فصل : [ القول فيما يكون السلب ]
وأما فما ظهر عليه في الوقعة من مال المقتول وهو على ثلاثة أقسام : ما يكون سلبا
أحدها : ما يكون سلبا وهو ما كان راكبه من فرسه أو بعير ، ومستجنا به من درع ومغفر ومتق به من ترس ودرقة ومقاتل به من سيف أو رمح ، فهذا كله مع ما على الفرس من سرج ولجام وما على المقتول من حلي ولباس سلب يستحقه القاتل .
والقسم الثاني : وهو ما في رحله من مال ورحل وسلاح وخيل ، فهذا كله غنيمة يشترك فيها جميع الجيش ولا يختص القاتل بشيء منه . ما لا يكون سلبا ويكون غنيمة
والقسم الثالث : ما اختلف قوله فيه وهو كل ما كانت يده عليه في المعركة قوة على القتال [ ص: 400 ] وإن كان غير مقاتل به في الحال كالفرس الذي بجنبه عدة لقتاله ، أو هميان النفقة الذي في وسطه قوة ليستعين بها على قتاله ، ففيه قولان :
أحدهما : يكون سلبا ؛ لأنه قوة له على قتالنا ، فصار كالذي يقاتل به .
والثاني : يكون غنيمة ولا يكون سلبا ؛ لأنه غير مقاتل به ، وإن كان قوة له كالذي في رحله .