الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            معلومات الكتاب

                                                                                                                                            الحاوي الكبير في فقه مذهب الإمام الشافعي

                                                                                                                                            الماوردي - أبو الحسن علي بن محمد بن حبيب الماوردي

                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            فصل : فأما إنشاد الشعر والرجز في الطواف ، فجائز إذا كان مباحا ؟ وقد روى عبد الله بن أبي زياد عن مجاهد أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يطوف بالبيت وهو متكئ على أبي أحمد بن جحش وأبو أحمد يقول :


                                                                                                                                            يا حبذا مكة من وادي أرض بها أهلي وغوادي     أرض بها أمشي بلا هادي

                                                                                                                                            [ ص: 144 ] قال فجعل النبي صلى الله عليه وسلم كأنه يعجب من قوله : " بها أمشي بلا هادي " . وروى محمد بن السائب عن أمه قالت : طفت مع عائشة رضي الله عنها فذكروا حسان بن ثابت في الطواف فسبوه فقالت عائشة : لا تفعلوا أليس هو الذي يقول :


                                                                                                                                            هجوت محمدا فأجبت عنه     وعند الله في ذاك الجزاء
                                                                                                                                            فإن أبي ووالده وعرضي     لعرض محمد منكم وقاء

                                                                                                                                            فقيل لها : أليس هو الذي قال ما قال في الإفك فقالت عائشة : أليس قد تاب ثم قالت عائشة رضوان الله عليها : وإني لأرجو له . وروى سعيد بن أبي بردة عن أبيه قال : رأى ابن عمر رجلا من أهل اليمن حاملا أمه على عنقه وهو يقول :


                                                                                                                                            أحملها ما حملتني أكثر     إني لها مطية لا أذعر

                                                                                                                                            وهو يطوف بالبيت فقال : يا عبد الله بن عمر أترى أني جزيتها قال : لا والله ولا بزقوة واحدة . إلا أننا نستحب ترك إنشاد الشعر وإن كان مباحا والكلام أيسر منه .

                                                                                                                                            وروى إبراهيم بن أبي أوفى أن أبا بكر رضي الله عنه كان يطوف بالبيت ويرتجز :


                                                                                                                                            يا حبذا مكة من وادي

                                                                                                                                                أرض بها أمشي بلا هادي



                                                                                                                                            قال النبي صلى الله عليه وسلم : " قل الله أكبر الله أكبر " .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية