الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
معلومات الكتاب

فتح المغيث بشرح ألفية الحديث للعراقي

السخاوي - شمس الدين محمد بن عبد الرحمن السخاوي

صفحة جزء
[ ذكر أفضل كتب التاريخ ] :

( و ) كذا اعتن بما اقتضته حاجة من كتب ( التواريخ ) للمحدثين المشتملة على الكلام في أحوال الرواة كابن معين رواية كل من [ ص: 313 ] الحسين بن حبان وعباس الدوري والمفضل بن غسان الغلابي عنه ، وكأبي خليفة وأبي حسان الزيادي ويعقوب الفسوي وأبي بكر بن أبي خيثمة وأبي زرعة الدمشقي وحنبل بن إسحاق والسراج ، التي ( غدا من خيرها ) التاريخ ( الكبير ) بالنسبة إلى أوسط وصغير ( للجعفي ) بضم الجيم ; نسبة لجد أبيه المغيرة ; لكونه كان مولى ليمان الجعفي ، وإلى بخارى هو إمام الصنعة البخاري ; فإنه كما قال الخطيب : يربي على هذه الكتب كلها .

وقد قال أبو العباس بن سعيد بن عقدة : لو أن رجلا كتب ثلاثين ألف حديث لما استغنى عن ( تاريخ البخاري ) ، وكـ ( تاريخ مصر ) لابن يونس ، والذيل عليه ، وبغداد للخطيب والذيول عليه ، ودمشق لابن عساكر ، ونيسابور للحاكم ، والذيل عليه ، وأصبهان لأبي نعيم ، وهي من مهمات التواريخ ; لما يقع فيها من الأحاديث والنوادر .

( و ) من خيرها أيضا ( الجرح والتعديل للرازي ) ، هو أبو الفرج عبد الرحمن بن أبي حاتم الذي اقتفى فيه أثر البخاري ، كما حكاه الحاكم أبو عبد الله في ترجمة شيخه الحاكم أبي أحمد من ( تاريخ نيسابور ) ، أن أبا أحمد قال : كنت بالري وهم يقرؤون على ابن أبي حاتم ، يعني كتابه هذا ، فقلت لابن عبدويه الوراق : هذه ضحكة ، أراكم تقرؤون على شيخكم كتاب ( التاريخ للبخاري ) على الوجه ، وقد نسبتموه إلى أبي زرعة وأبي حاتم ، فقال : يا أبا أحمد ، اعلم أن أبا زرعة وأبا حاتم لما حمل إليهما ( تاريخ البخاري ) قالا : هذا علم لا يستغنى عنه ، ولا يحسن بنا أن نذكره عن غيرنا ، فأقعدا عبد الرحمن ، يعني ابن أبي حاتم ، فصار يسألهما عن [ ص: 314 ] رجل بعد رجل ، وهما يجيبانه ، وزادا فيه ونقصا ، انتهى ، والبلاء قديم .

التالي السابق


الخدمات العلمية