزيز : توفي بأريحا ، فحمل فدفن في بيت المقدس .

                                                                          [ ص: 115 ] روى له الجماعة .

                                                                          روى له البخاري حديثين لم ينسبه في واحد منهما ، والظاهر أنه اعتقد أنه عطاء بن أبي رباح ، قال في تفسير سورة نوح : حدثنا إبراهيم بن موسى ، قال : أخبرنا هشام ، عن ابن جريج . قال : وقال عطاء عن ابن عباس : كانت الأوثان التي كانت في قوم نوح في العرب . . . الحديث بطوله موقوف .

                                                                          وقال في كتاب " الطلاق " في نكاح من أسلم من المشركات : وعدتهن بهذا الإسناد سواء عن ابن عباس ، قال : كان المشركون على منزلتين من النبي صلى الله عليه وسلم . . . الحديث قال الحافظ أبو مسعود الدمشقي في " الأطراف " : هذان الحديثان ثبتا من تفسير ابن جريج ، عن عطاء الخراساني ، عن ابن عباس ، وابن جريج لم يسمع التفسير من عطاء الخراساني إنما أخذ الكتاب من ابنه ونظر فيه .

                                                                          [ ص: 116 ] وقال علي بن المديني في كتاب " العلل " : سمعت هشام بن يوسف قال : قال لي ابن جريج : سألت عطاء عن التفسير من البقرة وآل عمران ، فقال : اعفني من هذا . قال هشام : فكان بعد إذا قال : عطاء عن ابن عباس ، قال : الخراساني قال هشام : فكتبنا حينا ثم [ ص: 117 ] مللنا . قال علي بن المديني : يعني كتبنا ما كتبنا أنه عطاء الخراساني . قال علي بن المديني : وإنما كتبت هذه القصة لأن محمد بن ثور كان يجعلها عطاء عن ابن عباس ، فظن الذين حملوها عنه أنه عطاء بن أبي رباح .

                                                                          وقال الحافظ أبو بكر الخطيب : كل حديث يرويه ابن جريج عن عطاء غير منسوب عن ابن عباس ، ويذكر فيه سماع عطاء من ابن عباس فهو عطاء بن أبي رباح ، لأن عطاء الخراساني لم يسمع من ابن عباس ولا لقيه ، وإنما كان يرسل الرواية عنه وقل حديث يرويه ابن جريج عن عطاء الخراساني إلا وهو يعرفه . وأما أحاديث عطاء بن أبي رباح فأكثرها بل عامتها ، يقول فيها ابن جريج : أخبرني عطاء من غير أن ينسبه ، والله أعلم .

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية