حديث البراء بن عازب - رضي الله عنه - في عذاب القبر
25 - حدثنا محمد بن النضر الأزدي ، حدثنا ، ثنا معاوية بن عمرو زائدة ، حدثني ، حدثني سليمان الأعمش قال : ثنا المنهال بن عمرو زاذان ، ثنا البراء قال : الأنصار ، فانتهينا إلى القبر ولم يلحد ، فجعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يرفع رأسه إلى السماء وينظر إلى الأرض ويحدث نفسه ، قال ثم يقول : " استعيذوا بالله من عذاب القبر " مرارا ثم قال : " تراءت له ملائكة من السماء كأن وجوههم الشمس ، فتجلس له مد البصر ، معهم أكفان من أكفان الجنة ، وحنوط من حنوط الجنة ، ويجيء ملك الموت فيجلس عند رأسه ، فيقول : اخرجي أيتها النفس المطمئنة إلى مغفرة من الله [ ص: 239 ] ورضوان ، قال : فيخرج فيسيل كما تسيل القطرة من السقاء ، فإذا أخذها قاموا إليه فلم يتركوها في يده طرفة عين ، قال : ويخرج منه مثل أطيب ريح مسك يوجد على وجه الأرض ، يتصعدون به فلا يمرون على أحد من الملائكة إلا قال : ما هذا الروح الطيب ؟ قال : فيقولون : هذا فلان ، فتفتح أبواب السماء ، ويشيعه من كل سماء مقربوها ، حتى إذا انتهى إلى السماء السابعة قيل : اكتبوا كتابه في العليين : قال : فيكتب ، قال : ثم يقال : أرجعوه إلى الأرض ؛ فإن منها خلقناهم ، وفيها نعيدهم ، ومنها نخرجهم تارة أخرى ، فيجعل في جسده ، فيأتيه الملائكة فيقولون له : اجلس ، من ربك ؟ فيقول : ربي الله ، قال : يقولون : ما دينك ؟ قال : يقول : ديني الإسلام ، فيقولون : ما هذا الرجل الذي بعث فيكم ؟ يقول : هو رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فيقولون : ما يدريك ؟ فيقول : قرأت كتاب الله فآمنت وصدقت ، فينادون من السماء : أن قد صدق ، فأفرشوه من السماء ، وألبسوه من الجنة ، وأروه منزله من الجنة ، قال : فيصيب من روحها ، ويوسع له في قبره مد بصره ، ويمثل له رجل حسن الثياب ، طيب الريح ، فيقول : أبشر بالذي يسرك ، هذا يومك الذي كنت توعد ، فيقول هو : من أنت رحمك الله ؟ فوجهك الذي جاء بالخير ، قال : فيقول : أنا عملك الصالح " . إن الرجل المسلم إذا كان في قبل من الآخرة ، وانقطاع من الدنيا ،
قال : " وإن كان كافرا نزلت إليه ملائكة من السماء ، سود الوجوه معهم مسوح فيجلسون منه مد البصر ، قال : ويجيء ملك الموت فيجلس عند رأسه فيقول : اخرجي أيتها النفس الخبيثة إلى غضب من الله وسخطه ، قال : فيفرق في جسده كراهية له ، قال : فيستخرجها [ ص: 240 ] تنقطع معها العروق والعصب كما يستخرج الصوف المبلول بالسفود ، فإذا أخذها قاموا إليه فلم يتركوها في يده طرفة عين ، فيأخذونها في أكفانها في المسوح ، قال : ويخرج منه مثل أنتن ريح جيفة وجدت على وجه الأرض ، ويصعدون بها ، فلا يمر على أحد من الملائكة إلا قال : ما هذا الروح الخبيث ؟ قال : يقال : هذا فلان ، بشر أسمائه ، فإذا ارتفع إلى السماء استفتحوا فغلقت دونه الأبواب ، ونودوا : أرجعوه إلى الأرض ؛ فإني منها خلقتهم ، وفيها أعيدهم ، ومنها أخرجهم تارة أخرى ، فيجعل في جسده ، فتأتيه الملائكة فيقولون : اجلس ، فيقولون : من ربك ؟ قال : يقول : هاه هاه ، لا أدري ، فيقولون : ما دينك ؟ فيقول : هاه هاه ، لا أدري ، سمعت الناس يقولون ، لا أدري ، قال : فيقولون : من هذا الرجل الذي بعث فيكم ؟ قال : فيقول : لا أدري ، سمعت الناس يقولون ، قال : فينادون من السماء أن كذب ، أفرشوه من النار ، وألبسوه من النار ، وأروه منزله من النار ، قال : فيرى منزله من النار ، فيصيبه من حرها وسمومها ، ويضيق عليه قبره حتى تختلف أضلاعه ، ويمثل له رجل قبيح الوجه ، قبيح الثياب ، منتن الرائحة ، فيقول : أبشر بما يسوءك ، هذا يومك الذي كنت توعد ، فيقول : من أنت ويلك ؟ فوالله وجهك الذي جاءنا بالشر ، فيقول : أنا عملك الخبيث ، فهو يقول : يا رب لا تقم الساعة ، يا رب لا تقم الساعة " . خرجنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في جنازة أحد من