الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            معلومات الكتاب

                                                                                                                                            الحاوي الكبير في فقه مذهب الإمام الشافعي

                                                                                                                                            الماوردي - أبو الحسن علي بن محمد بن حبيب الماوردي

                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            فصل : وإذا غلظ لعان الذميين بما يعظمون من الأمكنة كان تغليظه بما يعظمون من الأيمان معتبرا بخلوه من المعصية ، فما خلى من معصية جاز تغليظ أيمانهم به كقوله في لعان اليهوديين : - أشهد بالله الذي أنزل التوراة على موسى ، وفي لعان النصرانيين : أشهد بالله الذي أنزل الإنجيل على عيسى ، فقد روى جابر أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لما أراد إحلاف اليهود عند إنكارهم آية الرجم قال لهم : " بالله الذي أنزل التوراة على موسى " فأما ما فيه من أيمانهم معصية ، فلا يجوز تغليظ لعانهم به كقول اليهود : في عزير : إنه ابن الله ، وقول النصارى في المسيح ، أو كيمين غيرهم بأصنامهم وأوثانهم ، وهكذا لا يجوز إحلاف اليهود بموسى ، ولا إحلاف النصارى بعيسى ، كما لا يجوز إحلاف المسلمين بمحمد ، لأن الأيمان بالمخلوقين محظور ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من كان حالفا فليحلف بالله أو ليصمت .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية