الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
معلومات الكتاب

فتح المغيث بشرح ألفية الحديث للعراقي

السخاوي - شمس الدين محمد بن عبد الرحمن السخاوي

صفحة جزء

( 569 ) وإن أتى برمز راو ميزا مراده واختير ألا يرمزا      ( 570 ) وتنبغي الدارة فصلا وارتضى
إغفالها الخطيب حتى يعرضا      ( 571 ) وكرهوا فصل مضاف اسم الله
منه بسطر إن يناف ما تلاه

[ رموز الكتاب وحكمها ] :

( وإن أتى برمز راو ) في كتاب جمع فيه على الكيفية الآتية في ترجمة معقودة لذلك بين الروايات التي اتصل له الكتاب منها ، كالبخاري مثلا من رواية الفربري ، وإبراهيم بن معقل النسفي ، وحماد بن شاكر النسوي ، وأبي طلحة منصور بن محمد البزدوي ، كلهم عن البخاري بأن جعل للفربري مثلا ( ف ) وللنسفي ( س ) ولحماد ( ح ) وللبزدوي ( ط ) أو لبعضهم بالحمرة ولآخر بالخضرة ، أو نحو ذلك مما اصطلحه لنفسه ولم يفصح بذكر [ ص: 61 ] الراوي بتمامه إيثارا للتخفيف فيما يتكرر ، كما اختصروا : ثنا وأنا ونحوهما ، أو ابتكر اصطلاحا في المهمل ( ميزا مراده ) بتلك الرموز والعلامات في أول الكتاب أو آخره إن كان في مجلد واحد ، وإلا ففي كل مجلد ، كما فعل كل من أبي ذر إذ رقم لكل من شيوخه الثلاثة أبي إسحاق المستملي وأبي محمد السرخسي وأبي الهيثم الكشميهني .

والحافظ أبي الحسين اليونيني إذ رقم للروايات التي وقعت له ، في آخرين ممن بين الرمز أو العلامات ، منهم أبو الحسن القابسي ، فهذا لا بأس به كما قاله ابن الصلاح ، لا سيما فيما يكثر اختلاف الرواة فيه ، فإن تسمية كلهم حينئذ مشق ، والاقتصار على الرموز أخصر .

( و ) مع كونه لا بأس به ( اختير ألا يرمز ) له ببعض حروفه ، وعبارة ابن الصلاح : الأولى أن يجتنب الرمز ويكتب عند كل رواية اسم راويها بكماله مختصرا . يعني : بدون زائد على التعريف به ، فلا يقول في الفربري [ ص: 62 ] مثلا : أبو عبد الله محمد بن يوسف . بل يقتصر على الفربري أو نحوه .

قال شيخنا : والذي يظهر أنه بعد أن شاع وعرف إنما هو من جهة نقص الأجر لنقص الكتابة وإلا فلا فرق مع معرفة الاصطلاح بين الرمز وغيره ، وقول المصنف : وهو - أي الإتيان به بكماله - أولى وأرفع للالتباس . قد يوجه بكون اصطلاحه في الرمز قد تسقط به الورقة أو المجلد فيتحير الواقف عليه من مبتدئ ونحوه .

ثم إن محل ما تقدم ما لم يكن الرمز من المصنف ، أما هو ، فالأحسن أن يكون ما اصطلحه لنفسه في أصل تصنيفه ، كما فعل المزي في " تهذيبه " والشاطبي ، وأمره فيه بديع جدا ، فقد اشتمل بيت منها على الرمز لستة عشر شيخا في أربع قراءات بالمنطوق .

التالي السابق


الخدمات العلمية