الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  7081 145 - حدثنا محمد بن سنان، حدثنا فليح، حدثنا هلال، عن عطاء بن يسار، عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يوما يحدث وعنده رجل من أهل البادية أن رجلا من أهل الجنة استأذن ربه في الزرع، فقال له: أولست فيما شئت قال: بلى ولكني أحب أن أزرع، فأسرع وبذر، فتبادر الطرف نباته واستواؤه واستحصاده وتكويره أمثال الجبال، فيقول الله تعالى: دونك يا ابن آدم فإنه لا يشبعك شيء. فقال الأعرابي: يا رسول الله لا تجد هذا إلا قرشيا أو أنصاريا، فإنهم أصحاب زرع، فأما نحن فلسنا بأصحاب زرع، فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم.

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة ظاهرة. ومحمد بن سنان بكسر السين المهملة وتخفيف النون الأولى، وفليح مصغرا ابن سليمان وقد مر غير مرة، وهلال هو ابن علي، وعطاء بن يسار ضد اليمين.

                                                                                                                                                                                  ومضى الحديث في كتاب المزارعة في باب مجرد عقيب باب كراء الأرض بالذهب.

                                                                                                                                                                                  قوله: "وعنده" الواو فيه للحال.

                                                                                                                                                                                  قوله: "أن رجلا هو مفعول يحدث.

                                                                                                                                                                                  قوله: "أولست" الهمزة فيه للاستفهام، والواو للعطف، أي: أوما رضيت بما أنت فيه من النعم.

                                                                                                                                                                                  قوله: "فتبادر الطرف" بالنصب. وقوله: "نباته" بالرفع فاعل تبادر، يعني نبت قبل طرفة عين واستوى واستحصد.

                                                                                                                                                                                  قوله: "وتكويره" أي: جمعه كما في البيدر.

                                                                                                                                                                                  قوله: "دونك " أي: خذه.

                                                                                                                                                                                  قوله: "فإنه لا يشبعك شيء" من الإشباع كذا في رواية الأكثرين، وفي رواية المستملي "لا يسعك" من الوسع.

                                                                                                                                                                                  قيل: قوله تعالى: إن لك ألا تجوع فيها ولا تعرى معارض لهذا، وأجيب بأن نفي الشبع لا ينافي الجوع; لأن بينهما واسطة وهي الكفاية قيل: ينبغي أن لا يشبع; لأن [ ص: 175 ] الشبع يمنع طول الأكل المستلذ منه مدة الشبع، والمقصود منه بيان حرصه وترك القناعة، كأنه قال: لا يشبع عينك شيء. ويقال: واختلف في الشبع في الجنة، والصواب أن لا يشبع فيها؛ إذ لو كان لمنع دوام الأكل المستلذ، وأكل أهل الجنة لا عن جوع فيها.

                                                                                                                                                                                  قوله: "فقال الأعرابي" مفرد الأعراب، قاله الكرماني، وفيه تأمل، والأعراب جنس من العرب يسكنون البوادي، لا زرع لهم ولا استنبات.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية