الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            معلومات الكتاب

                                                                                                                                            الحاوي الكبير في فقه مذهب الإمام الشافعي

                                                                                                                                            الماوردي - أبو الحسن علي بن محمد بن حبيب الماوردي

                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            مسألة : قال الشافعي رحمه الله تعالى : " وليس له أن يزوج ابنته الصبية عبدا ، ولا غير كفء ، ولا مجنونا ، ولا مخبولا ، ولا مجذوما ، ولا أبرص ، ولا مجبوبا " .

                                                                                                                                            قال الماوردي : وهذا كما قال .

                                                                                                                                            على الأب إذا أراد أن يزوج بنته أن يطلب الحظ لها في اختيار الأزواج ، وإذا كان كذلك لم يكن له أن يزوج بنته الصغيرة عبدا ، ولا مدبرا ، ولا مكاتبا ، ولا من فيه جزء من الرق وإن قل لنقصهم بالرق عن حال الأحرار ، أو لا يزوجها غير كفء : لما يلحقها من العار ، ولا يزوجها مجنونا : لأنه لا يؤدي حقها ، ولا يؤمن عليها ، ولا يزوجها مخبولا ، والمخبول هو الزائل العقل كالمجنون إلا أن المجنون هو المجند الذي لا يؤمن عداؤه والمخبول هو [ ص: 136 ] الساكن المأمون العدوى ، ولا يزوجها مجذوما ، ولا أبرص : لأن النفس تعافهما ، وربما حدث منهما عدوى إليها وإلى الولد ، فقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : فروا من المجذوم فراركم من الأسد .

                                                                                                                                            ولا يزوجها خصيا ولا مجبوبا : لنقصهما بالخصا والجب عن كمال الاستمتاع .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية