الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                    معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                    كشف المعاني في المتشابه من المثاني

                                                                                                                                                                    ابن جماعة - بدر الدين محمد بن إبراهيم بن جماعة

                                                                                                                                                                    28 - مسألة :

                                                                                                                                                                    قوله تعالى: وإذ نجيناكم من آل فرعون يسومونكم سوء العذاب يذبحون وفي إبراهيم: ويذبحون بالواو وفي الأعراف: يقتلون ؟

                                                                                                                                                                    جوابه:

                                                                                                                                                                    أنه جعل (يذبحون) هنا بدلا من (يسومونكم) وخص الذبح بالذكر لعظم وقعه عند الأبوين، ولأنه أشد على النفوس.

                                                                                                                                                                    وفي سورة إبراهيم تقدم قوله تعالى: وذكرهم بأيام الله فناسب العطف على سوم العذاب للدلالة على أنه نوع آخر، كأنه قال: (يعذبونكم ويذبحون) ففيه [ ص: 96 ] يعدد أنواع النعم التي أشير إليها بقوله تعالى: وذكرهم بأيام الله .

                                                                                                                                                                    وقد يقال: آية البقرة والأعراف من كلام الله تعالى لهم فلم يعدد المحن، وآية إبراهيم من كلام موسى - عليه السلام - فعددها.

                                                                                                                                                                    وقوله تعالى: (يقتلون) هو في تنويع الألفاظ، ويحتمل أنه لما تعدد هنا ذكر النعم أبدل: (يذبحون) من (يسومون) وفي إبراهيم عطفه ليحصل نوع من تعدد النعم ليناسب قوله تعالى: " اذكروا نعمة الله عليكم" .

                                                                                                                                                                    التالي السابق


                                                                                                                                                                    الخدمات العلمية