الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          1952 حدثنا نصر بن علي الجهضمي حدثنا عامر بن أبي عامر الخزاز حدثنا أيوب بن موسى عن أبيه عن جده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما نحل والد ولدا من نحل أفضل من أدب حسن قال أبو عيسى هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث عامر بن أبي عامر الخزاز وهو عامر بن صالح بن رستم الخزاز وأيوب بن موسى هو ابن عمرو بن سعيد بن العاصي وهذا عندي حديث مرسل

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله : ( حدثنا عامر بن أبي عامر الخزاز ) بمعجمات قال الذهبي في الميزان عامر بن أبي عامر صالح بن رستم الخزاز عن يونس بن عبيدة وغيره ، قال أبو حاتم : ليس بالقوي ، وقال ابن عدي : في حديثه بعض النكرة ، ثم ذكر الذهبي حديثه المذكور في الباب ، وقال الحافظ في التقريب : صدوق سيئ الحفظ أفرط فيه ابن حبان فقال يضع انتهى .

                                                                                                          ( حدثنا أيوب بن موسى ) بن عمرو بن سعيد بن العاص أبو موسى المكي الأموي ثقة ( عن أبيه ) أي موسى بن عمرو ، قال في التقريب : مستور ، وقال الخزرجي : وثقه ابن حبان ( عن جده ) يحتمل أن يعود الضمير على أيوب ، ويحتمل أن يعود على موسى ، وسيأتي تفصيله في آخر الباب .

                                                                                                          [ ص: 72 ] قوله : ( ما نحل ) أي ما أعطى والد ولدا ( من نحل ) بضم النون ويفتح أي عطية أو إعطاء ففي النهاية : النحل العطية والهبة ابتداء من غير عوض ولا استحقاق ، يقال : نحله ينحله نحلا بالضم ، والنحلة بالكسر العطية ( أفضل من أدب حسن ) أي من تعليمه ذلك ومن تأديبه بنحو توبيخ وتهديد وضرب على فعل الحسن وتجنب القبيح ، فإن حسن الأدب يرفع العبد المملوك إلى رتبة الملوك .

                                                                                                          قوله : ( هذا حديث غريب ) وأخرجه البيهقي في شعب الإيمان ( وهذا عندي حسن مرسل ) قال الحافظ في تهذيب التهذيب في ترجمة موسى بن عمرو بن سعيد بن العاص بعد نقل كلام الترمذي : هذا الضمير في جده يعود على موسى ، فالحديث عن رواية سعيد وقد ولد في حياة النبي صلى الله عليه وسلم والظاهر أن له رؤية ، وأما عمرو وهو الأشدق فلا صحبة له بل ولم يولد إلا في زمان عثمان ، والحديث على كل حال مرسل ، وقال في ترجمة سعيد بن العاص : قال ابن سعد : قبض النبي صلى الله عليه وسلم ولسعيد تسع سنين ، روى عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا ، وقال فيها أيضا : يحتمل أن يكون ضمير الجد على أيوب وهذا ظاهر ، ويحتمل أن يعود على موسى فيكون الحديث من مسند سعيد بن العاص ، فيستفاد منه أن الترمذي أخرج لسعيد أيضا ، وهو مع ذلك مرسل إذ لم يثبت سماع سعيد انتهى .




                                                                                                          الخدمات العلمية