الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            معلومات الكتاب

                                                                                                                                            الحاوي الكبير في فقه مذهب الإمام الشافعي

                                                                                                                                            الماوردي - أبو الحسن علي بن محمد بن حبيب الماوردي

                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            مسألة : قال الشافعي : " ولو قال إذا رأيته فرأته في تلك الحال حنث " .

                                                                                                                                            قال الماوردي : وهذا صحيح : لأنه قال : إذا رأيت زيدا فأنت طالق ، فقد علق طلاقها برؤيتها لزيد ، فإذا رأته ميتا أو رأته مجنونا أو مكرها محمولا ، وقع الطلاق لوجود الرؤية منها ، فحصلت صفة الحنث ، ووقع بها الطلاق فلو كان زيد في مقابلة مرآة ، فاطلعت في المرآة صورة زيد فيها ، أو اطلعت في الماء ، وزيد في مقابلة الماء ، فرأت صورته فيه ، لم تطلق : لأنها لم تره ، وإنما رأت مثاله ، وصار كرؤيتها لزيد في المنام فإنه لا يقع بها طلاق .

                                                                                                                                            فإن رأت زيدا من وراء زجاج شفاف ، لا يمنع من مشاهدة ما وراءه فإن كان حائلا وقع الطلاق بخلاف رؤيته في المرآة ، لأنها رأت هاهنا جسم زيد ، ورأت في المرآة مثال زيد ولا يكون الزجاج الحائل مع وجود الرؤية من ورائه ، مانعا له منها .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية