الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            معلومات الكتاب

                                                                                                                                            الحاوي الكبير في فقه مذهب الإمام الشافعي

                                                                                                                                            الماوردي - أبو الحسن علي بن محمد بن حبيب الماوردي

                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            فصل : فإن لم يكن مولى فعصبة المولى يقومون في الميراث مقام المولى : لأنهم لما قاموا مقامه في ماله قاموا مقامه في ولائه ، فإذا كان كذلك فالأبناء أحق بولاء الموالي من الآباء ، فإذا كان أب مولى وابن مولى فابن المولى أولى من أب المولى ، وكذلك ابن الابن وإن سفل ، وبهذا قال أبو حنيفة ومالك وجمهور الفقهاء .

                                                                                                                                            [ ص: 118 ] وقال أبو يوسف : لأب المولى سدس الولاء والباقي للابن كالمال ، وهكذا الجد وإن علا يجعلون له مع الابن سدس الولاء ، وبه قال النخعي والأوزاعي وأحمد وإسحاق ، وهذا خطأ : لأن الولاء مستحق لمجرد التعصيب وتعصيب الابن أقوى من تعصيب الأب لتقدمه عليه ، فوجب أن يكون أحق بالولاء ، فإذا ثبت أن الأبناء أولى بالولاء من الآباء فهو للذكور منهم دون الإناث ، فيكون لابن المولى دون بنت المولى وهو قول الجمهور .

                                                                                                                                            وقال طاوس : هو بين الابن والبنت للذكر مثل حظ الأنثيين كالمال ، وهكذا قال في الأخ والأخت يرثان الولاء للذكر مثل حظ الأنثيين ، وحكي نحو هذا عن شريح ، وهذا خطأ : لأن النساء إذا تراخى نسبهن لم يرثن بتعصيب النسب كبنات الإخوة وبنات الأعمام ، وتعصيب الولاء أبعد من تعصيب النسب ، فكان بسقوط ميراث النساء أحق .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية