الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            معلومات الكتاب

                                                                                                                                            الحاوي الكبير في فقه مذهب الإمام الشافعي

                                                                                                                                            الماوردي - أبو الحسن علي بن محمد بن حبيب الماوردي

                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            فصل : ثم استعمل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أبا بكر على الحج بالناس ، فخرج من المدينة في ثلاثمائة رجل ، وبعث معه عشرين بدنة قلدها وأشعرها بيده ، وعليها ناجية بن جندب الأسلمي ، وساق أبو بكر خمس بدنات ، وحج فيها عبد الرحمن بن عوف ، وساق هديا ، وبعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عليا على أثره ، ليقرأ على الناس سورة : " براءة " فأدركه بالعرج وأخذها منه فقال له أبو بكر : أستعملك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على الحج ؟ قال : لا . ولكن بعثني لأقرأ سورة " براءة " على الناس ، وأنبذ إلى كل ذي عهد عهده ، فحج أبو بكر بالناس ، وقرأ علي - عليه السلام - " براءة " إلى أربعين آية منها في يوم النحر عند العقبة وقال : لا يحجن بعد هذا العام مشرك ، ولا يطوفن بالبيت عريان ، ومن كان بينه وبين رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عهد فله عهده إلى مدته ، وإن الله لا يدخل الجنة إلا من كان مسلما . وفي هذه السنة نعى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - النجاشي إلى المسلمين ، وصلى عليه بالمدينة في رجب ، وكبر أربعا .

                                                                                                                                            وفي ذي القعدة منها مات عبد الله بن أبي ابن سلول بعد أن مرض عشرين يوما ، فكان له في هذه السنة غزوة وسريتان . والله أعلم وأحكم .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية