الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                            صفحة جزء
                                                                                            14941 وعن أبي الأسود وردان الكندي قال : كنا ذات يوم عند علي فوافق الناس من طيب نفس ومزاج فقال : يا أمير المؤمنين حدثنا عن أصحابك . قال : عن أي أصحابي ؟ قال : عن أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم - قال : كل أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم - أصحابي فعن أيهم تسألون ؟ قالوا عن عبد الله بن مسعود ، قال : قرأ القرآن وعلم السنة وكفى بذلك ، قال : فوالله ما علمنا ما أراد بقوله : " وكفى بذلك " ، كفى القراءة القرآن ، وعلم السنة ، أو كفى بعبد الله ؟ ! قال : فسئل عن أبي ذر ؟ قال : كان يكثر السؤال فيعطي ويمنع وكان حريصا شحيحا على دينه ، حريصا على العلم ، بحر قد ملئ له في وعائه حتى امتلأ .

                                                                                            فقلنا حدثنا عن حذيفة بن اليمان ؟ قال : علم أسماء المنافقين ، وسأل عن المعضلات حتى عقل عنها ، تجدوه بها عالما .

                                                                                            قال : فحدثنا عن سلمان . قال : من لكم بمثل لقمان الحكيم امرؤ منا وإلينا أهل البيت أدرك العلم الأول والعلم الآخر . وقرأ الكتاب الأول والكتاب الآخر بحرا لا سرف . قلنا : حدثنا عن عمار بن ياسر . قال : امرؤ خلط الإيمان بلحمه ، ودمه ، وشعره ، وبشره ، حيث زال زال معه ، لا ينبغي للنار أن تأكل منه شيئا . قلنا : فحدثنا عن نفسك ! قال : مهلا نهى الله عن التزكية . قال له رجل : فإن الله - عز وجل - يقول : ( وأما بنعمة ربك فحدث ) . قال : فإني أحدث بنعمة ربي ، كنت والله إذا سألت أعطيت ، وإذا سكت ابتدئت .

                                                                                            رواه الطبراني من طريقين ، وفي أحسنهما حبان بن علي وقد اختلف فيه ، وبقية رجالها رجال الصحيح .

                                                                                            التالي السابق


                                                                                            الخدمات العلمية