6799 - حدثنا ، ثنا علي بن عبد العزيز وحدثنا أبو غسان مالك بن إسماعيل محمد بن عمرو بن خالد الحراني ، ثنا أبي قالا : ، ثنا زهير ، عن [ ص: 192 ] الأسود بن قيس ، عن ثعلبة بن عباد العبدي ، قال : ، فذكر في خطبته عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : بينا أنا وغلام من لسمرة بن جندب الأنصار نرمي غرضين لنا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى إذا كانت الشمس قدر رمحين أو ثلاثة في عين الناظرين من الأفق ، اسودت حتى أضاءت كأنها تنومة ، فقال أحدنا لصاحبه : انطلق بنا إلى المسجد ، فوالله ، ليحدثن شأن هذه الشمس لرسول الله صلى الله عليه وسلم في أمته حدثا فذهبت إلى المسجد ، فإذا هو يتأزز - يعني ممتلئ - فوافقنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حين خرج إلى الناس ، فاستقدم ، ، ثم ركع كأطول ما ركع بنا في صلاة قط ما نسمع له صوتا ، ثم سجد كأطول ما سجد بنا في صلاة قط لا نسمع له صوتا ، ثم فعل في الركعة الثانية مثل ذلك ، فوافق تجلي الشمس جلوسه في الركعة الثانية ، فسلم ، ثم حمد الله ، وأثنى عليه ، وشهد أن لا إله إلا هو ، وأنه عبد الله ورسوله ، ثم قال : " أيها الناس ، إني إنما أنا بشر رسول ، فأنشدتكم بالله إن كنتم تعلمون أني قصرت عن شيء من تبليغ رسالات ربي لما أخبرتموني ، فبلغت رسالات ربي كما ينبغي لها أن تبلغ ؟ وإن كنتم تعلمون أني قد بلغت رسالات ربي لما أخبرتموني ؟ " فقام الناس ، فقالوا : نشهد أنك قد بلغت رسالات ربك ، ونصحت لأمتك ، وقضيت الذي عليك ، ثم سكتوا ثم قال : " أما بعد ، فإن رجالا يزعمون أن فقام بنا كأطول ما قام بنا في صلاة قط ما نسمع له صوتا لموت رجال من عظماء أهل الأرض ، وإنهم قد كذبوا ، ولكن إنما هي آيات من آيات الله عز وجل يعتبر بها عباده لينظر من يحدث له منهم توبة ، وإني والله قد رأيت منذ أقمت أصلي ما أنتم لاقون في أمر دنياكم وآخرتكم ، وإنه والله كسوف هذه الشمس وكسوف هذا القمر ، وزوال هذه النجوم عن مطالعها ، آخرهم لا تقوم الساعة حتى يخرج ثلاثون كذابا أبي تحيى - شيخ من الدجال الأعور ممسوح العين اليسرى كأنها عين الأنصار حينئذ بينه وبين حجرة عائشة - وإنه متى يخرج فإنه سوف يزعم أنه الله ، فمن آمن به وصدقه واتبعه لم ينفعه صالح عمله [ ص: 193 ] سلف ، ومن كفر به وكذبه لم يعاقب بشيء من عمله سلف ، الحرم ، وإنه سيظهر على الأرض كلها إلا وبيت المقدس ، وإنه يحصر المسلمين في بيت المقدس ، فيؤزلون أزلا شديدا ، ثم يهلكه الله وجنوده ، حتى إن جذم الحائط وأصل الشجرة ليقول : يا مؤمن ، أو يا مسلم ، هذا كافر تعال اقتله ، ولن يكون ذلك حتى تروا أمورا عظاما يتفاقم شأنها في أنفسكم ، ثم تساءلون بينكم هل كان نبيكم صلى الله عليه وسلم ذكر لكم منها ذكرا ؟ وحتى تزول جبال عن مراتبها ، ثم على إثر ذلك القبض " وقبض أصابعه ، وأشار يمينا وشمالا ، ثم شهدت خطبة لسمرة ، فذكر فيها هذا الحديث فما قدم كلمة ولا أخرها عن موضعها . شهدت خطبة يوما