قال الماوردي : وهذا كما قال الإخوة والأخوات ثلاثة أصناف : صنف يكونون لأب وأم [ ص: 91 ] ويسمون بني الأعيان ، سموا بذلك لأنهم من عين واحدة ، أي من أب واحد وأم واحدة ، ومنه قول النبي - صلى الله عليه وسلم - : والصنف الثاني أعيان بني الأم يتوارثون دون بني العلات ، يسمون بذلك لأن أم كل واحد منهم لم تعل الأخرى ، أي لم تسقه لبن رضاعها ، والعلل الشرب الثاني والنهل الأول ، وقد قال الشاعر : الإخوة والأخوات للأب يسمون بني العلات
والناس أبناء علات فمن علموا أن قد أقل فمجفو ومحقور وهم بنو أم من أمسى له نشب
فذاك بالغيب محظوظ ومنصور والخير والشر مقرونان في قرن
والخير متبع والشر محذور
والصنف الثالث ، والأخياف الأخلاط ، لأنهم من أخلاط الرجال ، وليس هم من رجل واحد ، ولذلك سمي الخيف من مني لاجتماع أخلاط الناس فيه ، وقيل : اختلاط الألوان الخافية ، وقد قال الشاعر : الإخوة والأخوات للأم يسمون بني الأخياف
الناس أخياف وشتى في الشيم وكلهم يجمعهم بيت الأدم
يعني أنهم أخلاط منهم الجيد ومنهم الرديء ، كبيت الأدم الذي يجمع الجلد كله فمنه الكراع ومنه الظهر .