الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            معلومات الكتاب

                                                                                                                                            الحاوي الكبير في فقه مذهب الإمام الشافعي

                                                                                                                                            الماوردي - أبو الحسن علي بن محمد بن حبيب الماوردي

                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            فصل : ولو قال لها : أنت طالق إن رضي زيد وكان زيد صغيرا فرضي في صغره ففيه وجهان : [ ص: 145 ] أحدهما : أنه لا حكم لرضاه ، لأنه بالصغر خارج من أن يكون من أهل الرضا ، فعلى هذا لا تطلق برضاه في صغره ، من غير أهل الرضا ، ولا تطلق برضاه في كبره لتراخي الرضا .

                                                                                                                                            والوجه الثاني : وهو ضعيف أنها تطلق بقوله في صغره : قد رضيت تغليبا لحكم الطلاق بالصفة ، وهكذا لو قال لها : أنت طالق إن شاء زيد وكان زيد صغيرا فقال : قد شئت كان وقوع طلاقها على هذين الوجهين ، وهكذا لو قال لها وهي صغيرة أنت طالق إن شئت فقالت : قد شئت . كان وقوع طلاقها على هذين الوجهين . ولكن لو قال للبالغ وهي سكرى من شراب محرم ، أنت طالق إن شئت فشاءت في سكرها طلقت لأن السكران في حكم الصاحي ، ولو قال لها وهي صغيرة : أنت طالق إن دخلت الدار ، فطلقت وجها واحدا كما لو علق ذلك بدخول من لا قصد له من حمار أو بهيمة طلقت .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية