الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            معلومات الكتاب

                                                                                                                                            الحاوي الكبير في فقه مذهب الإمام الشافعي

                                                                                                                                            الماوردي - أبو الحسن علي بن محمد بن حبيب الماوردي

                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            فصل :

                                                                                                                                            روت عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : تجافوا لذوي الهيئات عن عثراتهم .

                                                                                                                                            وروي أقيلوا ذوي الهيئات عثراتهم .

                                                                                                                                            وفي ذوي الهيئات هاهنا وجهان :

                                                                                                                                            أحدهما : أنهم أصحاب الصغائر دون الكبائر .

                                                                                                                                            والثاني : أنهم الذين إذا ألموا بالذنب ندموا عليه ، وتابوا منه .

                                                                                                                                            وفي عثراتهم هاهنا وجهان :

                                                                                                                                            أحدهما : أنها صغائر الذنوب التي لا توجب الحدود .

                                                                                                                                            والثاني : أنها أول معصية زل فيها مطيع . فأما قول الله تعالى : الذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش إلا اللمم [ النجم : 32 ] .

                                                                                                                                            ففي كبائر الإثم ثلاث تأويلات :

                                                                                                                                            أحدها : أنها الشرك بالله .

                                                                                                                                            والثاني : ما لا يكفر إلا بالتوبة .

                                                                                                                                            والثالث : ما زجر الله تعالى عنه بالحد .

                                                                                                                                            وفي الفواحش هاهنا تأويلان :

                                                                                                                                            أحدهما : الزنا خاصة .

                                                                                                                                            والثاني : جميع المعاصي .

                                                                                                                                            وفي اللمم المستثنى من ذلك خمسة تأويلات :

                                                                                                                                            أحدها : أنه ما هم به ولم يفعله .

                                                                                                                                            والثاني : أنه ما يأت منه ولم يعاوده .

                                                                                                                                            والثالث : أنها الصغائر من الذنوب التي لا توجب حدا ولا وعيدا .

                                                                                                                                            والرابع : أنها النظرة الأولى دون الثانية .

                                                                                                                                            والخامس : أنه النكاح .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية