6679 عن قال : جابر بن عبد الله المدينة إلى المشركين ليقاتلهم . قال لي أبي : يا جابر ، لا عليك أن تكون في نظاري أهل المدينة حتى تعلم إلى ما يصير أمرنا ، فإني والله لولا [ أني ] أترك بنات لي بعدي لأحببت أن تقتل بين يدي . قال : فبينا أنا في النظارين إذ جاءت عمتي بأبي وخالي عادلتهما على ناضح ، فدخلت بهما المدينة لندفنهما في مقابرنا إذ لحق رجل ينادي : [ ألا ] إن النبي - صلى الله عليه وسلم - يأمركما أن ترجعوا بالقتلى فيدفنوا في مصارعهما ، حيث قتلوا ، فرجعناهما ، فدفناهما حيث قتلا . فبينا أنا في خلافة إذ جاءني رجل ، فقال : يا معاوية بن أبي سفيان ، لقد أثار أباك عمال معاوية [ فبدا ] ؛ فخرج طائفة منه ، فأتيته ، فوجدته على النحو الذي دفنته لم يتغير إلا ما لم يدع القتل [ ص: 136 ] أو القتيل . فواريته . قال : وترك أبي دينا عليه من التمر فاشتد علي بعض غرمائه في التقاضي ، فأتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - فقلت : يا نبي الله ، إن أبي أصيب يوم كذا وكذا وعليه دين من التمر ، وقد اشتد علي بعض غرمائه في التقاضي فأحب أن تعينني عليه لعله أن ينظرني طائفة من نخله إلى هذا الصرام المقبل . قال : " نعم آتيك إن شاء الله قريبا من وسط النهار " . فجاء ، وجاء معه حواريوه ، وقد استأذن ، ودخل ، وقد قلت لامرأتي : إن نبي الله - صلى الله عليه وسلم - جاء اليوم فلا أريتك ، ولا تؤذي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في بيتي في شيء ، ولا تكلميه ، فدخل ، ففرشت له فراشا ووسادة ، فوضع رأسه فنام . جابر بن عبد الله
قال : وقلت لمولى لي : اذبح هذه العناق وهي داجن سمينة ، والوحاء والعجل ، افرغ منها قبل أن يستيقظ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، وأنا معك . فلم يزل فيها حتى فرغنا ، وهو نائم ، فقلت له : . فلما قام قال : " يا إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا استيقظ يدعو بالطهور ، وإني أخاف إذا فرغ أن يقوم فلا يفرغن من وضوئه إلا والعناق بين يديه جابر ، ائتني بطهور " . فلم يفرغ من طهوره حتى وضعت العناق عنده فنظر إلي فقال : " كأنك قد علمت حبنا اللحم ، ادع إلي أبا بكر " . قال : ثم جاء حواريوه الذين كانوا عنده ، فدخلوا فضرب النبي - صلى الله عليه وسلم - بيده ، وقال : " بسم الله كلوا " . فأكلوا حتى شبعوا ، وفضل لحم كثير قال : والله إن مجلس بني سلمة لينظرون إليه ، وهو أحب إليهم من أعينهم ما يقربه أحد منهم مخافة أن يؤذوه ، فلما فرغ قام وقام أصحابه ، فخرجوا بين يديه ، وكان يقول : " خلوا ظهري للملائكة " . واتبعتهم حتى بلغوا أسكفة الباب قال : وأخرجت امرأتي صدرها ، وكانت مستترة بسفيف في البيت فقالت : يا رسول الله صل علي وعلى زوجي صلى الله عليك . فقال : " صلى الله عليك وعلى زوجك " . ثم قال : " ادع لي فلانا " لغريمي الذي اشتد علي في الطلب قال : فجاء ، فقال : " أيسر - يعني إلى الميسرة - طائفة من دينك الذي على أبيه إلى هذا الصرام المقبل " . قال : ما أنا بفاعل . واعتل ، وقال : إنما هو مال يتامى . فقال : " أين جابر بن عبد الله جابر ؟ " . فقال : أنا ذا يا رسول الله ، قال : " كل له ، فإن الله عز وجل سوف يوفيه " . فنظرت إلى السماء ، فإذا [ ص: 137 ] الشمس قد دلكت قال : " الصلاة يا أبا بكر " ، فاندفعوا إلى المسجد ، قلت : قرب أوعيتك . فكلت له من العجوة ، فوفاه الله عز وجل وفضل لنا من التمر كذا وكذا ، فجئت أسعى إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - [ في مسجده ] كأني شرارة ، فوجدت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقلت : يا رسول الله ، ألم تر أني كلت لغريمي تمره ، فوفاه الله عز وجل ، وفضل لنا من التمر كذا وكذا ، فقال : أين ؟ " . فجاء يهرول ، فقال : " سل عمر بن الخطاب عن غريمه وتمره " . فقال : ما أنا بسائله ، قد علمت أن الله عز وجل سوف يوفيه إذ أخبرت [ أن الله عز وجل سوف يوفيه ] ، فكرر عليه الكلمة ثلاث مرات كل ذلك يقول : ما أنا بسائله . وكان لا يراجع بعد المرة الثالثة . فقال : " يا جابر بن عبد الله جابر ، ما فعل غريمك وتمرك ؟ " . قال : قلت : وفاه الله وفضل لنا من التمر كذا وكذا . فرجع إلى امرأته ، وقال : ألم أنهك أن تكلمي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قالت : كنت تظن أن الله عز وجل يورد رسوله بيتي ، ثم يخرج ، ولا أسأله الصلاة علي ، وعلى زوجي قبل أن يخرج ؟ . خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من
قلت : هو في الصحيح ، وغيره باختصار .
رواه أحمد ، ورجاله رجال الصحيح خلا نبيح العنزي ، وهو ثقة .