الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            معلومات الكتاب

                                                                                                                                            الحاوي الكبير في فقه مذهب الإمام الشافعي

                                                                                                                                            الماوردي - أبو الحسن علي بن محمد بن حبيب الماوردي

                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            فصل : ولو قال : أنت طالق في أول شهر رمضان طلقت عند غروب الشمس في أول ليلة منه ، كالذي قلنا بوفاق أبي ثور هاهنا ، فلو قال : أردت أن تكون طالقا في آخره لم يدين فيه ، ولزمه في الظاهر تعجيله في أوله ، لأن آخره لا ينطلق عليه اسم أوله .

                                                                                                                                            ولو قال : أردت في آخر يوم من أوله دين فيه لاحتماله ، وأنه من أوله . ولو قال : [ ص: 194 ] أردت في آخر النصف الأول منه فهل يدين فيه أم لا ؟ على وجهين من مسألة نذكرها فيما بعد .

                                                                                                                                            ولو قال : أنت طالق في غرة شهر رمضان ، طلقت بدخول أوله على ما ذكرنا ، فلو قال أردت وقوع الطلاق في آخره ، لم يدين فيه ، لأنه لا ينطلق اسم الغرة عليه .

                                                                                                                                            ولو أراد وقوعه في أول يوم منه ، وثانيه وثالثه ، دين فيه : لأن الثلاث الأول من الشهر من غرته لقولهم : ثلاث غرر ، وثلاث بهر ، فلو قال : أنت طالق مستهل شهر رمضان ، طلقت بغروب الشمس في أول ليلة منه ، فإن أراد به ما بعد اليوم الأول منه ، لم يدين فيه ، لأنه ليس من مستهله ، وإن أراد اليوم الأول إلى آخره دين فيه ، لأنه مستهل أيامه .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية