الباء متعلق بمحذوف تقديره : أبدأ بسم الله أو أتبرك ، وأسقطت الألف من الاسم طلبا للخفة لكثرة الاستعمال ، وقيل : لما أسقطوا الألف ردوا طولها على الباء ليكون دالا على سقوط الألف . وذكر أبو البقاء في الاسم خمس لغات : إسم وأسم بكسر الهمزة وضمها ، وسم وسم بكسر السين وضمها ، وسمى كهدى . وفي معناه ثلاثة أوجه ، أحدها : أنه بمعنى التسمية ، والثاني : أن في الكلام حذف مضاف تقديره باسم مسمى الله ، والثالث : أن " اسم " زيادة ومن ذلك قول الشاعر :
إلى الحول ثم اسم السلام عليكما ومن يبك حولا كاملا فقد اعتذر
." [ ص: 73 ] " .
أي السلام عليكما .
" والرحمن الرحيم " .
قال أبو البقاء : يجوز نصبهما على إضمار " أعني " ورفعهما على تقدير : هو . واختلفوا فيهما ، فقيل : هما بمعنى واحد ؛ كندمان ونديم ، ذكر أحدهما بعد الآخر تطميعا لقلوب الراغبين ، وقيل : هما بمعنيين ، فالرحمن بمعنى الرازق للخلق في الدنيا على العموم ، والرحيم بمعنى العافي عنهم في الآخرة ، وهو خاص بالمؤمنين ، ولذلك قيل : يا رحمن الدنيا ورحيم الآخرة ، ولذلك يدعى غير الله تعالى رحيما ، ولا يدعى رحمانا ، فالرحمن عام المعنى خاص اللفظ ، والرحيم : عام اللفظ خاص المعنى .