الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
340 - وعن أبي قتادة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ( nindex.php?page=hadith&LINKID=10356257إذا شرب أحدكم فلا nindex.php?page=treesubj&link=18369يتنفس في الإناء ، وإذا أتى الخلاء ، فلا يمس ذكره بيمينه ، ولا يتمسح بيمينه ) متفق عليه .
340 - ( وعن nindex.php?page=showalam&ids=60أبي قتادة ) : قال المصنف : هو أبو قتادة الحارث بن ربعي الأنصاري فارس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مات بالمدينة سنة أربع وخمسين ، وقيل : بل مات في خلافة علي بالكوفة ، وكان شهد معه المشاهد كلها ، وهو ابن سبعين سنة ، وهو ممن غلبت عليه كنيته ، وربعي بكسر الراء وسكون الموحدة وكسر العين المهملة ( قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - nindex.php?page=hadith&LINKID=10356258إذا شرب أحدكم فلا يتنفس ) : بالجزم ولا ناهية في الثلاثة وروي بالضم فيها على أن لا نافية كذا قاله الشيخ نقله الأبهري ، والمعنى لا يخرج نفسه ( في الإناء ) : أي في داخله ، قال الطيبي : ولعل علة النهي تغير ما في الإناء اهـ . يعني لئلا يقل برودة الماء الكاسرة للعطش بحرارة النفس أو كراهة أن ينحدر قذرة من نفسه ، بل إذا أراد التنفس فليرفع فمه عن الإناء فيتنفس ثم يشرب وقد ورد : " مصوا الماء مصا ولا تعبوه عبا " . رواه البيهقي عن أنس ، وفي النهاية العب : nindex.php?page=treesubj&link=18363_18369الشرب بلا تنفس ، وقال البيضاوي : الشرب بثلاث دفعات أقمع للعطش وأقوى على الهضم وأقل أثرا في برد المعدة وإضعاف الأعصاب ، وفي الشمائل nindex.php?page=showalam&ids=13948للترمذي nindex.php?page=hadith&LINKID=10356259أنه - صلى الله عليه وسلم - كان يتنفس في الإناء ثلاثا إذا شرب ويقول : هو أمرأ وأروى ، ومعنى الحديث أن يشرب ثلاث مرات في كل ذلك يبين الإناء عن فيه فيتنفس ثم يعود والمنهي عنه هو nindex.php?page=treesubj&link=18363_18369التنفس في الإناء بلا إبانة أو بلا تنفس ، فإنه يدل على الشره والحرص والغفلة ، ولذا ورد : nindex.php?page=hadith&LINKID=10356260لا تشربوا واحدا كشرب البعير ، ولكن اشربوا مثنى وثلاث ، وورد بسند حسن nindex.php?page=hadith&LINKID=10356261أنه - صلى الله عليه وسلم - كان يشرب في ثلاثة أنفاس إذا أدنى الإناء إلى فيه سمى الله ، وإذا أخره حمد الله يفعل ذلك ثلاثا أي غالبا ، إذ جاء في رواية أنه كان إذا شرب تنفس مرتين ، وفي رواية البخاري مرة أو مرتين ، وأو للتنويع لأنه إن روي بنفسين واكتفي بهما وإلا فبثلاث ( وإذا أتى الخلاء ، فلا يمس ) : بفتح السين وكسرها ويجوز رفعه ( ذكره بيمينه ، ولا يتمسح ) : بالسكون وضمها ( بيمينه ) : أي : لا يستنجي لهما في رواية البخاري : nindex.php?page=hadith&LINKID=10356262إذا بال أحدكم فلا يأخذ ذكره بيمينه ولا يستنج بيمينه ، ذكره الأبهري ، فإن قيل : كيف يستنجي بالحجر فإن أخذه بشماله والذكر بيمينه فقد مس ذكره بها وهو منهي عنه وكذلك العكس ؟ قلنا : طريقه أن يأخذ الذكر بشماله ويمسحه على جدار أو حجر كبير بحيث لا يستعمل يمينه في ذلك أصلا كذا في المظهر والأشرفي . ( متفق عليه ) . وفي الجامع الصغير رواه البخاري ، nindex.php?page=showalam&ids=13948والترمذي عنه ، ورواه nindex.php?page=showalam&ids=13478ابن ماجه عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ولفظه : nindex.php?page=hadith&LINKID=10356258إذا شرب أحدكم فلا يتنفس في الإناء فإذا أراد أن يعود فلينح الإناء ثم ليعد إن كان يريد . وروى سعيد بن منصور ، nindex.php?page=showalam&ids=12769وابن السني ، وأبو نعيم في الطب ، والبيهقي عن أبي حسين مرسلا ( nindex.php?page=hadith&LINKID=10356263إذا شرب أحدكم فليمص مصا ولا يعب عبا فإن الكباد من العب ) وفي مسند الفردوس عن علي نحوه .