[ ص: 168 ] مسألة : قال الشافعي رضي الله عنه : " ثم عرفة ، وهو على تلبيته ، فإذا زالت الشمس صعد الإمام فجلس على المنبر فخطب الخطبة الأولى ، فإذا جلس أخذ المؤذنون في الأذان ، وأخذ هو في الكلام ، وخفف الكلام الآخر ، حتى ينزل بقدر فراغ المؤذن من الأذان ، ويقيم المؤذن ، ويصلي الظهر ثم يقيم فيصلي العصر ، ولا يجهر بالقراءة " . يغدو إذا طلعت الشمس إلى
قال الماوردي : وهذا صحيح إذا فرغ الإمام من صلاة الصبح بمنى في يوم عرفة ، وهو اليوم التاسع من ذي الحجة ، غدا الإمام ومن معه بمنى إلى عرفة بعد طلوع الشمس ، وقد اختلفت الرواية في غدو رسول الله صلى الله عليه وسلم من منى إلى عرفة ، فروى بعضهم : قبل طلوع الشمس ، وروى بعضهم : بعد طلوع الشمس ، واختار الشافعي بعد طلوع الشمس : لأنه أكثر رواية ، وروي عنه صلى الله عليه وسلم أنه غدا إلى منى بعد ما طلعت الشمس على ثبير ، وقد يحتمل أن يكون رواية من روى أنه غدا قبل طلوع الشمس أخبر عن حال عرفة ، وتأهبه وشد رحله ، ومن روى بعد طلوع الشمس أخبر عن حال سيره .
قال الشافعي : وأختار أن يسلك الطريق التي سلكها رسول الله صلى الله عليه وسلم في غدوه إلى عرفة وهي من مزدلفة في أصل المأزمين على يمين الذاهب إلى عرفة ، يقال له طريق ضب ، ويكون الإمام والناس على تلبيتهم ، ثم ينزل بنمرة حيث نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل عرفة ، وهو منزل الخلفاء اليوم ، وهو إلى الصخرة الساقطة بأصل الجبل على يمين الذاهب إلى عرفة ، فهناك نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وألقي له على الصخرة ثوب استظل به من حر الشمس .