الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            معلومات الكتاب

                                                                                                                                            الحاوي الكبير في فقه مذهب الإمام الشافعي

                                                                                                                                            الماوردي - أبو الحسن علي بن محمد بن حبيب الماوردي

                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            فصل : وإذا كرر حرف الشرط ويسميه أهل العلم اعتراض الشرط على الشرط ، وهو أن يقول لها : أنت طالق إذا ركبت إن لبست ، فلا يقع الطلاق عليها ، إلا باللبس والركوب فإن ركبت ولبست على ما قاله في لفظه فإن بدأت بالركوب ، ثم عقبته باللبس لم تطلق ، وإن خالفت ترتيب اللفظ فبدأت باللبس وعقبته بالركوب : لأن قوله إذا ركبت إن لبست فقد جعل اللبس شرطا في الركوب فوجب أن يتقدم عليه : لأن الشرط يتقدم على المشروط ، وهكذا لو قال : أنت طالق إذا قمت إذا قعدت ، لم تطلق حتى تقدم القعود على القيام ، لأنه جعل القعود شرطا في القيام ، وإن كان حرف الشرط فيهما واحدا .

                                                                                                                                            وهكذا لو قال لها : أنت طالق إن أكلت إن تكلمت ، لم تطلق حتى يتقدم الكلام على الأكل ، وعلى هذا لو قال لها : أنت طالق إذا دخلت الدار إن كلمت زيدا إن ضربت عمرا لم تطلق ، حتى تفعل الثلاثة بعكس لفظه ، فتبدأ بضرب عمرو ثم بكلام زيد ثم بدخول الدار ، لأن كل واحد منها شرط فيما تقدمه فوجب أن يتقدمه .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية