3074 - حدثنا أحمد بن زهير التستري ، ثنا عبد الله بن محمد بن يحيى بن أبي بكير ، ثنا ، ثنا يحيى بن أبي بكير عبد الحميد بن سليمان ، عن أبي حازم ، قال : بالمدينة أحد سمعنا به كان أكثر حملا في سبيل الله من حكيم بن حزام . قال : لقد قدم أعرابيان ما كان المدينة يسألان عمن يحمل في سبيل الله ، فدلا على ، فأتياه في أهله ، فسألهما ما يريدان ، فأخبراه ، فقال لهما : " لا تعجلا حتى أخرج إليكما " . قال : وكان حكيم بن حزام يلبس ثيابا يؤتى بها من حكيم بن حزام مصر كأنها الشباك ثمن أربعة دراهم ، ويأخذ عصا في يده ، ويخرج معه غلاما له ، وكلما مر بكبأ أو قمامة فرأى فيه خرقة تصلح في جهاز الإبل التي يحمل عليها في سبيل الله أخذها بطرف عصاه فنفضها ، ثم قال لغلاميه : " أمسكا تستعينان بها في جهازكما " . فقال الأعرابيان وهو يصنع ذلك أحدهما لصاحبه : ويحك انج بنا ، فوالله ما عند هذا إلا لقط القشع . وقال له صاحبه : ويحك لا تعجل حتى ننظر . فخرج بهما حتى جاء بهما إلى السوق ، فنظر إلى ناقتين جليلتين سمينتين خلفتين ، وابتاعهما وابتاع جهازهما ، ثم قال لغلاميه : " رما بهذه الخرق ما ينبغي له المرمة من جهازهما . ثم أوقرهما طعاما وبرا وودكا وأعطاهما نفقة ، ثم أعطاهما الناقتين " . قال : يقول أحدهما لصاحبه : والله ما رأيت من لاقط قشع خير من اليوم .