10014 وعن - قال : أبي رافع مولى رسول الله - صلى الله عليه وسلم ، وكنت قد أسلمت ، وأسلمت للعباس بن عبد المطلب أم الفضل ، وأسلم العباس ، وكان يكتم إسلامه مخافة قومه ، وكان كنت غلاما أبو لهب قد تخلف عن بدر ، وبعث مكانه العاص بن هشام ، وكان له عليه دين ، فقال له : اكفني من هذا الغزو وأترك لك ما عليك ففعل ، فلما جاء الخبر ، وكبت الله أبا لهب ، وكنت رجلا ضعيفا أنحت هذه الأقداح في حجرة زمزم فوالله إني لجالس أنحت أقداحي في الحجرة وعندي أم الفضل إذا الفاسق أبو لهب يجر رجليه أراه قال : حتى جلس عند طنب الحجرة فكان ظهره إلى ظهري ، فقال الناس : هذا ، [ فقال أبو سفيان بن الحارث أبو لهب : هلم يا ابن أخي ، فجاء أبو سفيان حتى جلس عنده ، فجاء الناس فقاموا عليهما فقال : يا ابن أخي كيف كان أمر الناس ؟ قال : لا شيء ، والله ما هو إلا أن لقيناهم فمنحناهم أكتافنا يقتلوننا كيف شاءوا ، ويأسروننا كيف شاءوا ، وايم الله ما لمت الناس قال : ولم ؟ قال : رأيت رجالا بيضا على خيل بلق لا والله لا تلبق شيئا ، ولا يقوم لها شيء قال : فرفعت طنب الحجرة ، فقلت : تلك والله الملائكة ، فرفع أبو لهب يده فلطم وجهي ، وثاورته فاحتملني فضرب بي الأرض حتى نزل علي ، وقامت أم الفضل [ ص: 89 ] فاحتجرت ، وأخذت عمودا من عمد الحجرة فضربته به ففلقت في رأسه شجة منكرة ، وقالت : أي عدو الله ، استضعفته أن رأيت سيده غائبا عنه ، فقام ذليلا فوالله ما عاش إلا سبع ليال حتى ضربه الله بالعدسة فقتلته ، فتركه ابناه يومين أو ثلاثة ما يدفناه حتى أنتن ، فقال رجل من قريش لابنيه : ألا تستحييان أن أباكما قد أنتن في بيته ؟ فقالا : إنا نخشى هذه القرحة ، وكانت قريش تتقي العدسة كما يتقى الطاعون ، فقال رجل : انطلقا فأنا معكما قال : فوالله ما غسلاه إلا قذفا بالماء من بعيد ، ثم احتملوه فقذفوه في أعلى مكة إلى جدار ، وقذفوا عليه الحجارة .
رواه الطبراني ، وفي إسناده والبزار حسين بن عبد الله بن عبيد الله وثقه أبو حاتم ، وغيره ، وضعفه جماعة وبقية رجاله ثقات .