[ ص: 17 ] 234 - جندرة بن خيشنة أبو قرصافة الليثي مولى بني ليث بن بكر بن عبد مناة بن كنانة .
2513 - حدثنا ، ثنا محمد بن الحسن بن قتيبة العسقلاني أيوب بن علي بن الهيصم ، ثنا زياد بن سيار ، حدثتني عزة بنت عياض بن أبي قرصافة ، قالت : أبا قرصافة صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : كان بدء إسلامي أني كنت يتيما بين أمي وخالتي ، فكان أكثر ميلي إلى خالتي ، وكنت أرعى شويهات لي ، وكانت خالتي كثيرا مما تقول لي : يا بني ، لا تمر إلى هذا الرجل - تعني النبي صلى الله عليه وسلم - فيغويك ويضلك . فكنت أخرج حتى آتي المرعى ، فأترك شويهاتي ، ثم آتي النبي صلى الله عليه وسلم ، فلا أزال عنده أسمع منه ، ثم أروح بغنمي ضمرا يابسات الضروع ، وقالت لي خالتي : ما لغنمك يابسات الضروع ؟ قلت : ما أدري . ثم عدت إليه اليوم الثاني ، ففعل كما فعل اليوم الأول ، غير أني سمعته يقول : " " . ثم إني رجعت بغنمي كما رجعت اليوم الأول ، ثم عدت إليه في اليوم الثالث ، فلم أزل عند النبي صلى الله عليه وسلم أسمع منه حتى أسلمت وبايعته وصافحته بيدي ، وشكوت إليه أمر خالتي وأمر غنمي ، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : " جئني بالشياه " . فجئته بهن ، فمسح ظهورهن وضروعهن ، ودعا فيهن بالبركة ، فامتلأت شحما ولبنا ، فلما دخلت على خالتي بهن ، قالت : يا بني ، هكذا فارع . قلت : يا خالة ، ما رعيت إلا حيث كنت أرعى كل يوم ، ولكن أخبرك بقصتي ، فأخبرتها بالقصة ، وإتياني النبي صلى الله عليه وسلم ، وأخبرتها بسيرته وبكلامه ، فقالت لي أمي وخالتي : اذهب بنا إليه . فذهبت أنا وأمي وخالتي ، فأسلمن وبايعن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وما صافحن أيها الناس ، هاجروا وتمسكوا بالإسلام ، فإن الهجرة لا تنقطع ما دام الجهاد . فهذا سمعت جدي أبي قرصافة وهجرته إلى [ ص: 18 ] النبي صلى الله عليه وسلم . قال ما كان من إسلام زياد : " وكان أبو قرصافة يسكن أرض تهامة " .