الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            معلومات الكتاب

                                                                                                                                            الحاوي الكبير في فقه مذهب الإمام الشافعي

                                                                                                                                            الماوردي - أبو الحسن علي بن محمد بن حبيب الماوردي

                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            فصل : فإذا ثبت أنه مضمون بالجزاء ، ففيه قيمته : لأنه لا مثل له ، فإن قتل جرادة في الحرم ، أو في الإحرام فقد قال الشافعي - رضي الله عنه - في الإملاء : عليه تمرة ، إلا أن تكون قيمتها أكثر من تمرة فعليه قيمتها ، وإن كانت قيمتها أقل من تمرة أحببت ألا تنقص عن تمرة : لأن أقل من ذلك قبيح أن يتصدق به ، وإن كان جرادا كثيرا احتاط حتى يعلم قدره فتكون عليه قيمته طعاما أو تمرا يتصدق به .

                                                                                                                                            قال الشافعي في الأم : والدباء جراد صغار ، ففي الدباة منه أقل من تمرة إن شاء الذي يفديه أو لقيمة صغيرة وما فداه به فهو خير منه ، وإذا كسر بيض الجراد فداه ، وما فدا به كل [ ص: 334 ] بيضة منه من طعام فهو خير منها ، فأما الجندب والكدم فهما وإن كانا كالجراد فليسا مأكولين ، ولا شيء فيهما ، ويكره قتلهما : لجواز أن يكونا مأكولين .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية